ليبيا تقول إنها ستبدأ تسديد ديون مستحقة لمستشفيات أردنية عالجت جرحى ليبيين منذ 2011

عمان 2 ديسمبر 2018 /أعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، اليوم (الأحد) أن بلاده ستبدأ تسديد ديون مستحقة لمستشفيات أردنية، كانت قد عالجت جرحى ومرضى ليبيين منذ العام 2011.

وعقد السراج اليوم مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قررا خلالها "تشكيل لجان مشتركة لبحث عدد من الملفات المتعلقة بمجالات التعاون، ومنها ملفا الديون المستحقة للمستشفيات الأردنية والمحفظة الاستثمارية الليبية في الأردن"، وفق بيان للديوان الملكي الأردني.

ونقل البيان عن السراج قوله "إن بلاده ستبدأ من خلال سفارتها في عمان بتسديد الديون المستحقة للمستشفيات الأردنية، التي قدمت الرعاية الطبية والعلاجية لمواطنين ليبيين".

وأعرب السراج عن "تقديره لجهود الملك عبد الله الثاني والأردن في الوقوف إلى جانب ليبيا".

واتفق السراج والعاهل الأردني خلال المباحثات "على بذل الجهود للاستفادة من الفرص الواعدة لتطوير مستويات التعاون بين البلدين، خصوصا في مجالات الاستثمار والتبادل التجاري والسياحة العلاجية والتعليم العالي والتنسيق الأمني"، حسب البيان.

وذكر أن المباحثات تناولت "تطورات الأوضاع على الساحة الليبية".

ونقل البيان عن الملك عبد الله الثاني، تأكيده على "دعم الأردن للجهود الرامية إلى التوصل لحل سياسي في ليبيا".

كما أكد استعداد الأردن لتقديم الدعم للأشقاء الليبيين في جميع المجالات، خصوصا في توفير الخبرات الأردنية للمساعدة في بناء المؤسسات الليبية.

ولم يقدم بيان الديوان الملكي تفاصيل بشأن قيمة الديون المستحقة على ليبيا للمستشفيات الأردنية، لكن نائب رئيس جمعية المستشفيات الخاصة نائل المصالحة، تحدث عن ديون بقيمة 220 مليون دولار.

والتقى السراج اليوم المصالحة.

وقال المصالحة في تصريح للصحفيين إن الحكومة الليبية ستسدد 110 ملايين دولار فور انتهاء الزيارة الرسمية للوفد الليبي إلى الأردن، في حين سيتم تسديد 110 ملايين دولار أخرى خلال ديسمبر الجاري.

وأوضح أن الاتفاق جرى عبر اتصالات ولقاءات القطاع الخاص الأردني مع الجانب الليبي،÷ الذي خفض حجم الديون من 450 مليون دولار إلى 250 مليون دولار عبر تدقيق طبي من خلال شركة خاصة، ثم جرى التفاوض والاتفاق على مبلغ نهائي قدره 220 مليون دولار يُدفع على دفعات.

وأكد المصالحة أن هذه المبالغ سوف تشكل إنعاشاً لهذا القطاع وتمنع انهيار العديد من المؤسسات الطبية.

وكانت المستشفيات الأردنية قد استقبلت منذ العام 2011 آلاف الجرحى الليبيين.

على صعيد متصل، التقى السراج رئيس الوزراء الأردني عمر الرزاز.

وقال السراج خلال اللقاء إن ليبيا اتخذت مجموعة من الإجراءات لتسوية هذه الديون وفتح صفحة جديدة تستفيد من أخطاء الماضي وتعيد ترتيب العلاقة بطريقة جيدة تضمن عدم وجود تجاوزات، حسب بيان لرئاسة الوزراء الأردنية.

وأكد رئيس الوزراء الليبي الرغبة بإنهاء هذا الملف.

وشدد الجانبان خلال اللقاء على ضرورة الارتقاء بمستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والتي لا زالت دون حجم الطموحات والإمكانات المتوفرة لدى البلدين.

وقال الرزاز إن التبادل التجاري بين البلدين لا يزال ضعيفا ويكاد يقتصر على الأدوية والأثاث، داعيا إلى ضرورة النظر في إمكانية التوصل الى اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين.

وبحث الجانبان فرص ومجالات التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين.

وقال السراج إن وزير الداخلية الليبي سيزور الأردن في وقت لاحق للبحث في مجالات التعاون الأمني والعسكري.

ووصل السراج إلى الأردن السبت في زيارة رسمية.