مسؤول من الجبل الأسود: الطريق السريع المشيد بتمويل صيني لا يفرض عبء ديون

بودغوريتسا 4 أكتوبر 2018 / إن المالية العام للجبل الأسود مستدامة بفضل التغييرات المالية التي أجرتها الحكومة، هكذا ذكر مسؤول خلال مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، مؤكدا أن البلاد ستواصل بناء أول طريق سريع لها.

وبدا فاتروسلاف بيلان، مستشار نائب رئيس الوزراء للسياسة الاقتصادية والنظام المالي، متفائلا عندما سُئل عن مستوى الدين الحكومي.

فهذه الدولة الواقعة في منطقة البلقان تقوم حاليا ببناء المرحلة الأولى - بطول يبلغ 41 كلم وتكلفة تصل إلى 809 ملايين يورو (حوالي 937 مليون دولار أمريكي) - من طريق سريع يصل طوله إلى 180 كلم. ويعد هذا أكبر مشروع للبنية التحتية في البلاد ويهدف إلى ربط ميناء بار الجنوبي بجارتها الشمالية والحبيسة صربيا.

وقام بنك صيني بإقراض الجبل الأسود 85 في المائة من التكلفة بفائدة نسبتها 2 في المائة وبفترة سماح مدتها 6 سنوات وجدول سداد مدته 20 عاما. ورغم القرض الامتيازي السخي، إلا أن هناك مخاوف، وخاصة في أوروبا، بشأن ما إذا كان هذا التمويل سيرهق الأوضاع المالية للجبل الأسود، وهي دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 620 ألف مواطن.

وقال بيلان، وهو يشير إلى صندوق النقد الدولي، "في تقارير الصندوق حول الجبل الأسود، ستجد أن اقتصادنا يعمل حاليا بشكل جيد وأن القطاع المالي يتحسن".

"ففي عام 2017، حققت اقتصادنا نموا قويا، رغم حقيقة أن السلطات نفذت إستراتيجية تعديل مالي في منتصف المدة، حيث عملت الإجراءات التي اتخذت في سياق إستراتيجية التعديل المالي على استقرار آفاق الاقتصاد الكلي".

وذكر بيلان أن بعثة صندوق النقد الدولي رحبت بالجهود التي تبذلها البلاد لتحسين استدامة ديونها، لافتا إلى أنه سيتم خفضها إلى مستوى أكثر معقولية وهو 56 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي في عام 2023.

وأوضح أن "هذا ما تم تأكيده في أحدث تقارير صندوق النقد الدولي، في الوقت الذي ننتهي فيه من بناء القسم الأول من الطريق السريع ووضع الخطط الخاصة ببناء الأقسام التالية".

وتعهد قائلا "ليس هناك شك في أن بناء الطريق السريع سيستمر"، مضيفا "إنها فرصة جيدة لتذكير الجميع بأن خطتنا للعام المقبل مع شركائنا الصينيين تكمن في استكمال بناء أكثر الأقسام إلحاحا وأهمية بدءا من المدينة العاصمة بودغوريتسا ووصولا إلى مدينة كولاسين، مركز السياحة الشتوية الهام، في شمال البلاد".

واعترف بأنه كانت هناك شكوك أولية تجاه بناء الطريق السريع، قائلا "عندما أعلنا عن هذا المشروع، قال قطاع من الرأي العام المحلي والدولي إنها (قصة فارغة) وتسويق سياسي. وتعرضت الحكومة لضغوط لكي تثبت أن الطريق السريع سيتم بناؤه".

ولكن مع ظهور الجسور المثيرة للأعجاب مع الأنفاق والممرات، صارت الحكومة الآن "تحت نوع مختلف من الضغوط من مواطنينا، لبناء الطريق السريع في أقرب وقت ممكن. وضغوط اليوم تبرهن على أننا كنا على حق من البداية"، حسبما قال بيلان.

ويصف بيلان الطريق السريع بأنه "داعم وأساس وسبيل للتنمية" حيث أنه "نظرا لكونه العمود الفقري لشبكة المرور الحديثة المستقبلية في الجبل الأسود، فسوف يساعدنا على الحد من حوادث السير وزيادة سبل السلامة والراحة للرحلات".

كما نفي المخاوف من أن يكون للصين بصورة ما تأثير غير مبرر على البلاد من خلال هذا المشروع، مضيفا أن "الجبل الأسود دولة حديثة ومستقرة وديمقراطية ومسؤولة، ذات مؤسسات تعزز قدراتها يوما بعد يوم".

وقال إن "ما يؤكد هذا...هو عضويتنا في الناتو والمراحل التي قمنا باجتيازها بنجاح (للانضمام) إلى الاتحاد الأوروبي".

وذكر بيلان أن الطريق السريع هذا سيقرب الجبل الأسود بصورة أكبر من أوروبا لأنه "سيربطنا بممرات النقل الأوروبية الرئيسية ...والأسواق الأوروبية الرئيسية والمناطق السياحية الخارجية".

واختتم بيلان حديثه قائلا إنه "يجرى حاليا تطوير شراكة إستراتيجية شاملة بين الاتحاد الأوروبي والصين"، مضيفا "وباعتبارنا عضوا مستقبليا في الاتحاد الأوروبي، نريد أن نسهم في مواصلة دفع هذه العلاقات".