دمشق 23 ديسمبر 2018 / توجهت عشرات السيارات العسكرية التركية إلى المناطق الحدودية مع الميليشيا الكردية في شمال سوريا اليوم (الأحد)، فيما بدا أنه استعداد تركي لإطلاق حملة متوقعة ضد المقاتلين الأكراد، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان وسائل اعلام سورية محلية.
وتوجهت تعزيزات الجيش التركي إلى مدينة جرابلس وساجور في شمال سوريا، حيث إن تلك المناطق القريبة من مدينة منبج التي يسيطر عليها الأكراد في الريف الشمالي من محافظة حلب، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد السوري ومقره لندن إنه إذا بدأت القوات التركية عملياتها، فإنها ستبدأ من منبج، حيث طلبت منذ فترة طويلة من القوات الأمريكية دفع وحدات حماية الشعب الكردية للخروج منها.
ومن جانبها، أفادت وسائل إعلام تركية، اليوم بأن تركيا أرسلت مجدداً تعزيزات عسكرية بينها 100 مركبة ومدافع رشاشة وأسلحة إلى حدودها مع سوريا، بالتزامن مع إعلانها عزمها إطلاق حملة عسكرية ضد المقاتلين الأكراد.
وأضافت تلك الوسائل الإعلامية أن جزءا من العتاد العسكري والجنود سينتشرون في نقاط على الحدود فيما عبر البعض إلى داخل سوريا عبر منطقة البيلي.
وتقع البيلي على بعد 45 كيلو مترا من مدينة منبج في شمال سوريا والتي كانت سببا للتوتر بين أنقرة وواشنطن.
وكانت تركيا أرسلت يوم (الأربعاء) الماضي، تعزيزات عسكرية ضمت مركبات عسكرية بينها ناقلات جنود مدرعة، اتجهت إلى إقليم هاتاي ثم إلى سوريا لتعزيز قواتها العسكرية المنتشرة هناك.
وتأتي التحركات العسكرية بعد أيام من تصريحات للرئيس رجب طيب أردوغان قال فيها أن بلاده ستؤجل عملية عسكرية مزمعة ضد المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بعد أن قررت الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا.
وتعتزم تركيا شن عملية عسكرية جديدة ضد المقاتلين الأكراد في شرق الفرات، و هي العملية التركية الثالثة من نوعها في سوريا بعد "درع الفرات" و "غصن الزيتون".
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب الكردية وقوات سوريا الديمقراطية المتحالفة معها على انهما انفصاليين وإرهابيين، بسبب صلاتهم بحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
ومع ذلك، فإن التحالف الدولي المناهض للإرهاب بقيادة الولايات المتحدة كان يدعم الميليشيا الكردية في عدة معارك، ونجح في تجريد الدولة الإسلامية (داعش) من المناطق الرئيسية في شمال سوريا، وبشكل رئيسي عاصمة تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة.
بعد ذلك، أعلنت الولايات المتحدة قرارها بالانسحاب من سوريا ، حيث إن لديها حوالي 2000 مقاتل متجذرين إلى حد كبير مع الميليشيا الكردية في شمال سوريا.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد، إن القوات التي يقودها الأكراد قد تنسحب من شرق دير الزور لحماية مناطقهم في الريف الشمالي من حلب في أعقاب الحشد العسكري التركي هناك.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة ((الوطن)) الموالية للحكومة السورية أنه في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للانسحاب من قاعدتها في التنف في جنوب شرق سوريا على الحدود السورية العراقية، سيزور الرئيس العراقي برهم صالح سوريا في الأيام القليلة القادمة، لمناقشة فتح الحدود بين البلدين.
يشار إلى أن المسلحين السوريين في منطقة التنف أعلنوا استعدادهم لتسليم أسلحتهم إلى الجيش السوري والشروع في المصالحة باستثناء مجموعة واحدة، التي طالبت بطريق آمن إلى شمال سوريا، بحسب صحيفة (الوطن).
وحول الوضع في شمال سوريا، قالت صحيفة (الوطن) إن قوات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية، وكذلك القوات الأمريكية في منبج، في حالة تأهب، خوفا من احتجاجات واسعة النطاق من المدنيين في المدينة ضد وجود الميليشيا الكردية في مدينة.
ووفقاً للتقرير، احتج الناس في منبج قبل يوم ودعوا إلى دخول قوات الحكومة السورية إلى منبج باعتبارها "الضامن" الوحيد لسلامتها.
كما رفع الناس أعلام الحكومة السورية على بعض المباني الحكومية في منبج، كعرض لدعم الجيش السوري.
وتسيطر قوات الميليشيا الكردية على المناطق في شمال سوريا منذ السنوات الأولى للأزمة في سوريا، وهذه الميليشيات والهيئات السياسية التابعة لها تعرف بأن دمشق لا تعترف بإقامة فيدرالية للأكراد في شمال سوريا.
ومع ذلك، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم أخيراً إن الفيدرالية الكردية أو الحكم الذاتي مرفوض.
ومع انسحاب القوات الأمريكية والتهديدات التركية بإجراء عسكري، يقول المراقبون إن قوات الميليشيا الكردية يجب أن تعود تحت مظلة الدولة السورية.