دمشق 22 أكتوبر 2018 / يستعد الجيش السوري بالتنسيق مع الجانب الروسي، لفتح معبر أبو الظهور بشرق إدلب، كممر إنساني أمام المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق تحت سيطرة المسلحين إلى مناطق تحت سيطرة الجيش السوري خلال الأيام القليلة القادمة، تزامنا مع دخول المنطقة معزولة السلاح حيز التنفيذ منذ 15 أكتوبر الجاري، مع رفض بعض الفصائل "الجهادية" الخروج وتسليم السلاح، بحسب المرصد السوري، ومصدر عسكري فضل عدم الكشف عن اسمه يوم الأحد لوكالة ((شينخوا)) بدمشق.
وقال المصدر العسكري أن "فتح المعبر الإنساني هو دليل على أن الدولة السورية ماضية في الحل السياسي للازمة السورية، وإنها تعطي فرصة للمدنيين الراغبين بالخروج من مناطق تحت سيطرة المسلحين إلى مناطق الدولة السورية ".
وأضاف المصدر العسكري أن العمل جار الآن على استكمال كافة التجهيزات اللوجستية والفنية لتأمين معبر أبو الظهور الإنساني بريف إدلب ليكون جاهزا لاستقبال المدنيين الخارجين من مناطق تحت سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة خلال مدة أقصاها أربعة أيام.
وكان مصدر عسكري روسي في سوريا قد رجّح نهاية الأسبوع الماضي أن تشهد الأيام القليلة القادمة إعادة فتح المعابر الإنسانية في ريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب الجنوبي، مشيرا إلى أن الجانب الروسي يجري حاليا مشاورات مع الجانب السوري لدراسة إمكانية إعادة فتح معبري قلعة المضيق ومورك في ريف حماة الشمالي المتاخم لريف إدلب الجنوبي.
ويشار إلى أن الجيش السوري فتح خلال الأشهر الماضية معبر أبو الظهور لعودة الآلاف من المدنيين الذي خرجوا من مناطقهم التي كانت تحت سيطرة المسلحين، بعد أن حررها الجيش السوري وأعاد الأمن والأمان لها.
وفي سياق متصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن، يوم الأحد أن الخروقات تتوالى من جديد للهدنة الروسية - التركية في أربع محافظات، حيث استهدفت قوات النظام بقذائف الهاون والمدفعية، مناطق في الأراضي الزراعية في بلدة اللطامنة، الواقعة في الريف الشمالي لحماة، وهي ضمن المنطقة منزوعة السلاح، ما أسفر عن أضرار مادية، في ظل إخفاق ضامنيها بالحد منها.
وأضاف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "الهدوء الحذر عاد ليسود مناطق الهدنة التركية - الروسية في كل من اللاذقية وإدلب وحلب وحماة، وذلك منذ بعد منتصف ليلة السبت - الأحد وحتى اللحظة، حيث لا تلبث ساعات الهدوء أن تمضي إلا وتخرقها الأطراف المتنازعة هناك، سواء بقصف أو استهدافات أو اشتباكات.
في الوقت ذاته دخل الاتفاق الذي جرى بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان، يومه السابع على التوالي دون أية تغييرات على خريطة المنطقة منزوعة السلاح، حيث تواصل الاستخبارات التركية مساعيها لإقناع "الجهاديين"، بالانسحاب من المنطقة منزوعة السلاح، الممتدة من جبال اللاذقية الشمالية الشرقية، مروراً بريفي إدلب وحماة، وصولاً إلى الضواحي الشمالية الغربية لمدينة حلب، وذلك بعد فشلها في المرات السابقة بإقناعهم.
يذكر أنه في أعقاب المحادثات بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي في 17 سبتمبر الماضي، وقَع وزيرا دفاع البلدين مذكرة حول استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
ووفقا للرئيس الروسي، فإنه في 10 أكتوبر الجاري، يكون قد تم سحب الأسلحة الثقيلة من هذه المنطقة، وبشكل خاص جميع الدبابات، وأنظمة إطلاق الصواريخ والمدفعية، من جميع فصائل المعارضة. وفي 15 أكتوبر الجاري، يجب على الأطراف المعنية إنشاء منطقة منزوعة السلاح على طول خط الاتصال بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بعمق 15 إلى 20 كيلومترا مع انسحاب المسلحين المتطرفين.
وفي التطورات الميدانية، سقط يوم الأحد قتلى وجرحى، جراء انفجار وقع وسط مدينة إدلب.
وذكرت معلومات متطابقة من مصادر عدة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن سيارة مفخخة انفجرت في حي القصور بمدينة إدلب، ما أسفر عن سقوط ضحايا ووقوع أضرار مادية.
وحتى الآن، لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن التفجير.
وتتعرض مناطق بمدينة إدلب وريفها في الفترة الأخيرة لسلسلة انفجارات واعتداءات، منها ما طالت فصائل معارضة، فضلا عن عمليات قصف، أسفرت عن سقوط ضحايا.