تكريت، العراق 30 أكتوبر 2018 /كشف مصدر استخباري في محافظة صلاح الدين شمال العاصمة العراقية بغداد أن عناصر تنظيم داعش الارهابي اعادوا تنظيمهم وفق آلية جديدة تسمح بالقتال المباغت والهجوم على القوات العراقية والهرب بسرعة.
وقال العميد محمد الجبوري من استخبارات محافظة صلاح الدين لوكالة أنباء (شينخوا) "إن عناصر تنظيم داعش أعدوا العدة التنظيمية والإدارية واللوجستية للقيام بحرب استنزاف طويلة الأجل ضد القوات الأمنية العراقية انطلاقا من أماكن مازالوا يتحصنون بها تقع خاصة على الحدود الإدارية للمحافظات الشمالية".
وأضاف الجبوري "إن أهم مناطق إعادة تجميع عناصر داعش الارهابي وتنظيمها هي المناطق الشمالية من محافظة صلاح الدين والمحاذية لمحافظة نينوى شمالا ثم غربا باتجاه محافظة الانبار فضلا عن المناطق المحيطة بقضاء الحضر بمحافظة نينوى باتجاه قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين ثم جبلي مكحول وحمرين وصولا إلى منطقة امطيبيجة شرقي المحافظة والمحاذية لمحافظتي كركوك وديالى فضلا عن مجرى نهري الزاب وزغيتون في محافظة كركوك".
وأشار إلى أن أهم المناطق التي يجتمع حولها عناصر التنظيم المتطرف هي مناطق تجمع المياه والينابيع الحرة الموجودة في جبلي مكحول وحمرين والتي اتخذوا منها مقرات شبه دائمة وحفروا انفاقا ونقلوا إليها مواد غذائية ومستلزمات طبية فضلا عن خلايا الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء وادامة بعض الأشياء التي تعتمد بصورة رئيسية على الكهرباء، لافتا إلى وجود متعاونين معهم من خارج المناطق التي يتواجدون فيها.
ويستعمل عناصر التنظيم المتطرف في اتصالاتهم فضلا عن الهواتف النقالة أجهزة (هاتيرا) أمريكية الصنع والتي تؤمن الاتصال لمسافات تصل إلى 60 كيلو مترا، كما ان لديهم أجهزة تنصت واستراق وطائرات مسيرة للتجسس على القطعات والقوات الأمنية.
وأوضح أن التنظيم الجديد لعناصر داعش يقوم على حلقات مغلقة تتكون كل حلقة من عشرة عناصر أحدهم فقط يعرف من هو القائد الذي يتلقى منه الأوامر ولا يعرف أحد سواه وبذلك فان هذا التنظيم يضمن إلى حد بعيد عدم كشف العناصر الأخرى خارج الحلقة في حال وقوع أيا منهم قي قبضة القوات الأمنية.
كما يستعمل عناصر التنظيم الارهابي اعدادا قليلة من السيارات اليابانية الصنع ويعتمدون بالدرجة الأساس على الدراجات النارية التي تتميز بسهولة الحركة لا سيما في المناطق الوعرة والحاجة إلى وقود اقل.
وتابع الجبوري ان احد اهم الخطط التي ينفذها عناصر داعش الان هي نصب الكمائن وايقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوف القوات الأمنية ومن ثمة العودة إلى مكان الانطلاق، كما نجح عناصر التنظيم باستدراج القوات الأمنية إلى مناطق قتل من خلال ايهامها بالتعاون معها وتقديم معلومات حقيقية في بداية الامر لكسب ثقة العناصر الأمنية ومن ثمة الإيقاع بها"، مذكرا بكمين قرية السعدونية في بلدة الرياض بمحافظة كركوك الذي ذهب ضحيته 27 عنصرا من الحشد الشعبي ومقتل ضابط استخبارات اللواء السادس من الشرطة الاتحادية قبل أربعة أيام في جبال حمرين.
وأكد الضابط الكبير أن عناصر داعش يرتدون الملابس نفسها التي ترتديها تشكيلات القوات الأمنية من جيش وشرطة وحشد شعبي ويستعملون الأسلحة نفسها واهمها بندقية (M 16) أمريكية الصنع والتي تم الاستيلاء عليها من قوات الجيش بعد الانهيار الكبير الذي حصل في مدينة الموصل في العاشر من يونيو العام 2014.
وشدد على ان القوات العراقية بجميع صنوفها وتشكيلاتها مستمرة في مراقبة ما يقوم به عناصر التنظيم المتطرف ومن ثمة الهجوم عليها في أماكن تواجدها الامر الذي يقلل كثيرا من خسائر القوات الأمنية وكذلك تضييق المساحات التي يسيطر عليها عناصر التنظيم من خلال إقامة السواتر الترابية ومباغتة (العدو) وعدم تركه ليقوم ببناء تحصينات وحفر إنفاق في أماكن تواجده.
ومازالت المناطق الممتدة من جنوبي محافظة نينوى إلى شمالي محافظة صلاح الدين وشرقيها والحدود الفاصلة بينها وبين محافظتي ديالى وكركوك تشهد عمليات هجومية متكررة لعناصر داعش يذهب ضحيتها عناصر أمنية ومواطنين متعاونين معها او هجمات على الطرق الخارجية وزراعة العبوات الناسفة.
يذكر أن القوات العراقية اعلنت منذ نحو سنة ونصف استعادة جميع مناطق محافظة صلاح الدين من سيطرة التنظيم المتطرف.