لندن 16 نوفمبر 2018 / قال بيتر فرانكوبان، أستاذ التاريخ العالمي في جامعة أوكسفورد، إن مبادرة الحزام والطريق قادرة على إحداث تأثير إيجابي.
وكان فرانكوبان، مؤلف الكتاب الأكثر مبيعا -- "طرق الحرير: تاريخ جديد للعالم"، متتبعا حريصا للمبادرة التي طرحتها الصين في عام 2013.
وذكر فرانكوبان لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة أجريت معه مؤخرا، إنه "بعد مضي خمس سنوات، ما تزال المبادرة حديثة العهد إلى حد ما. حيث تم تخصيص مبالغ كبيرة جدا من الأموال في مشاريع في جميع أنحاء آسيا وأيضا أفريقيا منذ عام 2013. فالمبادرة ليس لديها حدود جغرافية وأعتقد أن هناك العديد من الحالات التي تكون فيها هذه الاستثمارات عقلانية ومنطقية وتعمل بشكل جيد جدا".
وأشار إلى أن الاستثمار في البنية التحتية أمر مكلف ويحتاج إلى منظور طويل الأجل ويتطلب وجهة نظر مفادها أنها جديرة بالتنفيذ. وقال إن "ما يمكن أن تقوم به مبادرة الحزام والطريق بطريقة إيجابية هو الاستثمار في مشاريع بنية تحتية كبيرة جدا، مثل محطات الطاقة والطرق أو خطوط القطارات أو الموانئ، التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي للغاية".
ولفت المؤرخ إلى أنه في كثير من البلدان التي تجري فيها مثل هذه الاستثمارات، هناك فرصة حقيقية للتحسن المناسب في الناتج المحلي الإجمالي، وفي نوعية الحياة، ليس فقط للمواطنين وإنما أيضا للفقراء.
وقال فرانكوبان إن "الناس يتحدثون عن مبادرة الحزام والطريق كأنها خطة عملاقة كاملة ولكن هناك الكثير من المشروعات المختلفة وسيحقق البعض منها نتائج أفضل من غيرها".
وتابع أن "إحدى أعظم القصص في الصين على مدار السنوات الـ 30 الماضية كانت التغيير في معيشة الناس الذين يصعدون فوق خط الفقر. إذا كان بإمكان الصين استخدام دروسها المستفادة من نفسها وتطبيقها في دول أخرى، فإن هذا يمكن أن يكون إيجابيا للغاية".
وعند التعليق على التطورات الجديدة في طرق الحرير، أشار المؤرخ إلى أن طريق الحرير الرقمي سيكون جديرا بالاهتمام به نظرا لأن التكنولوجيات الرقمية تحدث تغييرا هائلا في حياة الناس في جميع أنحاء العالم -- من حيث سرعة الاتصال بالانترنت لدينا، وطريقة تبادل المعلومات، والطريقة التي نتسوق بها، والطريقة التي نقوم بالبحث بها.
وقال فرانكوبان إن "التكنولوجيا الرقمية تتحرك بسرعة كبيرة؛ فالذكاء الاصطناعي والروبوتات بدأت تلعب أدوارا في حياتنا، وهذا الأمر سيستمر في السنوات القادمة".
وذكر المنافع الناشئة عن التقنيات الرقمية، مثل الفرص التي تجلبها للناس، وتوفير اتصالات الجيل الرابع/الجيل الخامس في مناطق نائية في الصين، وإمكانية الراعي أو أي شخص يعمل في الصناعات الزراعية جمع معلومات من خلال التنقل، وطريقة إنشاء منصات حتى يتمكن الناس من مشاركة أشياء بأمان.