بيروت 28 نوفمبر 2018 / أكد وزير المالية اللبناني علي حسن خليل، اليوم (الأربعاء) وجود تحديات كثيرة تواجه عمل الحكومات العربية في تحقيق التنمية المستدامة.
وقال خليل في كلمة في افتتاح مؤتمر "تمويل التنمية المستدامة"، الذي تنظمه لجنة الأمم المتحدة الاجتماعية والاقتصادية لغربي اسيا (الأسكوا) إن تحديات كثيرة تواجه عمل الحكومات العربية في تحقيق التنمية المستدامة، بينها النزاعات المسلحة والصراعات في دول المنطقة، إضافة إلى استمرار تدخل الدول الكبرى في سياسات المنطقة ومساعدة الإرهابيين والجماعات المتطرفة بالمال والسلاح.
وتابع أن من بين التحديات، التطرف والإرهاب اللذين يهددان المجتمعات العربية ويؤخران التنمية، فضلا عن أزمات الهجرة والنزوح.
ولفت إلى ازدياد حاجة الدول إلى تمويل إضافي لمواكبة الضغوط الطارئة في وقت وصلت فجوة التمويل إلى حد 3,6 تريليون دولار لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى عدم وجود إحصاءات كافية ومنتظمة حول وضع التنمية في المنطقة العربية.
\ورأى خليل أن أهم أسباب فجوة تمويل التنمية تكمن في التدفقات المالية غير المشروعة، مشيرا إلى صعوبة قياس هذه التدفقات نظرا إلى عدم قانونيتها وكبر حجمها.
ورأى أن أسباب التدفقات المالية غير المشروعة تتمثل في هشاشة الأمن والاستقرار وضعف الحوكمة والفساد والجريمة المنظمة والاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية والاحتيال في التجارة الدولية والتهرب الضريبي.
واعتبر ان التدفقات غير المشروعة تشكل تحديا هائلا للأمنين السياسي والاقتصادي حول العالم.
وأوضح أنه منذ بداية عام 2011 بلغ حجم التدفقات المالية غير المشروعة في العالم العربي 483 مليار دولار، مما يعادل 3 في المائة من التجارة العالمية غير النفطية.
ودعا خليل إلى ضرورة مواجهة التحديات المتزايدة في العالم العربي من خلال التزام سياسي على أعلى مستوى في الدول لتعزيز تمويل التنمية المستدامة واعتماد سياسات ومقاربات وأدوات قانونية واقتصادية ومالية ومؤسسية وأمنية لتحقيق التنمية المستدامة.
كما دعا إلى إرساء قواعد السلام وتقوية مؤسسات الدولة وتحويل الذهنيات نحو ثقافة جديدة للشراكة من أجل التنمية المستدامة.
بدورها، أكدت النائبة بهية الحريري ممثلة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، في كلمتها أن العائق الأساسي أمام الدول العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة هو في إيجاد مصادر وأساليب تمويل جديدة.
ودعت الحريري إلى خلق شراكة فعلية مع القطاع الخاص في الاستثمار من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وشددت على أن "الاستقرار يبقى هو الأساس فلا تنمية مستدامة ولا استثمارات ولا إزدهار من دون استقرار.
ويتواصل المؤتمر الذي تنظمه الاسكوا على مدى يومين، ويأتي في إطار الاستعداد للحوار رفيع المستوى حول تمويل التنمية، وللمنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة المقرر عقدهما تحت مظلة الجمعية العامة للأمم المتحدة العام المقبل.