مقالة : الصين وإسرائيل تسعيان إلى الاستفادة من الإمكانات الضخمة للتعاون في مجال الابتكار

القدس 25 أكتوبر 2018 /تعمل الصين وإسرائيل على تكثيف جهودهما المشتركة من أجل الاستفادة من الإمكانات الهائلة للتعاون في مجال الابتكار الذي استفاد منه الجانبان.

وقام نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان بزيارة هذا الأسبوع إلى إسرائيل، حيث حضر الاجتماع الرابع للجنة الصينية-الإسرائيلية المشتركة للتعاون في مجال الابتكار بغية تعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال.

وفي مقابلة حصرية مع وكالة أنباء ((شينخوا))، قال عامي أبلباوم، كبير العلماء في وزارة الاقتصاد والصناعة ورئيس هيئة الابتكار الإسرائيلية، إنه لا يزال هناك عمل يتعين القيام به من الجانبين من أجل الاستفادة الكاملة من إمكانات العلاقات الثنائية.

وأوضح "1+1 (الصين وإسرائيل) ستكون أكبر بكثير من أن تكون كل واحدة بمفردها."

وقال ياكي زينجر، نائب رئيس مجموعة (إل آر)، وهي شركة إسرائيلية متخصصة في تطوير المشروعات الضخمة في الاقتصادات عالية النمو وتمويلها "ستكون الخطوة التالية بالنسبة للبلدين أن تعمل الكيانات الصينية والإسرائيلية معا في السوق الصينية."

وخلال الزيارة، ترأس وانغ وفدا كبيرا ضم أعضاء من وزارات مختلفة. كما وقعت اتفاقيات بين البلدين في مجالات تشمل العلوم والتكنولوجيا وعلوم الحياة والابتكار والصحة الرقمية والزراعة.

وهناك عدة مجالات تمتلك الصين وإسرائيل من خلالها منافع متبادلة لتقديمها، والطب الحيوي أحدها.

وقال زينجر لشينخوا إن "السوق في الصين فرصة ممتازة بالنسبة لنا. سنُحضر مركز التدريب الطبي للأفراد الطبيين إلى الصين، ولدينا دعم وزارتي الاقتصاد والمالية الإسرائيليتين."

وكما يعتقد أبلباوم، فإن التكنولوجيا الزراعية أحد المجالات الأخرى التي يُحتمل التعاون بشأنها بين الجانبين.

وتُعد إسرائيل قوة زراعية بعد سنوات من تجارب استخدام التقنيات للتغلب على المناخ الجاف والظروف غير الملائمة، كما تُعد إسرائيل رائدة في مجال الري الدقيق.

وأوضح أبلباوم بقوله "بالنسبة للصين، مع عدد سكانها الضخم، فإن قطاعها الزراعي يعد مجالا أعتقد أنه ينبغي على الجانبين التركيز عليه للاستفادة من معرفتنا به من جهة، ولاستكشاف الحاجات والفرص من ناحية أخرى، وللعمل سويا لمصلحة البشرية."

وفي مجال القيادة الذاتية، هناك آفاق ضخمة كذلك. تستطيع الصين، التي هي في طليعة الدول المستخدمة للسيارات ذاتية القيادة، الاستفادة بشكل كبير من تكنولوجيا القيادة الذاتية المزدهرة في إسرائيل.

وبدأت العلاقات بين البلدين مع إقامة علاقات دبلوماسية في بداية التسعينيات. وحينما أدرك الاثنان أنهما يكملان بعضهما البعض، نمت العلاقات الاقتصادية الثنائية بوتيرة سريعة.

كما أن هناك زيادة في التعاون في مجال الطيران المدني.

وأعرب إلي ألفاسي، نائب رئيس قطاع التسويق في شركة صناعات الفضاء الجوي الإسرائيلية، عن اعتقاده بأن هناك مستقبلا مشرقا للتعاون بين البلدين.

وقال لشينخوا "تخطط الشركة لإقامة مشروع مشترك لتصميم الطائرات وتصنيعها وبيعها في الصين."

وأضاف أن "صناعة الطيران في الصين تنمو بوتيرة سريعة وتعد شركة صناعات الفضاء الجوي الإسرائيلية شريكة طبيعية للشركات الصينية، بما نمتلكه من معرفة وخبرة على نحو كبير للمساعدة في تعزيز هذا المجال في الصين."

ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات موجودة، ولا سيما من الناحية الثقافية. فهناك اختلافات في اللغة والعادات والتقاليد والممارسات التجارية ينبغي التغلب عليها.

واقترح أبلباوم أنه من أجل التعامل مع هذه العقبات، ينبغي عقد المزيد من التفاعلات الثقافية بين البلدين. كما ينبغي على الموظفين الصينيين والإسرائيليين العمل معا لتسهيل ممارسة الأعمال التجارية لدى كل منهما.

وأوضح أنه فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، ينبغي على الصينيين والإسرائيليين الحفاظ على اتصال مفتوح لضمان النفع المتبادل.