بكين 3 ديسمبر 2018 /سوف تدفع الزيارة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ حاليا إلى بنما تنمية العلاقات الثنائية التي استهلت بالفعل ببداية قوية.
وبدأت الروابط بين الصينيين والبنميين منذ أكثر من 160 عاما، عندما وصلت أول مجموعة من العمال الصينيين إلى بنما وقدمت مساهمات لا يمكن محوها في بناء قناة بنما. لكن هذه المعرفة القديمة لم تعلن كصداقة رسمية على أساس سياسة صين واحدة إلا في عام 2017.
وذكر الرئيس البنمي خوان كارلوس فاريلا أن إقامة العلاقات الدبلوماسية مع الصين كان"الشيء الصائب الذي ينبغي القيام به". وأشاد الرئيس شي بالقرار بأنه "إنجاز فذ".
ومنذ ذلك الحين، اتسم التعاون الثنائي بالكفاءة وتحققت إنجازات أولية في العام والنصف الماضي.
وأطلقت رحلة طيران مباشرة بين بنما سيتي وبكين مع التوقف في هيوستن الأمريكية. وتجري حاليا دراسات جدوى لبناء خط للسكك الحديدية يربط العاصمة البنمية بمقاطعة شيريكي الساحلية الغربية لتسهيل شحن البضائع.
ويتفاوض الجانبان علي اتفاق للتجارة الحرة، ويكثفان الجهود المبذولة لتيسير تدفق البضائع، وتسهيل عملية الحصول على التأشيرة بطريقة متبادلة بالمثل لتعزيز السياحة.
وكانت بنما أول دولة في أمريكا اللاتينية توقع علي مذكرة تفاهم مع الصين لتعزيز مبادرة الحزام والطريق.
ولم تكن القوة الدافعة وراء هذه الشراكة القوية مطلبا سوقيا فحسب، بل كانت أيضا تمثل إرادة مشتركة لتحقيق التنمية المربحة للجانبين. وفي ظل هذه الظروف، من المتوقع أن تؤدي زيارة الرئيس شي التاريخية لبنما إلى تعزيز الثقة السياسية المتبادلة بين البلدين وضخ دفعة جديدة في العلاقات الثنائية.
ويحمل عام 2018 معنى رمزيا هاما للصين لأنه يصادف الذكرى الأربعين لإصلاحها وانفتاحها. وتسعي الصين الآن إلى تعميق الإصلاح الاقتصادي وتطلق مزيدا من التدابير لزيادة انفتاحها على العالم.
وتتطلع الصين وبنما، وكلتاهما داعم مخلص للتجارة الحرة، إلى مستقبل أكثر إنتاجا.
وتستثمر حاليا عشرات الشركات الصينية في بنما في مجالات مثل الموانئ والطرق السريعة والطاقة ومبيعات التجزئة والسيارات.
وأعربت بنما أيضا عن استعدادها للقيام بدور طموح في توسيع مبادرة الحزام والطريق-- التي تهدف في الأصل إلى تطوير طريق حرير حديث لتعزيز التجارة بين آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا--إلى أمريكا اللاتينية.
وستتيح زيارة الرئيس شي في هذه اللحظة فرصة للجانبين لوضع المزيد من خطط التعاون العملي في إطار المبادرة وما وراءها.
ومن المتوقع أيضا أن يرسم الزعيمان مخططا واضحا للتعاون بين البلدين.
وبهذه الجهود الاستباقية وبوادر النوايا الحسنة، ستشرع الصداقة بين الصين وبنما علي مسار جديد وتفتح فصلا جديدا أكثر إشراقا.