بكين 26 نوفمبر 2018 /وسط حشد ضخم من المبدعين الواعدين، افتتحت بعد ظهر يوم الأحد فعاليات الدورة الثامنة من سباق الأزياء القومية بين الدبلوماسيين الأجانب لدى الصين، بحضور المستشار الثقافي والتعليمي المصري، والسفراء من بيلاروسيا، والمالديف، وغيانا ونيبال.
وخلال الأعوام التسعة التي مر بها السباق منذ انطلاق الدورة الأولى له في عام 2010، جذب المهرجان الثقافي أكثر من 100 دولة في أنحاء العالم. وفي العام الجاري، وتحت شعار "التجول العالمي مع الدبلوماسيين"، قدمت روسيا، وألمانيا، وأوكرنيا من القارة الأوروبية، وماليزيا والمالديف واندونسيا من قارة آسيا، وبيرو وغويانا من القارة الأمريكية، ومصر وغينيا من القارة الأفريقية وغيرها من 16 سفارة، أزياءهم القومية عبر الرقص والغناء، وحصل الفريق البيلاروسي على الميدالية الذهبية، وتبعه الفريق الماليزي والفريق الروسي بالمركزين الثاني والثالث.
وقالت رن تشيا يو، منظمة السباق ورئيسة التحرير العام لمجلة ((الدبلوماسية)) الصينية، إن التوجه العام لسباق الأزياء هذا العام يعتمد على البحث عن الأفكار الخلاقة لإبراز جاذبية الثقافة القوية، مشيرة إلى أنه "خلال تيار العولمة السريع في القرن الـ21، من المهم أن يحافظ البلد على هويته الثقافية عبر تصميم الأزياء وعرض جماليتها."
وجذبت الفرق من شرق أوروبا مثل روسيا وبيلاروسيا واوكرانيا أنظار المتسابقين برقصات البنات الأنيقة والمحترفة، أما الفريق الماليزي فعرض الأزياء القومية العالمية المنوعة من بلده مثل "شالون" وقبعة "سونغقو" بالإضافة إلى الزي الصيني "تشي باو".
وذكرت عضوة لجنة التحكيم بالسباق شاني كاليانيراتني، وهي نائبة سفير سريلانكا، أنه في الدورة الجارية، هناك الكثير من الدول تقدم أزياءها القومية من خلال الطلاب والتلاميذ الدوليين الذين يدرسون في الصين، مشيرة إلى الفريق البلاروسي الذي شارك فيه 7 ممثلين صغار، عمرهم بين سنتين و9 سنوات فقط، قائلة إن الجيل الجديد هو مستقبل البلاد.
وقال إسلام حسان، رئيس الفريق المصري إنه "خاصة، في العالم المتسارع الذي يعيش اليوم صراعا بين طرفين أو أيديولوجيتين، ايديولوجية تقاوم بشتى الوسائل للحفاظ على هويتها وثقافتها وحتى في لباسها، وترى في التغيير والتقدم ضرورة وصيرورة طبيعية لكن دون تغييبٍ للهوية والثقافة التي وُلِدَ وتربى عليها الإنسان ضمن بيئته".
وشارك الفريق المصري، الذي تكون من موظف دبلوماسي و9 طلاب دوليين يدرسون في بكين، في عرض الثقافة القومية المصرية المتنوعة من خلال عرض الزي المصري الفرعوني والفلاحي والصعيدى والنوبي والبدوي.
وقال إسلام وهو طالب مصري يدرس في بكين، إن رقصة التحطيب التي اختارها كأحد موضوعات العرض لأنها تدل على حياة جنوب صعيد مصر، مضيفا أن "عصا المحبة" المستخدمة في الرقصة، هي رمز لحفظ الحقوق وإقرار السلام والتمسك بالنبل والشهامة، وللتعبير عن الثقافة العريقة التي يعود تاريخها إلى الزمن الفرعوني.
وأكد المستشار الثقافي والتعليمي لسفارة مصر لدى الصين، حسين إبراهيم مرسى السيد، إن مصر تحرص على المشاركة كل عام في مهرجان ثقافة وعروض الأزياء للدبلوماسيين الأجانب بالصين، الذي يهدف الى تعزيز التفاهم والصداقة بين الشعوب وتعزيز التبادلات والاتصالات بين الصين ودول العالم، مؤكدا أن "المهرجان يقدم فرصة لنا لعروض الأزياء الخاصة بثقافتنا."
ودعت جماعة أوبرا شاوشينغ، وهي ثاني أكبر أوبرا في الصين بعد أوبرا بكين، شخصين مصريين لتجربة أزياء البطل والبطلة في أوبرا "حلم القصور الحمراء" وهي قصة حب مشهورة جدا، يطلق عليها "قصة روميو وجوليت" الشرق. وقالت الطالبة المصرية عُلا، إنها تمتعت للغاية بهذه التجربة الفريدة ولن تنساها أبدا لأن التبادلات الثقافية تؤسس على التفاهم وليس من الكتاب، ومن النشاطات الشعبية مثل هذه.
وفي هذا الصدد، أضاف المستشار المصري أن هناك طفرة كبيرة حدثت في التبادلات الثقافية على المستوى الشعبي بين مصر والصين في السنوات الأخيرة، فكان الحضور الصيني فى المهرجانات والفعاليات الثقافية والفنية المصرية موضع ترحيب وحفاوة بين المصريين الذين ينظرون دوما إلى الصين كدولة صديقة.
وقال إن "فرقة أوبرا القاهرة" قد توجهت إلى الصين لتقديم عروض فى الأسبوع الأول من شهر أغسطس 2018 بمدينة تشينغدو، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ62 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، كما استضافت مكتبة الإسكندرية من الثامن وحتى السابع والعشرين من شهر أغسطس المنصرم "معرض التراث الثقافى غير المادى فى الحياة اليومية لشانغهاى" وهو المعرض الدولي المتنقل للفنون الصينية التقليدية الذي نظمه المركز الثقافي الصيني بالقاهرة فى الثغر السكندرى الذى يشكل محطة مهمة "على طريق الحرير التاريخى".
وشاركت مصر بجناح خاص للمعروضات المصرية في معرض بكين الدولي لصناعة الثقافة والابداع وتبادل الثقافات بين دول طريق الحرير، والذي أقيم في مركز بكين للمعارض في الفترة من 25 -28 اكتوبر 2018.
وأشار المستشار إلى أنه في إطار مبادرة الحزام والطريق ورؤية مصر 2030، أدركت الصين هذا العام ارتباط الثقافة بالسياحة، وبهذه الطريقة يتم استغلال الفعاليات الثقافية والفنية في الترويج وتنشيط السياحة، مؤكدا أن ذلك أفضل شيء لما يطلق عليه الصناعات الثقافية والإبداعية.