القدس 22 أكتوبر 2018 /حظي التعاون في مجال الابتكار بين الصين وإسرائيل بتنمية سريعة ومثمرة مع بذل جهود مستمرة من كلا الحكومتين، في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لعقد الاجتماع الرابع للجنة الصينية - الإسرائيلية المشتركة للتعاون في الابتكار.
واستهل نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان اليوم (الإثنين) زيارة رسمية لإسرائيل سيحضر خلالها الاجتماع.
وأقام البلدان آلية اللجنة المشتركة في عام 2014 بهدف تعزيز التعاون في الابتكار في مجالات مختلفة. وفي مارس 2017، أقام البلدان شراكة ابتكارية شاملة خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصين.
وتجذب إسرائيل المزيد من الاستثمارات الصينية بقيمة إجمالية تزيد على 7 مليارات دولار. كما أقامت العديد من الشركات الصينية مراكز بحوث وتطوير في إسرائيل مثل هواوي وشياومي ولينوفو.
وقال دوريان باراك المدير التنفيذي لشركة (إنديجو جلوبال) للاستثمار في الأسهم الخاصة وإدارة الصندوق "إن أقصى ما سيحققه الاستثمار الصيني في إسرائيل سيكون عندما تبدأ الشركات الصينية في إقامة محاور تطوير وبيع وتصنيع في إسرائيل."
وأضاف أن "الاستثمار في المشروعات الناشئة يتضاءل في القيمة بالمقارنة بتكتل صيني ضخم يرسي وجودا كبيرا في إسرائيل ويقوم بتشغيل أفراد محليين ودفع الضرائب المحلية والتصدير من هناك."
وبحسب منظمة (( ستارت اب ناشيونال سنترال))، غير الربحية التي تجري استطلاعات حول صناعة التكنولوجيا المتقدمة والابتكار في إسرائيل، فإن في إسرائيل أكثر من 6 آلاف شركة ناشئة واستثمرت الشركات متعددة الجنسيات لبناء أكثر من 350 من مراكز البحوث والتطوير في البلاد.
وإن الاستثمارات الصينية المتنامية في الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية والتصنيع المتطور، تسير جنبا إلى جنب مع الخبرة الإسرائيلية في تلك المجالات.
وعلاوة على ذلك، فإن الحلول الابتكارية الإسرائيلية في التكنولوجيا الزراعية مناسبة تماما للصين، حسبما يقول دورون إيلا الباحث الكبير بمعهد الدراسات الأمنية الوطنية، مشيرا لاحتياجات الصين" لأمن الغذاء والماء بسبب تعدادها الكبير والمتنامي."
وقال باراك لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لدى إسرائيل قوة دافعة شديدة لإقامة المشروعات في الصين."
وأضاف أن"السوق الإسرائيلية صغيرة ولذلك فمشروعاتها الناشئة تتهيأ للسوق العالمية من البداية."
وتعد الصين حاليا أكبر شريك تجاري لإسرائيل في آسيا وثالث أكبر شريك تجاري عالميا، وقد بلغ حجم التجارة بينهما في 2017 أكثر من 13 مليار دولار، بزيادة 260 ضعفا تقريبا عن عام 1992.
وقال ألكساندر بي.بيفنزر المدير المؤسس للمركز الصيني للإعلام في إسرائيل، إن اللجنة الصينية - الإسرائيلية المشتركة حول التعاون في الابتكار أثبتت جدواها، مضيفا أن "الآلية دفعت بنجاح تنمية الكثير من مشروعات التعاون في الابتكار بين البلدين."
وقال إنه يتوقع قدوم المزيد من الشركات الصينية الرائدة للاستثمار وإقامة مراكز بحوث وتطوير أو شركات تابعة في إسرائيل.
كما دفع التعاون المستمر في الابتكار، التعاون الثنائي في قطاع الطيران مما يشجع السياحة وتدفقات الأعمال.
إن شبكة الطيران بين البلدين تتخذ شكلا، مع تنظيم رحلات مباشرة دورية بين تل أبيب، وبكين وشانغهاي وقوانغتشو وتشنغدو وهونغ كونغ لتربط إسرائيل بأكبر المدن في شمال الصين وجنوبها وشرقها وغربها.
وفي 2017، زار إجمالي 139 ألف صيني إسرائيل بزيادة ثلاثة أضعاف عن 2015 وبلغ عدد الزائرين الإسرائيليين 52 ألفا، وفقا لبيانات السفارة الصينية في إسرائيل.
وقال إيلا "إن الإسرائيليين والصينيين أكثر اعتيادا على بعضهما البعض في هذه الأيام لذلك لم يعد أي من البلدين لغزا بالنسبة للآخر ".
وهناك عدد من جوانب التقدم المهمة في التعاون بالبحوث العلمية الأساسية وظهرت المزيد من منصات البحوث المشتركة حيث تجري جامعات ومعاهد بحثية رائدة من الصين وإسرائيل المزيد من التعاون.
وتابع "يأتي المزيد من الطلاب الصينيين للدراسة في إسرائيل... وهناك تعاون أكاديمي متزايد بين البلدين."
وقال باراك "إسرائيل متقدمة كثيرا عن أي دولة أخرى...في الاعتراف بأهمية الاستثمار الصيني وتطوير العلاقات التجارية داخل الصين."
وأضاف أن "اقتصاد العالم يتجه شرقا."