واشنطن 30 أكتوبر 2018 /قالت دبلوماسية أمريكية سابقة بارزة هنا يوم الثلاثاء إن الصين ليست بلدا تحريفيا في النظام الدولي الحالي، وإن مصالح الولايات المتحدة والصين لا تتعارضان أساسا.
أدلت سوزان ثورنتون، وهي مساعدة سابقة لوزير الخارجية الأمريكي لشئون شرقي آسيا والباسيفيك، بهذه التصريحات خلال حضورها مناقشات حول ما إذا كانت المصالح الطويلة الأمد للولايات المتحدة والصين، متناقضة من حيث الأساس.
كانت إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، قد صنفت كلا من روسيا والصين كمنافستين للولايات المتحدة، وبلدين تحريفيين. ثم تسببت استفزازاتها التجارية والدبلوماسية ضد الصين مؤخرا، في إثارة مخاوف بأن واشنطن تعيد توجيه سياساتها وتقلص تواصلها مع بكين.
قالت ثورنتون إن الولايات المتحدة والصين "كلاهما لديه مصلحة في استمرارية النظام الدولي"، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن كلا البلدين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي.
وأوضحت "وفي هذا الصدد، أود التأكيد بأن الصين ليست تحريفية، وأنها تريد استمرارية وإطالة أمد النظام الدولي الحالي، رغم وجود بعض التغيرات".
ورغم تمسكها بحقيقة أن مصالح البلدين ليست متناقضة جوهريا، ولكنها أكدت أيضا على أن أية خلافات تحدث، يمكن معالجتها عبر الدبلوماسية.
ومضت قول "لدينا العديد من المصالح المشتركة مع الصين، وكلا البلدين له مصلحة في مكافحة عدم الاستقرار والنزاعات الإقليمية الساخنة، وفي محاربة الإرهاب والتطرف، وكبح الهجرة الكبيرة للناس، ومكافحة الأوبئة والكوارث البيئية والطبيعية، ومشاكل ومسببات عدم استقرار أخرى في العالم."
ورأت أن "تعزيز الرخاء لكلا بلدينا وللبلدان الأخرى بالعالم، هو مصلحة مشتركة واضحة تماما".
وباعتبارهما أكبر اقتصادين بالعالم، ترى ثورنتون أن الولايات المتحدة والصين تتشاطران تكاملية هامة في اقتصاديهما، وهي صفة حيوية لكلا البلدين وللعالم أجمع.
ومضت تقول "بينما نرى حقيقة أن بعض مصالحنا تشهد احتكاكات، ولكن يجب معالجتها عبر الحكمة والدبلوماسية. وهناك مصالح عديدة أخرى متكاملة، يمكن تعزيزها أكثر عبر الدبلوماسية والتعاون".
وأكدت على أن كل القضايا الخلافية بين البلدين "يمكن تسويتها، وتصبح إما قابلة للتسوية، أو أقل خلافا".
وقالت أيضا "لا نقول إنه لن يحدث توتر في العلاقات، ولكن حتى التوترات يمكن أن تكون بناءة أحيانا. وهناك بعض القضايا التي تبدو معقدة، مثلما تعاملنا مع بعضها بالماضي، ولكن نجحنا فعلا في تسويتها والمضي قدما فيها."
وفي معرض تأكيدها على التحديات الاقتصادية والبيئة التي يواجها العالم حاليا، قالت ثورنتون إنه "بدون التعاون بين الولايات المتحدة والصين، لن يكون بإمكاننا تحقيق أي تقدم مستقبلي يخدم أجيالنا اللاحقة".
وتجري هذه المناقشات كجزء من سلسلة نشاطات حول العلاقات الأمريكية-الصينية، يستضيفها مركز (جون ثورنتون) الصيني في معهد بروكنغز، ومركز باول تساي الصيني بمعهد القانون في ييل.