تونس 5 نوفمبر 2018 /وصف خبراء تونسيون ما جاء في كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، التي إفتتح بها اليوم (الإثنين)، فعاليات معرض الصين الدولي للاستيراد، من تأكيد على مواصلة بلاده الإستيراد، والإنفتاح على الأسواق العالمية، بالقرار الشجاع الذي من شأنه تكريس الصين كقوة إقتصادية فاعلة ومؤثرة على الصعيد العالمي.
وأعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ، في كلمته، عن عزم بلاده مواصلة الاستيراد لتحقيق التنمية والكسب المشترك، وتبني سياسات أكثر فعالية نحو الدخول في السوق وإيجاد أنماط جديدة للاستهلاك وتحرير السوق المحلي.
وتوقع شي، في كلمته التي ألقاها بحضور العديد من رؤساء الدول والحكومات المشاركة في فعاليات معرض الصين الدولي للاستيراد، أن يصل حجم البضائع المستوردة للصين 30 تريليون دولار و10 تريليونات دولار في قطاع الخدمات خلال الـ 15 عاما القادمة.
وقال الخبير الإقتصادي التونسي مصطفى الجويلي، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن تأكيد الرئيس الصيني على مواصلة الانفتاح، يعكس القرار الشجاع، خاصة وانه يأتي فيما تتجه إقتصاديات بعض القوى الأخرى، وخاصة أمريكا إلى إنتهاج نوع من الحمائية غير المقبولة.
وإعتبر أن كلام الرئيس شي من شأنه تكريس الصين كقوة إقتصادية مهمة على الصعيد الدولي، مؤكدا أن مثل هذه القرارات ستُساعد الصين على إفتتاح المزيد من الأسواق، كما تستفيد منها خاصة وان الصين تبقى واحدة من أكبر الأسواق العالمية.
وشدد على أن الصين التي حققت نجاحات مهمة ونوعية في مجالات متنوعة، حتى تحولت إلى قوة في مجال التكنولوجيات الدقيقة، إلى جانب صادراتها الهائلة في مجال المواد الإستهلاكية المُتنوعة، ستتمكن بهذه القرارات من منافسة كبرى الإقتصاديات الأخرى في عقر دارها.
وأضاف أن القرارات المذكورة، ستُمكن الصين أيضا من إستقطاب المزيد من الإستثمارات، خاصة وأنها ترافقت مع تأكيد الرئيس شي على أن بكين ستعمل على حماية حقوق الملكية الفكرية ومراجعة القوانين المتعلقة بها، إلى جانب إنشاء منبر الانفتاح لدعم الصين لإصلاح منظومة التجارة الحرة والعمل على بناء ميناء تجارة حرة ذات خصائص صينية.
ودعا في المقابل، السلطات التونسية إلى الإستفادة من الفرص الكبيرة التي تُمثلها السوق الصينية، قائلا إن "الصين تعتبر من أهم الدول المستثمرة في العالم وهي مصدر للنمو، ولذلك فإن تونس عليها استغلال الفرصة".
ومن جهتها، وصفت جنات بن عبد الله، رئيسة التحرير بصحيفة (الصحافة اليوم) التونسية، والمُختصة بالشأن الإقتصادي، الصين بأنها أصبحت اليوم، قاطرة للاقتصاد العالمي، بقدرة تنافسية هائلة.
وقالت جنات بن عبد الله، لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن ما ورد على لسان الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم، يرتقي إلى مستوى القرارات المهمة، ذلك أن إنفتاح السوق الصينية على الأسواق الخارجية، يعد تطورا مهما يأتي بعد أن إستكملت الصين البناء الإقتصادي، وإستعدت بما فيه الكفاية لمواجهة تداعيات تحرير المبادلات التجارية، مع نجاحها في الإبقاء على قيمة عملتها بعيدا عن التعويم، الأمر الذي مكنها من كافة الشروط لضمان نسيجها الإقتصادي بعيدا عن الهزات المالية.
ووصفت من جانبها القرارات التي أعلنها الرئيس شي بالشجاعة، داعية في نفس الوقت إلى مزيد من تطوير العلاقات التونسية - الصينية، بإعتبار توفر كافة شروط المنفعة المُتبادلة.
وتأتي هذه الدعوة، فيما لا تخفي الحكومة التونسية تطلعها لبلورة إستراتيجية واضحة المعالم لربط علاقات شراكة جديدة مع الصين على قاعدة المصالح المشتركة، بما يمكنها من إستقطاب المزيد من التمويلات والاستثمارات الضرورية لتحقيق الانتعاشة الاقتصادية.
وفي الخامس من سبتمبر الماضي، أعلن رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في أعقاب إجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في بكين، عن إتفاق تونسي - صيني لرفع مستوى المبادلات التجارية، إلى جانب فتح مجالات تعاون وأسواق جديدة موجهة للتصدير بين البلدين ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق.
وقبل ذلك، تأسس المجلس التجاري التونسي - الصيني بهدف تعميق التعاون الاقتصادي وخلق أفضل الظروف لأعمال التجارة والاستثمار بين البلدين، علما بأن حجم التجارة الثنائية بلغ خلال العام الماضي 1.53 مليار دولار، أي بزيادة بنسبة 6.3 % على أساس سنوي، منها صادرات صينية إلى تونس بقيمة 1.33 مليار دولار أمريكي، بزيادة 2.5 %على أساس سنوي، والواردات الصينية من تونس 200 مليون دولار بزيادة 42.5 %على أساس سنوي.
كما تُراهن تونس على الصين لإنعاش القطاع السياحي هذا العام ولا سيما مع المؤشرات الأخيرة التي أظهرت إرتفاع عدد السياح الصينيين الذين زاروا تونس، بنسبة 50.4 %، حيث بلغ 17636 شخصا حتي 20 أغسطس الماضي، وذلك بحسب أرقام أعلنتها وزيرة السياحة التونسية أخيرا.