الفلسطينيون ينددون بالاعتداء على رهبان كنيسة الأقباط في القدس

رام الله 24 أكتوبر 2018 / اعتبر مسئولون فلسطينيون اليوم (الأربعاء)، اعتداء الشرطة الإسرائيلية على تظاهرة سلمية نظمها رهبان كنيسة الأقباط في مدينة القدس بالضرب واعتقال أحدهم، بأنه يأتي في إطار حملة ممنهجة ضد الشعب الفلسطيني.

وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، إن "قمع الشرطة الإسرائيلية لاحتجاج سلمي" ينسجم تماماً مع قانون القومية العنصري الذي صادقت عليه إسرائيل والذي ينتهك حقوق جميع مَن هم من غير اليهود ويمهد لاعتداءات أخرى".

وطالب عريقات، في بيان وزع على الصحفيين المجتمع الدولي "التدخل بشكل عاجل واتخاذ إجراءات فورية لتوفير الحماية للفلسطينيين وخاصة الدول الأوروبية التي كانت مسئولة تاريخياً عن حماية الطوائف المسيحية في القدس وفقاً للوضع الراهن".

ورأى عريقات، أن تصعيد السلطات الإسرائيلية لهجماتها ضد الفلسطينيين المسيحيين والمسلمين هو "نتيجة لسياسة التحريض الرسمية والممارسات غير القانونية الإسرائيلية والحصانة التي تقدمها إدارة ترامب لهذه الممارسات ولقوة الاحتلال وعجز المجتمع الدولي عن لجم انتهاكاتها وإنهاء احتلالها".

وكانت مصادر فلسطينية ذكرت في وقت سابق اليوم، أن الشرطة الإسرائيلية اعتدت على وقفة احتجاجية نظمتها بطريركية الأقباط الأرثوذكس في وسط القدس واعتقلت أحدهم.

وأظهرت مقاطع فيديو قصيرة وصورا نشرت على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) مهاجمة عناصر من الشرطة على الرهبان الأقباط.

وكانت البطريركية أعلنت عن تنظيم الوقفة احتجاجا على رفض حكومة إسرائيل قيام الكنيسة القبطية بأعمال الترميم داخل دير السلطان القبطي وتولى الحكومة بنفسها هذه الأعمال.

في المقابل، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت عددا من رجال الدين الأقباط الذين كانوا يحاولون منع عمال أرسلتهم سلطة الآثار الإسرائيلية من دخول الكنيسة القبطية لإجراء أعمال ترميم بداخلها.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن الشرطة الإسرائيلية قولها، إنه "بعد استنفاذ كافة وسائل الإقناع الممكنة عبر الحوار مع الرهبان اضطرت إلى استخدام القوة لإبعادهم عن البوابة واعتقال عدد منهم للتحقيق".

وأضافت الشرطة أن "أعمال الترميم تأتي حفاظا على أرواح المصلين بعد أن سقط حجر من سقف الكنيسة في وقت سابق، وهو ما ينذر بخطورة المبنى على المصلين".

من جهتها، قالت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شئون الكنائس في فلسطين، إن "الأعمال كفيلة بفضح حكومة الإحتلال وإدعاءاتها الباطلة والتي تبرز أن إسرائيل دولة عنصرية تجاه كل ما هو غير يهودي وسعيها إلى تهجير المسيحيين من وطنهم وخاصة القدس".

وأكدت اللجنة في بيان صحفي لها، "وعي المجتمع الفلسطيني بمختلف انتماءاته الدينية لسعي حكومة الإحتلال إلى تفتيت اللحمة الوطنية".

وأشارت إلى أن "الشعب الفلسطيني بمسيحييه ومسلميه سيرد كرجل واحد على اعتداءات حكومة الاحتلال لكافة المقدسات بالقدس".

وفي السياق ذاته، اعتبرت وزارة الخارجية والمغتربين في السلطة الفلسطينية، الاعتداء في إطار محاولات سلطات الاحتلال فرض سيطرتها بالكامل على القدس الشرقية المحتلة ومقدساتها المسيحية والإسلامية ومحاولاتها تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم بالقوة".

وطالبت الوزارة في بيان، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) تحمل مسئولياتها في حماية دور العبادة وحرية الوصول إليها ورفع صوتها عالياً في إدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المقدسات ورجال الدين.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مؤتمر لوسائل إعلام مسيحية من كل أنحاء العالم، أن "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط تزداد فيها عدد الطائفة المسيحية وتزدهر".

وأضاف نتنياهو بحسب ما نقلت صفحته على موقع التواصل الاجتماعي، "نحمي ليس المقدسات المسيحية فحسب بل نحمي أيضا المسيحيين أنفسهم".