الأمم المتحدة 16 أكتوبر 2018 / واجهت الحملة التي تقودها الولايات المتحدة والهادفة لانتقاد وضع حقوق الإنسان في كوبا، واجهت يوم الثلاثاء احتجاجات قوية وحادة في الأمم المتحدة.
وهتف المشاركون بالاحتجاجات ضمن حملة أطلقوا عليها (لماذا هذا السجن؟)، شعارات باللغة الاسبانية مثل (نعم لكوبا .. ولا للحصار)، وضربوا الطاولات بأيديهم والأرض بأقدامهم، خلال كلمة كيلي كيوري، المبعوث الأمريكي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي الأممي، ولويس الماغرو، السكرتير العام لمنظمة الدول الأمريكية، وكلمات أخرى.
وشنت الولايات المتحدة هذه الحملة بهدف تحميل السلطات الكوبية مسئولية انتهاكات لحقوق الإنسان، خلال لقاءات المجلس الاقتصادي والاجتماعي الأممي، الذي يوفر فرصة لمناقشة قضايا هامة أبرزها الابتكار والتنمية المستدامة.
واستمرت الاحتجاجات داخل قاعات المناقشات، بمبادرة من الدبلوماسيين الكوبيين ودبلوماسيين آخرين ممن يتكلمون الاسبانية، أكثر من نصف ساعة.
واضطر مديرو جلسات النقاش إلى وقفها، بسبب هذه الاحتجاجات التي قل نظيرها في تاريخ الأمم المتحدة.
وفي بيان أصدرته بعد هذا الحدث، قالت السفيرة الكوبية لدى الأمم المتحدة انايانسي رودريجيز كاميغو، للصحفيين بأن "الولايات المتحدة لا تمتلك الأخلاق حتى تعطي دروسا، وخاصة في هذا المجال(حقوق الإنسان)".
وأضافت أن "ما سعت إليه (الولايات المتحدة)، وكما شهدناه، كان كوميديا سياسية، بُنيت على أساس زائف".
وأكدت على أن "هذا هجوم ليس على دولة ذات سيادة فحسب، بل هو هجوم أيضا على مبادئ التعددية والأسس التي قامت عليها الأمم المتحدة".
من جانبه، أعرب ساتشا سرجيو لورينتي سوليز، سفير بوليفيا لدى الأمم المتحدة، عن انتقاده للولايات المتحدة قائلا إن هذا البلد (الولايات المتحدة) متى ما لا يجد حاجة للأمم المتحدة فإنه ينسحب من اتفاقياتها أو لوائحها، ولكنه يستخدم مجالس الأمم المتحدة إذا اعتقد أنها مفيدة له.
وكانت السفيرة الكوبية قد طالبت في وقت سابق، الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس بإلغاء مثل هذا النقاش، قائلة إن الولايات المتحدة نفسها تنتهك حقوق الإنسان، وخاصة باستخدام التعذيب والاعتقال "وسلب الحريات بشكل تعسفي"، ولاسيما في معتقلها العسكري بقاعدة غوانتانامو، وأشارت أيضا إلى سياسات الهجرة الأمريكية التي تفصل الأطفال عن ذويهم.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة قد دأبت منذ 1992، على تمرير قرار كل عام، يدين الحصار الأمريكي المستمر على كوبا، مؤكدة أنه ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.