بكين 3 ديسمبر 2018 / يعتقد كثيرون بأن ارتداء ملابس شتوية سميكة قد يُضر بأسلوبهم وشكلهم، ولذلك يرفضون تغيير أنماطهم الخاصة بغض النظر عن حالة الطقس. إلا أن دراسة بحثية صينية نُشرت مؤخراً قد تدفعهم لتغيير مفاهيمهم وإعادة النظر فيها مجدداً، ولا سيما بعد أن يعلموا بأن طريقة ارتدائهم للملابس قد تكون مسألة حياة أو موت.
فقد أظهرت الدراسة أن درجة الحرارة المُثلى (الحرارة ذات معدل الموت الأدنى) ربما تكون 22.8 درجة مئوية. وفيما تعتبر درجات الحرارة الدافئة أو الباردة عوامل مساعدة لزيادة مخاطر الموت أو الإصابة بالأمراض، إلا أن تأثير درجات الحرارة الباردة يستمر لفترات أطول وتعتبر أكثر جسامة من تأثيرات درجات الحرارة المرتفعة.
وقامت الدراسة البحثية التي أجراها المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، وجامعة فودان في شانغهاي، قامت بدراسة 1826186 حالة وفاة عادية في 272 مدينة صينية في خمس مناطق مناخية، وذلك خلال الفترة ما بين 2013 وحتى 2015.
وتتضمن أسباب الوفيات أمراض القلب والأوعية الدموية، ومرض الشريان التاجي القلبي، والأمراض التنفسية، والجلطات، وأمراض الانسدادات الرئوية المزمنة.
ورتب الباحثون درجات الحرارة إلى أربع مجموعات: البرودة الشديدة ( ناقص 6.4 إلى 1.4 درجة مئوية)، والبرودة المعتدلة ( ناقص 1.4 إلى 22.8 درجة مئوية)، و الحرارة الشديدة ( 29 إلى 31.6 درجة مئوية)، و الحرارة المعتدلة ( 22.8 إلى 29 درجة مئوية).
ولاحظ الباحثون أن 14.33 بالمئة من حالات الوفيات كانت ناجمة عن ارتفاع أو انخفاض درجات الحرارة، ومن بينها؛ شكّلت البرودة المعتدلة والحرارة المعتدلة عوامل مساعدة لارتفاع المخاطر حيث شكلتا 10.49 بالمئة و 2.08 بالمئة على التوالي.
فعند ارتفاع درجات الحرارة، ينخفض خطر حدوث الوفاة بسرعة في البداية، ثم لا يلبث يعود ببطء للارتفاع بعد تخطي حاجز 22.8 درجة مئوية. أما المخاطر الناجمة عن البرودة الشديدة فتدوم وتستمر لفترات أطول من 14 يوماً، بينما تظهر آثار الحرارة الشديدة فوراً وتستمر لنحو يومين أو ثلاثة أيام.
وقال كان هاي دونغ رئيس الفريق البحثي إن تأثير البرد على نظام عمل القلب والأوعية الدموية له علاقة مع التغيرات في النظام العصبي المستقل، وضغط الدم، والاستجابات الالتهابية، وقد ينعكس تأثيره على النظام التنفسي من خلال زيادة الإصابات والامراض التنفسية في الأيام الباردة.
وأظهرت الدراسة كذلك أن معدلات الوفيات ذات الصلة بدرجات الحرارة كانت أعلى لدى كبار السن ( من عمر 75 عاماً فما فوق) والأطفال والنساء.
ومن شأن النتائج البحثية في هذا المجال المساعدة على تحسين الممارسات السريرية والصحة العامة من أجل تخفيض المخاطر الصحية المرتبطة بالظروف الجوية غير العادية الحالية والمستقبلية والناتجة عن التغيرات المناخية التي يشهدها العالم، وذلك وفقاً لدراسة بحثية نشرتها المجلة الطبية البريطانية في آخر إصداراتها.
واقترح كان على الناس اتخاذ تدابير سريعة وقصيرة المدى لتبريد أجسامهم في الطقس الحار، إلا أن الشيئ الأكيد تمثل بضرورة ارتداء ملابس دافئة في الأيام الباردة.