بكين 18 أكتوبر 2018 /بالنسبة للذين يرسمون باستمرار صورة لفرار الشركات الأجنبية من الصين، حان الوقت لهم لمواجهة الحقيقة المرة.
وبحسب مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)، فإن الصين كانت أكبر مستقبل للاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال النصف الأول من 2018.
وجذبت الصين استثمارات تقدر بسبعين مليار دولار بزيادة 6 في المئة عن العام الماضي، في تناقض حاد مع تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة عالميا بنسبة 41 بالمئة.
ومجددا دحضت الحقائق الفكرة التي لا تستند لأساس سليم بأن الصين تفقد جاذبيتها أمام المستثمرين الأجانب على خلفية التوترات التجارية وارتفاع تكاليف الانتاج.
وعلى عكس ما يروج له المعارضون دائما، فإن الصين مازالت أكبر جاذب للشركات الأجنبية التي تستثمر وتعود للاستثمار مجددا ولا تنسحب من السوق الصينية.
وخلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، ارتفع عدد الشركات الأجنبية الجديدة المؤسسة في الصين بنسبة 95.1 بالمئة عن العام الماضي ليصل عددها إلى 45922 شركة، وفقا لما أظهرت بيانات وزارة التجارة.
وخلال تلك الفترة، زادت الاستثمارات الأجنبية المباشرة في البر الرئيسي الصيني بنسبة 2.9 بالمئة عن العام الماضي محسوبة الرنمينبي و6.4 بالمئة بالقيمة الدولارية.
إن الشركات الأجنبية تعلم أين تضع أموالها. ورغم أنه من العدل القول أن عصر جمع المال السريع في الصين قد ولى، فإن الحضرنة الحالية والسوق الضخمة والتحول للنمو عالي الجودة يوفر فرصا ضخمة للشركات التنافسية.
والأكثر أهمية هو أن بيئة الأعمال الأفضل من أي وقت مضى في طور التشكيل، فقد ألغت الصين الروتين فعليا ورفعت القيود وعززت حقوق الملكية للمستثمرين الأجانب.
وفي مطلع الشهر الجاري أعلن عملاق السيارات الألماني شركة بي إم دبليو عن زيادة حصتها في المشروعات الصينية المشتركة بي بي إيه من 50 إلى 75 بالمئة بعدما كشفت الصين النقاب عن خطط لتخفيف القواعد الخاصة بملكية للمشروعات المشتركة بمجال السيارات.
وهذا يعطي مثالا على وفاء الصين بتعهدها بالانفتاح أكثر وهو ما لاقى ترحيبا كبيرا من قبل الشركات الأجنبية.
ومع تطبيق المزيد من الإصلاحات والانفتاح في المستقبل، ستثبت الصين كونها وجهة استثمارات حكيمة للشركات الأجنبية ومفاجأة للمتشائمين.