بكين 29 أكتوبر 2018 /شهد التعاون الصيني-المصري في مجال الطاقة الكهربائية تطورات مرموقة في السنوات الأخيرة، وتتطلع شركات صينية إلى ترقية التعاون الثنائي في هذا القطاع إلى نطاق أوسع، علاوة على تعزيز البنية التحتية الكهربائية وتطوير التقنيات ذات الصلة في إطار مبادرة "الحزام والطريق".
وخلال زيارته لمصر في الفترة من 26 إلى 28 من أكتوبر الجاري، اتفق نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان مع الجانب المصري على زيادة تعزيز التعاون التنموي بين البلدين، معربا عن استعداد الصين لتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في مصر.
هذا وتزخر مصر بقدر وفير من موارد الطاقات المتجددة مثل الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الحيوية، كما تحتاج الدولة إلى كم كبير من الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة. وبحسب الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إرينا)، فإن مصر تتمتع بإمكانات هائلة تستطيع معها توليد حوالي 53 في المائة من استهلاكها من الطاقة الكهربائية من موارد متجددة بحلول عام 2030.
غير أن هذه الأهداف تتطلب زيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة المتجددة من 2.5 مليار دولار أمريكي سنويا حاليا إلى 6.5 مليار دولار أمريكي كل عام.
وعلى الصعيد الصيني، تمتاز الشركات الكهربائية الصينية بإمكانات ناضجة وقوية في قدرة التركيب الإنتاجي وأجهزة المعدات المتعلقة مع الكهرباء، علاوة على قدراتها الاستثمارية الكبيرة. وما برحت هذه الشركات نشيطة وحيوية في الخروج إلى الأسواق الدولية والقيام باستثمارات وتعاون ثنائي مع شركائها المحليين في مصر والقارة الأفريقية وغيرهما.
وذكرت شركة الشبكة الوطنية الصينية للكهرباء على موقعها الإلكتروني، أن أعمال البنية التحتية لمشروعات الطاقة الكهربائية قد أصبحت أحد أنشط مجالات التعاون بين الصين والدول الأخرى في إطار مبادرة الحزام والطريق.
وفي عام 2017، أُنجز مشروع "يي يي تي سي" لتوصيل الكهرباء عبر شبكات كهربائية رئيسية بجهد 500 كيلوفولت في مصر، ليصبح مشروعا نموذجيا هاما للتعاون الإنتاجي بين الصين ومصر.
وفي سبتمبر عام 2018، فازت مجموعة شركات صينية متخصصة في تصنيع معدات توليد الطاقة رسميا بعقد الهندسة والمشتريات والبناء لمحطة للطاقة الكهربائية في مصر.
وسوف تنفذ هذه المجموعة مشكلة من شركتي ((دونغ فانغ)) و((شانغهاي إلكتريك))، هذه المحطة، التي تعد الأولى في مصر التي تعمل بالفحم النظيف والأكبر في الشرق الأوسط، باستثمارات تبلغ حوالي 4.4 مليار دولار.
ومن المقرر أن يستغرق تنفيذ محطة الحمراوين حوالي ست سنوات، وتتكون من ست وحدات تعمل بتكنولوجيا "الضغوط فوق الحرجة"، وهي أفضل تكنولوجيا متاحة حاليا، وذلك لإنتاج 6000 ميجاوات.
وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة (سينوهايدرو) الصينية عن تنفيذ مشروع إنشاء محطة الضخ والتخزين بجبل عتاقة في محافظة السويس شرق القاهرة.
وستقوم المحطة على استخدام المياه المعالجة من الصرف الصحي معالجة ثلاثية عند توفر الطاقة المولدة من الشمس والرياح لتنتج 2400 ميجاوات من خلال 8 وحدات وبتكلفة 2.6 مليار دولار.
وفيما يتعلق بمستقبل التعاون الكهربائي بين الجانبين، قال تيان تشونغ بينغ، رئيس مجلس الإدارة لمجموعة ((واشين)) المتخصصة في أجهزة قياس الطاقة وإدارة كفاءتها، إن الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة قادرة على تغطية نطاق أوسع من المستخدمين وبتكلفة أقل، مشيرا إلى أن استخدام القياس الذكي لشبكات الكهرباء يساعد على تخزين الطاقة واستخدامها بشكل أكثر فعالية.
وقد دخلت مجموعة واشين السوق المصرية منذ عام 2001 ، وسلمت 4 ملايين عداد كهرباء إلى زبائنها المصريين حتى عام 2017 .
ورأى تيان أن تطوير منصة جديدة وبرنامجا جديدا لإدارة الطاقة بأسلوب ذكي أمر ضروري في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن ذلك سيساعد على تعزيز فعالية استغلال الطاقة المتجددة وحفز استخدام أجهزة أذكى وأنظف.
وسعيا للاستفادة المثلى من الموارد الغنية وجذب استثمارات أكثر، اقترحت وكالة (إرينا) على صناع السياسات المصريين أن تقوم بالتقييم الدوري لإستراتيجية الطاقة على المدى الطويل، بغية مواكبتها للتقدم السريع في تقنية الطاقة المتجددة وتخفض تكاليف توليد الطاقة.
وأعرب يان تشي يونغ، رئيس مجلس إدارة مجموعة ((باور تشاينا)) عن اعتقاده أن الدول العربية لاتزال تلعب دورا مهما في خريطة الطاقة الجديدة المقبلة، وستظل محورا رئيسيا للطاقة في العالم .
واقترح يان تنفيذ عدة خطط نموذجية للطاقة الكهربائية في إطار التعاون الثنائي وحفز عمليات التخطيط والبناء الحقيقية للمشاريع، معربا عن رغبة الشركة في الاضطلاع بدور نشط على هذا الصعيد.