تعليق: الارتفاع القياسي الجديد للواردات الصينية يلهم الاقتصاد العالمي في مواجهة رياح الحمائية المعاكسة

بكين 24 ديسمبر 2018 /مع اقتراب عام 2018 من نهايته، من المتوقع أن تتخطى الواردات الصينية تريليوني دولار أمريكي، ما يمثل ارتفاعا قياسيا.

وثمة خبر سار آخر هو أنه جرى تخصيص منطقة عرض مساحتها نحو 100000 متر مربع لمعرض الصين الدولي الثاني للواردات العام المقبل.

وبحسب البيانات الجمركية الرسمية الصينية، فقد زادت الواردات الصينية خلال الأشهر الـ11 الأولى من 2018 بنسبة 14.6 بالمئة على أساس سنوي.

وتساوي القيمة المتوقعة للواردات البالغة تريليوني دولار الناتج المحلي الإجمالي لأي من دولتي البرازيل وإيطاليا عام 2017.

إن النمو القوي للواردات والنجاح الذي تحقق في افتتاح معرض الصين الدولي الأول للواردات في شانغهاي الشهر الماضي يظهران نجاح الصين في زيادة الواردات والدور الذي لعبه العالم في سياسة الصين الخاصة بالإصلاح والانفتاح.

لقد خفضت الصين هذا العام الرسوم الجمركية على مجموعة من المنتجات، تتراوح من الأدوية إلى السيارات، لينخفض المستوى العام للرسوم من 9.8 بالمئة إلى 7.5 بالمئة.

ولقد أرسل عزم الصين على زيادة الواردات رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن الصين ملتزمة بالمضي قدما في الإصلاح والانفتاح.

وبحسب وزارة التجارة الصينية، من المتوقع خفض الرسوم الجمركية وتيسير إجراءات التخليص الجمركي وتحسين سياسات استيراد السيارات خلال العام المقبل. إن الصين تفي بالتزامها بدعم التجارة الحرة وتعزيز الانفتاح في الاقتصاد العالمي وحماية نظام تجاري تعددي.

ولقد مثلت القوة الدافعة القوية التي شهدتها الواردات الصينية مصدر إلهام لاقتصاد عالمي يصارع موجات متصاعدة من الحمائية التجارية.

وخلال معرض الصين الدولي الأول للواردات، أشار رئيس الوزراء الروسي دميتري ميدفيديف إلى أن الصين أصبحت خلال السنوات الأخيرة سوقا ضخمة للاستهلاك، كما أصبحت ذات أهمية كبيرة للشركات متعددة الجنسيات.

وفي كلمته خلال افتتاح المعرض، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إنه من المتوقع أن تتجاوز البضائع والخدمات التي تستوردها الصين خلال ال15 عاما المقبلة 30 تريليون دولار أمريكي و10 تريليونات على الترتيب.

وتمثل زيادة الواردات، فضلا عن ذلك، مؤشرا واضحا على أن الصين تتحرك بثبات نحو نمو اقتصادي مدفوع بالاستهلاك، في حين تتمتع بدور متوسع في الاقتصاد العالمي.

وقالت وكالة أنباء ((فرانس برس)) في تعليق نشر مؤخرا "الصين بالفعل أكبر مُصدّر في العالم وتقوم الآن بملاحقة الولايات المتحدة فيما يتعلق بحجم الواردات. والعلاقات التجارية الناتجة عن ذلك تعزز تأثير الصين عالميا."

في السياق نفسه، قالت كريستين لاجارد المديرة العامة لصندوق النقد الدولي خلال المعرض إن التحول الاقتصادي الصيني يصب في مصلحة الصين والعالم بأسره.

وفي المستقبل، سيؤدي عزم الصين على زيادة وارداتها إلى خلق اقتصاد عالمي أكثر انفتاحا وشمولا تصبح فيه منافع التنمية مشتركة على نطاق واسع.