تحقيق إخباري: الصين كما فهمها عضو كونغرس أمريكي سابق خلال 40 عاما من الانفتاح فيها

شيكاغو 9 أكتوبر 2018/كانت رحلة لا يمكن نسيانها أبدا. في أغسطس عام 1975، وكعضو في أول وفد من الكونغرس الأمريكي يزور الصين، كانت تلك الزيارة الأولى لأدلاي إيونغ ستيفنسون الثالث، للصين.

يتذكر ستيفنسون أن الوفد وصل أولا إلى شانغهاي، قبل أن يستقل القطار إلى بكين، حيث التقى الوفد بنائب رئيس مجلس الدولة الصيني حينها، دنغ شياو بينغ.

لقد زار وفد المشرعين الأمريكيين العديد من المدن الكبيرة والمناطق الريفية بالصين، في تلك الرحلة التي دامت 10 أيام.

الذي رآه حينذاك كان الفقر والعزلة بين الناس، وقال "كان الناس في الشوارع لا يجرأون على الحديث من الأجانب."

ومن انطباعاته الأولى، قوله "أتذكر الدراجات الهوائية، ولا توجد أية سيارات عدا سياراتنا."

بعد 4 سنوات من ذلك، أي في عام 1979، زار دنغ شياو بينغ، الولايات المتحدة، وكان ستيفنسون برفقته، وقال "لقد تجولت معه في واشنطن، وزرنا نصب جيفرسون التذكاري، وأطلعته على عاصمتنا."

وفي حديث مع ((شينخوا))، أضاف ستيفنسون "لم يكن(دنغ) محاورا كبيرا، ولكنه بدأ الإصلاح وغيّر العالم."

هذا الرجل(ستيفنسون) ينحدر من عائلة سياسية بولاية إلينوي الأمريكية، وشغل عضوية الكونغرس للفترة من 1970 إلى 1981، ولما اعتزل السياسة، تهيأت له عدة فرص ومناسبات لزيارة الصين.

لقد أقام مشروعا مشتركا في الصين لتقديم تقنيات اتصالات متقدمة في التسعينات، وترأس مشروعا مشتركا أمريكيا-صينيا في شيكاغو، لمساعدة الصينيين على الاستثمار في سوق أمريكا الشمالية في عام 2000.

وباعتباره رئيسا لرابطة الغرب الأوسط الأمريكي والصين، وهي رابطة غير ربحية، كان ستيفنسون رئيسا مشتركا في استضافة منتدى التعاون بين الصين وغربي الولايات المتحدة، في بكين، عام 2005.

واستذكر ستيفنسون، وهو الآن بروفيسور فخري في جامعة (رنمين) الشعب الصيني، فقال "كنت اتحرك هنا وهناك، وفي كل مرة أزور الصين، كنت أراها مختلفة بكل المقاييس."

وأوضح "لقد أصبحت أكثر فأكثر تطورا، وأكثر ازدحاما، والمباني في كل مكان، والشوارع مليئة بالسيارات، إنها بلد مختلف تماما."

وأشاد ستيفنسون بإنجازات الصين في تنميتها "السريعة جدا" منذ الإصلاح والانفتاح.

وقال "لم تستطع الصين قط من قبل أن تنتشل هذا العدد الهائل من سكانها من الفقر بهذه السرعة... في حين أن مسيرتها للإصلاح والانفتاح لم تبدأ سوى قبل 40 عاما فقط."

وأشار إلى "لقد ظلت التنمية في الصين سريعة جدا جدا جدا."

وأضاف "وهي (الصين) أكثر انفتاحا أمام الاستثمار الأجنبي، وتحارب الفساد بيد من حديد."

وأكد على أن الصين قد ذهبت لأبعد من هذا، مضيفا "أن الصين حاليا تدفع التنمية في بلدان أخرى عبر الاستثمارات في البنى التحتية... وتأثيرها حاليا يمتد إلى كل مكان مع استثماراتها."

ومضى يقول وهو يبتسم ابتسامة عريضة "الآن، أسافر (للصين) وأتحدث بحرية، بالانجليزية، ولدي الكثير من الأصدقاء الطيبين الصينيين، أكثر مما لدي هنا في الولايات المتحدة."

ومازال ستيفنسون يتذكر جيدا آخر رحلة له إلى الصين في مايو 2016، موضحا "لقد أقيمت 3 مآدب عشاء على شرفي، والتقيت أصدقاء من كل مكان، جُددا إلى جانب القدامى، ورحبوا بي وشربنا نخب الصداقة."

واختتم ستيفنسون (88 عاما حاليا) حديثه قائلا "كانت لقاءات مؤثرة، وأود كثيرا زيارة الصين مرة أخرى."