مقالة : ترامب يهدد بإلغاء لقاء مع بوتين بسبب النزاع الأوكراني-الروسي

واشنطن 27 نوفمبر 2018 / في مقابلة مع صحيفة أمريكية يوم الثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سينظر في إلغاء لقاء مقرر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، متعللا بالنزاع الحالي بين أوكرانيا وروسيا، قرب مضيق كيرتش، الذي يفصل بين البحر الأسود وبحر آزوف.

وحتى الآن، لم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي على تلميحات ترامب، ولكن موسكو قالت إن نشاطاتها بالمنطقة مشروعة.

ترامب يهدد بإلغاء اللقاء

في مقابلة مع صحيفة ((واشنطن بوست)) في البيت الأبيض، قال ترامب إنه بانتظار "تقرير كامل" من فريقه للأمن القومي مساء الثلاثاء، حول الاحتجاز الروسي المزعوم لثلاث سفن بحرية أوكرانية وطواقمها في البحر الأسود يوم الأحد.

ونقل عنه قوله "إن ذلك (التقرير) سيكون مهما جدا، وربما لن يكون لي لقاء، وقد لا أفكر باللقاء... لا أقبل بمثل هذا الاعتداء، ولا أريده أبدا".

جاء هذا التصريح بعد تصريح أقل حدة يوم الإثنين، قال فيه إنه يأمل في "تسوية عاجلة" للنزاع الحالي بين أوكرانيا وروسيا.

وقبل نشر هذه المقابلة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون، صباح الثلاثاء، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض، إن ترامب سيلتقي خلال وجوده بالأرجنتين، بالعديد من الزعماء، ومنهم بوتين.

وأضاف أن الرئيسين سيناقشان "كافة القضايا المعنية بالأمن والسيطرة على السلاح، وقضايا اقليمية من بينها الشرق الأوسط. واعتقد أنها ستكون أجندة مليئة، وأرى أن مناقشاتهما ستكون إكمالا لما بحثاه في هلسنكي".

الولايات المتحدة تطالب أوروبا بفعل المزيد

في وقت سابق من الثلاثاء، قال حلف الناتو في بيان على موقعه الإلكتروني إن حلفاءه "دعوا روسيا إلى ضمان التحرك السلس في الموانئ الأوكرانية، والسماح بحرية الإبحار".

وجاء في البيان "أنه لا يوجد مبرر لاستخدام روسيا القوة العسكرية ضد السفن الأوكرانية وطواقمها البحرية. وندعو روسيا إلى إطلاق سراح البحارة الأوكرانيين وسفنهم".

ويوم الثلاثاء أيضا، حثت وزارة الخارجية الأمريكية الدول الأوروبية على اتخاذ المزيد من الإجراءات الفعلية لمساعدة أوكرانيا بوجه روسيا.

ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية هيثر نويرت، النزاع بين موسكو وكييف "بالتصعيد الخطير" مضيفة أنه رغم فرض العديد من الدول الأوروبية عقوبات على روسيا لتصرفاتها في القرم ومع أوكرانيا، "لكن العديد من هذه العقوبات لا تنفذ تماما".

في مطلع هذا العام، افتتحت روسيا جسرا فوق مضيق كيرتش، يربط شبه جزيرة القرم بالبر الرئيسي الروسي، وبدأت تنفيذ عمليات تفتيش للسفن التجارية المبحرة عبر المضيق وبحر آزوف.

كانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، قد قالت في 19 نوفمبر الجاري، إن نشاطات روسيا في بحر آزوف "لا تضر بالاقتصاد الأوكراني فحسب، بل أيضا بالعديد من السفن التي ترفع أعلام دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي".

وردا على هذه الاتهامات، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحفي اسبوعي يوم الخميس، إن روسيا ترى أن نشاطاتها بالمنطقة مشروعة.

وأوضحت "أن روسيا تلتزم تماما باتفاقها مع أوكرانيا، الخاص بالتعاون في بحر آزوف ومضيق كيرتش، والموقّع في 24 ديسمبر 2003، والذي حدد وضعية البحر كمياه داخلية لروسيا وأوكرانيا".

التوتر الأوكراني-الروسي يتصاعد

لقد شهدت العلاقات الأوكرانية-الروسية المتوترة أصلا بسبب القرم وشرقي أوكرانيا، تفاقما حادا هذا الأسبوع.

وكانت البحرية الأوكرانية قد أعلنت يوم الأحد أن القوات الروسية فتحت النار على 3 سفن أوكرانية واحتجزتها، قرب مضيق كيرتش، بين البحر الأسود وبحر آزوف.

وأضافت البحرية الأوكرانية أن 6 بحارة أوكرانيين أصيبوا بجروح، اثنان منهم بحالة خطيرة.

من جانبها، قالت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية إن 3 سفن أوكرانية هي بيرديانسكي ونيكوبول وياني كابو، قد انتهكت الحدود الروسية، وقامت بمناورات خطيرة، رغم تحذيرات من سفن روسية ومن الأسطول الروسي في البحر الأسود.

وقالت البحرية الأوكرانية إنها أبلغت روسيا مسبقا بمرور السفن الأوكرانية من البحر الأسود إلى بحر آزوف، عبر مضيق كيرتش، واصفة تصرفات روسيا "بالعمل العدواني".

وأيد البرلمان الأوكراني يوم الإثنين مشروع قانون لفرض الأحكام العرفية بمناطق محددة، خاصة المتاخمة لروسيا، لمدة 30 يوما، بدءا من الأربعاء، بسبب التوترات مع روسيا في بحر آزوف.

وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا صباح الإثنين لبحث الوضع المتصاعد.

وقال نائب المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة، وو هاي تاو، الذي ترأس الاجتماع، إن الصين تابعت الحادث بين السفن البحرية الروسية والأوكرانية، وتشعر "بقلق إزاء تصاعد التوتر الناجم".

وأضاف وو "أن الصين تأمل من الأطراف المعنية وتدعوها إلى ممارسة ضبط النفس وتفادي أي تصعيد للتوتر، والعمل على المعالجة المناسبة للقضايا المعنية عبر الحوار والتشاور".