تقرير إخباري: دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الانفتاح والتعاون تلقى إشادة من الخبراء العرب

بكين 18 نوفمبر 2018 /ألقى الرئيس الصيني شي جين بينغ خطابا مهما أمام قمة المديرين التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي للآسيا والباسيفيك (أبيك) التي عقدت يوم السبت في مدينة بورت مورسبي عاصمة بابوا نيو غينيا. ولاقى خطاب الرئيس شي الذي جاء تحت عنوان "رسم مشترك لمسار نحو مستقبل أكثر إشراقا"، إشادة من العالم العربي حيث رأى الخبراء العرب أنه خطاب عالمي يبرز أهمية الانفتاح والتعاون ويرقى لخدمة البشرية كلها.

فقد قال الرئيس الصيني شي جين بينغ في خطابه إنه "يمر العالم الآن بتطورات وتحولات وتغيرات كبيرة. وبينما تتحرك العولمة الاقتصادية قدما، تلقي الحمائية والأحادية بظلالها على النمو العالمي". وأكد أن "محاولات إقامة الحواجز وقطع العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين الدول تعارض قوانين الاقتصادات وتوجُّه العصر". كما أشار الرئيس شي إلى أن الانفتاح والتعاون هما الوحيدان اللذان يجلبان المزيد من الفرص ويخلقان مساحة أكبر للتنمية، داعيا إلى التمسك بالنظام التجاري متعدد الأطراف الذي يرتكز على منظمة التجارة العالمية.

وفي هذا الصدد، قال بشار المنيّر رئيس تحرير صحيفة ((النور)) التي يصدرها الحزب الشيوعي السوري الموحد وعضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية، إن الرئيس الصيني شي جين بينغ ربط بين الانفتاح والرفاهية الاجتماعية، فالانغلاق والانعزال يساويان التخلف الاقتصادي والاجتماعي، وهذا هو الأساس الذي تقوم عليه السياسات الاقتصادية الصينية في تعاملها اليوم مع دول العالم، وخاصة البلدان النامية.

كما أشار كريم العمدة الخبير الاقتصادي بالمركز المصري لدراسات السياسات العامة إلى أن الحمائية والأحادية اللتين حذر منهما الرئيس شي في خطابه ستلحقان خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي لأنهما ستؤديان إلى تراجع التجارة العالمية وسيكون لهما تأثيرات هائلة على الإنتاج وعواقب سلبية على جميع العوامل الاقتصادية لمختلف البلدان، مثل الناتج المحلي الإجمالي ومعدل البطالة والتضخم وغيرها.

وأضاف الخبير أن خطاب الرئيس شي، الذي ألقى الضوء على أهمية الانفتاح والتعاون لتحقيق التنمية، يعكس مسعى الصين إلى تحقيق التوازن العالمي وإرساء مفاهيم العدالة والمساواة في النظام الدولي، معربا عن ثقته بأن هذا الخطاب سيلعب دورا في تحديد مسار الدول الأعضاء للأبيك في المستقبل.

ومن جانبه، أشار ناظم علي الجبوري المحلل السياسي والخبير في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية في العراق، إلى أن تأكيد الرئيس الصيني شي جين بينغ على الالتزام بالانفتاح على العالم يعكس "الحكمة الصينية والرغبة الصينية بوجود عالم متعدد يعتمد على الاقتصاد من أجل بناء السلام العالمي وتحقيق الاستقرار" وهذا لكي "تعم الفائدة جميع الدول بما يضمن احترام وحقوق الجميع".

وسلط الجبوري الضوء على قول الرئيس شي إن "المواجهة، سواء في شكل حرب باردة أو حرب ساخنة أو حرب تجارية، لن تسفر عن فائزين"، مشيرا إلى أن وجهة نظر الرئيس الصيني هذه تعكس مدى اهتمام الصين وحرصها على استقرار العالم وتوفير عيش رغيد للجميع ورغبتها في مساعدة الدول الفقيرة ونشر ثقافة التسامح والتعاون حتى يربح الجميع.

جدير بالذكر أن الرئيس الصيني شي جين بينغ قدم في خطابه مقترحا من خمسة محاور بشأن التنمية الاقتصادية العالمية والحوكمة العالمية، حيث دعا الرئيس شي إلى التركيز على الانفتاح والتنمية والشمول والابتكار والمنهج القائم على القواعد، من أجل توجيه عجلة التنمية الاقتصادية العالمية نحو المسار الصحيح وإيجاد طريقة فعّالة لإدارة الحوكمة العالمية.

وفي هذا السياق، قال عبد المجيد سويلم، وهو كاتب ومحلل سياسي من رام الله، إن خطاب الرئيس شي يعبر عن موقف ونهج صيني ثابت يقوم على مبدأ التعايش السلمي والانكباب على التنمية والاهتمام بالقضايا الكونية المشتركة. وأشار إلى أن خطاب الرئيس الصيني وما جاء فيه من عبارات وتأكيدات على المصلحة العالمية وليس فقط الخاصة للصين يفسر الإنجاز الصيني الكبير على الأرض.

وشاطره الرأي معين رجب، الخبير الاقتصادي وأستاذ علم الاقتصاد في جامعة الأزهر في غزة، قائلا لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن خطاب الرئيس الصيني شي جين بينغ جاء في الوقت الذي يبحث فيه العالم عن التنمية المستدامة التي تحقق نموا عاليا. وأبرز رجب تأكيد الرئيس شي على أهمية التعددية والتجارة الحرة والتعاون مع دول آسيا والمحيط الهادئ والعالم بأسره وأنها ستعود بالمنفعة المتبادلة على الجميع.

وقد قال الرئيس شي جين بينغ في خطابه "نحن نعيش على الكوكب نفسه"، مضيفا أن "التنوع والتفاعل بين الحضارات والأنظمة الاجتماعية والمناهج المختلفة سيوفران قوة دافعة قوية للتقدم البشري".

وتعليقا على ذلك، ذكر معين رجب أن "خطاب الرئيس شي يستحق كل التقدير وعلى شعوب العالم أن ترى فيه طريق البناء والإعمار الذي يحقق الرفاهية للشعوب"، مضيفا أن الانفتاح والتعاون اللذين دعا إليهما الرئيس شي في خطابه يحققان الاستفادة من طاقات الدول ويسهمان في تعزيز العلاقات بما يخدم البشرية بأسرها.