المبعوث الصيني الخاص السابق إلى الشرق الأوسط السفير وو سي كه(الصورة الأرشيفية) |
بكين 25 أكتوبر 2018 /مع اختتام نائب الرئيس الصيني وانغ تشي شان لاجتماعاته المثمرة مع قادة فلسطين وإسرائيل خلال جولته الرسمية الشرق أوسطية التي تشمل أيضا مصر والإمارات، أكد المبعوث الصيني الخاص السابق إلى الشرق الأوسط السفير وو سي كه ضرورة تسوية القضية الفلسطينية بشكل شامل وعادل وعدم تهميشها كونها أحد الأسباب الجذرية التي تؤثر على الوضع الأمني في المنطقة.
صرح بذلك السفير وو سي كه خلال مقابلة خاصة أجرتها معه ((شينخوا))، حيث قال إن تصريحات نائب الرئيس الصيني خلال جولته قدمت عرضا دقيقا لموقف الصين ورؤيتها لحل القضية الفلسطينية الجوهرية، مشيرا السفير وو في ذلك إلى المقترح ذي الأربع نقاط الذي طرحته الصين في يوليو 2017 بشأن تسوية القضية الفلسطينية والذي يدور حول الدعم السياسي، والأمن المستدام، وتنسيق جهود المجتمع الدولي، وتحقيق السلام من خلال التنمية؛ وإلى تأكيد نائب الرئيس الصيني على استعداد بلاده للعمل مع المجتمع الدولي لتكثيف جهود تعزيز السلام، والابتكار في آليات تعزيز السلام، وبذل جهود دؤوبة للتوصل إلى حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في أقرب وقت ممكن
وفي ضوء الاهتمام الذي تحظى به جولة نائب الرئيس الصيني من بلدان العالم وخاصة الشرق أوسطية والتي يرى المحللون أنها تبرز نية الجانب الصيني تعزيز دوره في دفع عملية السلام في المنطقة، أكد السفير وو سي كه أنه "لا ينبغي على الأطراف المعنية أن تضع القضية الفلسطينية، التي تمثل لب المعضلات السياسية في الشرق الأوسط، في الزاوية المنسية. فأمام القضية الفلسطينية تلتزم الصين بموقف إيجابي وتسعى الى تسويتها عن طريق تعزيز الحوار والتبادلات والتعاون بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمساعدة في تعزيز الفهم المتبادل وفقا للنقاط الأربع التي دعت إليها الصين".
وشدد السفير وو سي كه على دعوة الصين إلى تعزيز التعاون الإقليمي للاستفادة من التنمية المشتركة في إطار مبادرة الحزام والطريق من أجل تهيئة بيئة ودية لمواصلة دفع عملية السلام في المنطقة، مضيفا أن الصين تتمسك بالفكرة المتمثلة في أن "تمضى السياسة والتنمية جنبا إلى جنب" لتشكيل دورة مثمرة من التفاعل الجيد بين البلدين والبلدان الأخرى في الإقليم. كما لفت وو إلى أن الصين تهتم بتنمية العلاقات على كافة المستويات مع دول المنطقة من أجل تقوية دفع التسوية السياسية للقضية الفلسطينية.
وكان ما تشاو شيوي مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة قد تحدث أمام مجلس الأمن الدولي يوم 18 أكتوبر الجاري عن الأوضاع في غزة، قائلا إنها هشة ومتوترة مع وقوع مواجهات عنيفة بين الحين والآخر هناك واستمرار خطر تصاعد الاشتباكات في المنطقة.
وحول الكيفية التي ينبغي للمجتمع الدولي العمل بها على مواجهة هذه الأوضاع المتصاعدة ودور الصين في المساعدة على تهدئة الأوضاع ودفع عملية السلام، أشار السفير وو سي كه إلى ضرورة التزام المجتمع الدولي بمبدأ حل الدولتين الذي يعد السبيل الصحيح لتسوية القضية الفلسطينية، وكذلك بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وبمبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية وخارطة طريق السلام وغيرها، مشددا على أن "الوضع يزداد تعقيدا وتوترا، وباتت هناك حاجة أكبر إلى الإسراع بدفع تسوية القضية".
كما أثنى السفير وو سي كه على الدور الفعال الذي تلعبه مصر في دفع إحياء عملية السلام بالمنطقة، قائلا إن مصر دولة كبرى ذات ثقل يعترف بها الجميع في المنطقة وتبذل جهودا كبيرة لصالح القضية الفلسطينية، ومؤكدا على اهتمام الصين بدور مصر المهم في حل هذه القضية.
وبالنسبة للصين، ذكر المبعوث الصيني السابق أن الصين لديها ميزة فيما يتعلق بدفع عملية السلام في الشرق الأوسط وتتمثل في أنها ترتبط بعلاقات مع كل من فلسطين وإسرائيل، وتقوم بدور إيجابي ومهم في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ومناصرة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية ومن بينها مجلس الأمن الدولي.
وعلى مدار أكثر من ثلاثين عاما، تقدم الصين إسهامات سنوية لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) التابعة للأمم المتحدة من أجل مساعدة أونروا على توفير الرعاية الصحية والتعليم والخدمات الأساسية الأخرى لـ5.3 مليون لاجئ فلسطيني، هكذا قال ما تشاو شيوي في الأسبوع الماضي أمام مجلس الأمن، مضيفا أن الصين ستواصل القيام بكل ما في وسعها لتوفير المساعدة للأنروا مستقبلا.
وقد أكد السفير وو على ضرورة أن تواصل الصين لعب دورها في دفع عملية السلام وتسوية القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن "الجهود التي تبذلها الصين تعد بمثابة مهمة طويلة الأجل تحتاج إلى وقت حتى تؤتي ثمارها".
وفي الختام، أكد المبعوث الصيني السابق أن القضية الفلسطينية قضية شائكة تتطلب تضافر جهود المجتمع الدولي لإحياء المفاوضات الصعبة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حتى تظهر بوادر السلام في الأفق.