مقالة : الزيارات عالية المستوى ترتقي بالعلاقات بين الصين والإمارات إلى مرحلة جديدة

بكين 27 أكتوبر 2018 / سيقوم نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان بزيارة إلى الإمارات كمحطة أخيرة خلال جولته لأربع دول في منطقة الشرق الأوسط، التي تأتي بعد ثلاثة أشهر فقط من الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى الإمارات في يوليو 2018، حيث تساهم هذه الزيارات عالية المستوى في رفع العلاقات بين الصين والإمارات إلى مستوى جديد وفتح آفاق مشرقة للتعاون بين البلدين.

زيادة الثقة المتبادلة بين البلدين

تعد الإمارات أول دولة عربية خليجية تقيم شراكة استراتيجية مع الصين ومن أول الدول التي استجابت لمبادرة الحزام والطريق التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ. وفي ظل الأوضاع الدولية والإقليمية المعقدة والمتغيرة باستمرار، قام الجانبان بتعزيز التنسيق والتعاون في الشؤون الدولية والإقليمية وتعزيز التفاهم المتبادل وتعميق الثقة المتبادلة من خلال الحوار.

وفي يوليو 2018، قام الرئيس الصيني شي جين بينغ بزيارة دولة إلى الإمارات التي تعد الدولة الأولى التي يزورها الرئيس شي منذ إعادة انتخابه رئيسا لجمهورية الصين الشعبية، حيث توصل الجانبان إلى رفع العلاقات بين البلدين إلى شراكة استراتيجية شاملة، فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم بشأن البناء المشترك للحزام والطريق والاتفاق على إنشاء مراكز ثقافية في البلدين.

ويعتقد الخبراء الصينيون أن زيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات باعتبارها الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس صيني للإمارات منذ 29 عاما، تتمتع بأهمية بارزة في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتعتبر معلما جديدا في سجل علاقات الصداقة بين الدولتين.

تعمق التعاون الاقتصادي والتجاري

تعد الإمارات ثاني أكبر شريك تجاري وأكبر سوق تصدير للصين في العام العربي وكذلك حافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري لدولة الإمارات لأربع سنوات متتالية، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 41 مليار دولار أمريكي في عام 2017 ويمر حوالي 60 بالمائة من تجارة البضائع الصينية مع منطقة الشرق الأوسط عبر الإمارات.

وتظهر البيانات أن أكثر من 4000 شركة صينية تعمل حاليا في الإمارات باستثمار 1.66 مليار دولار أمريكي، بينما يعيش أكثر من 200 ألف صيني في الإمارات.

وقد حقق التعاون بين الجانبين في قطاع النفط والغاز اختراقا تاريخيا. ففي فبراير 2017، حصلت الشركات الصينية على 8 بالمائة من حقوق الامتياز لحقل النفط البري في أبوظبي. وفي مارس 2018، حصلت الشركات الصينية على حقوق الامتياز بنسبة 10 بالمائة لحقول النفظ والغاز البحرية في أبوظبي، الأمر الذي يعد المرة الأولى التي تحصل فيها الصين على حصة التعاون في مجال الاستخراج من الدول المنتجة للنفظ في الشرق الأوسط.

آفاق مشرقة للتعاون في المجال المالي

ترى الصين والإمارات كل منهما الآخر كسوق استثماري مهم، حيث جدد الجانبان اتفاقيات مقايضة العملة المحلية في عام 2015، وفي السنة نفسها، وقعت الصين والإمارات مذكرة تفاهم لإنشاء صندوق الاستثمار الاستراتيجي المشترك الذي تبلغ قيمته 10 مليارات دولار أمريكي.

وفي عام 2015، انضمت الإمارات رسميا إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وأصبحت عضوا مؤسسا فيه، حيث أن صندوق أبوظبي للتنمية يمثل الشؤون ذات الصلة نيابة الإمارات، وقد قدم مساعدات بارزة في تنمية البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية وتوسع نفوذ الاقتصاد الإماراتي في القارة الآسيوية والعالم كله.

ازدياد التعاون في الطاقة الإنتاجية

تسعى الإمارات إلى تنويع النمو الاقتصادي والتطور في قطاع التكنولوجيا العالية، الأمر الذي جلب إمكانيات كبيرة لتعزيز التعاون بين الصين والإمارات في الطاقة الإنتاجية.

ووقعت الصين والإمارات على اتفاقية للاستثمار في بناء منطقة التعاون النموذجية للطاقة الإنتاجية في يوليو 2017، ثم دخلت المنطقة النموذجية التي تقع في أبوظبي طور البناء في مايو 2018، بعد استكمال أعمال المسح للموقع. ويتوقع أن تنجز جميع أعمال البناء للمنطقة التي تبلغ مساحتها المخططة 12.2 كيلومتر مربع بحلول عام 2020، وبدء تشغيل الدفعة الأولى من الشركات أعمالها .

ومن جهة أخرى، يعد مشروع توليد الكهرباء بالطاقة الحرارية الشمسية التي تشارك في بنائه الصين والإمارات في دبي بطاقة إنتاجية تبلغ 700 ميجاوات سنويا، أكبر وأكثر تقدما نوعيا من الناحية التكنولوجية في العالم.

ازدهار التبادلات الإنسانية بين الجانبين

وتعتبر التبادلات الإنسانية مجالا هاما في العلاقات بين البلدين، حيث تم إنشاء معهدي كونفوشيوس في جامعة دبي وجامعة زايد في الإمارات.

وستقوم الإمارات بإنشاء مركز أبحاث صيني، كما اقترح ولي عهد أبوظبي الأمير محمد بن زايد فتح دورات دراسة اللغة الصينية في 100 مدرسة في الإمارات.

وفي الوقت نفسه، تجاوز عدد السياح الصينيين إلى الإمارات مليون سائح للمرة الأولى في عام 2017، فيما يرغب المزيد من الصينيين في السفر إلى الإمارات. وعلاوة عن ذلك، وقع الطرفان على اتفاقية الاعتراف المتبادل برخصة القيادة، كما مددا الإعفاء من الحصول على التأشيرة لكل من حاملي جوازات السفر العادية، ما خلق ظروفا ملائمة للغاية للتبادلات الإنسانية بين شعبي البلدين.