نيويورك 25 سبتمبر 2018 /قال عضو مجلس الدولة ووزير الخارجية الصيني وانغ يي أمس الاثنين إن التنمية الصحية والمستقرة للعلاقات الصينية الأمريكية تعد أمرا حاسما لكلا البلدين والشعبين كما أنها أمر لازم للسلام والاستقرار والتنمية على المستوى العالمي.
أدلى وانغ بهذه التصريحات خلال اجتماع مع ممثلين للجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية الصينية ومجلس الأعمال الأمريكي-الصيني، تم خلاله تبادل وجهات النظر حول موضوعات مثل العلاقات الصينية الأمريكية والتعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين.
وقال وانغ إن الصين والولايات المتحدة هما أكبر دولة نامية وأكبر دولة متقدمة في العالم على التوالي، وإن الدولتين هما أكبر اقتصادين في العالم أيضا، وكلاهما عضو دائم فى مجلس الأمن الدولي.
ومشيرا إلى أن الدولتين ستقومان بالاحتفال بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية، قال وانغ إن أهم الخبرات التي اكتسبها الجانبان في الأربعين عاما الماضية هي أنه عن طريق التعاون فقط يمكن تحقيق موقف مربح للجانبين، وأن المواجهة سوف تؤدي بالتأكيد إلى سيناريو خاسر للطرفين.
وأضاف وانغ أن الجانبين يجب ان يتحركا بثبات في اتجاه التعاون، خاصة في مواجهة المشاكل والاضطرابات.
وأشار وانغ إلى أن المواقف السلبية لسياسة الولايات المتحدة تجاه الصين تتزايد مؤخرا. وقد ألقت بعض القوى باللائمة بشكل متكرر ودون أساس على الصين فى مجالات مثل الاقتصاد والتجارة والأمن لتخلق شعورا بالمعارضة ولتسمم مناخ العلاقات.
وأكد وانغ أن الاتهامات الموجهة للصين ليست حقيقية وغير مسؤولة، وأنها إذا لم يوضع حد لها سوف تدمر إنجازات العلاقات الصينية الأمريكية التي تمت فى الأربعين عاما الماضية ،الأمر الذي لا يعد مواتيا للبلدين والمجتمع الدولي.
وقال ان الصين تدافع دائما عن أن أي مشكلة بين الصين الولايات المتحدة يمكن حلها عن طريق الحوار المتكافئ والصريح.
وأضاف أن اقتصادي الصين والولايات المتحدة يتكاملان بشدة وأن التعاون الاقتصادي والتجاري الثنائي حقق منافع ضخمة للصناعات والمستهلكين في كلا الجانبين.
وقال إن قطع العلاقات الاقتصادية بين الصين والولايات المتحدة كما يطالب البعض هو أمر غير واقعي وضار.
وأكد وانغ أن الصين والولايات المتحدة هما أكبر سوق صاعد وأكبر سوق ناضج على التوالي، مضيفا أن السوق الصينية ترتبط بحياة كل أسرة أمريكية.
وقال وانغ إنه إذا استطاع الجانبان التعاون فيما بينهما بفعالية، فإن الاقتصاد الأمريكي يمكن أن يحقق حيوية دائمة من السوق الصينية، وتستطيع الصين أن تعزز تنميتها عن طريق السوق الأمريكية.
وبالنسبة لأسئلة الوصول إلى السوق الصينية والإصلاح والانفتاح فى الصين فضلا عن التعديل الهيكلي لاقتصادها، شدد وانغ على أن الصين سوف تعمق بقوة الإصلاحات وتوسع الانفتاح على العالم الخارجي.
وأضاف وانغ أن تنمية الصين استفادت من إصلاحها وانفتاحها وإن تنمية الصين في حاجة إلى اتباع المزيد من الانفتاح.
وأشار إلى أنه فى أعقاب الدخول إلى منظمة التجارة العالمية، خفضت الصين متوسط التعريفة الجمركية إلى نسبة 9.8 فى المائة متجاوزة الوفاء بالتزاماتها بتخفيض التعريفة. ويقل مستوى التعريفة عن المتوسط في الدول النامية.
وقال إن عدد القطاعات الفرعية التي فتحتها الصين في سوق تجارة الخدمات وصلت إلى 100، متجاوزة بكثير متوسط العدد في الدول النامية الذي يبلغ 54 ويقترب من مستوى الدول المتقدمة.
واكد وانغ ان الصين قامت بتطبيق إدارة لحفظ السجلات المحلية لأكثر من 96 فى المائة من الاستثمارات الأجنبية وتنفذ نظاما لإدارة المعاملة الوطنية في مرحلة ما قبل الدخول زائد قائمة سلبية مع اختصار القائمة للاستثمارات الأجنبية.
وقال وانغ إن الصين تسعى حاليا إلى تنمية عالية الجودة وإن تعميق الإصلاح الهيكلي جزء من هذا المسعى.
وأضاف وانغ أن الرئيس الصيني شي جين بينغ شدد في مرات كثيرة على أن باب الانفتاح في الصين سيفتح على نحو أوسع وأنه سوف يتم إطلاق سلسلة من الاجراءات الجديدة بشكل مستمر.
وتابع أن الصين مع ذلك ما تزال دولة نامية وتحتاج إلى دفع عملية الإصلاحات القائمة على ظروفها الوطنية بشكل منتظم وبتصميم ذاتي.
وأكد وانغ أن الصين ليست لديها النية في السعي إلى تحقيق فائض تجاري وترغب فى حل عدم التوازن التجاري عن طريق التشاور.
لكن الحوار يجب أن يرتكز على المساواة والتكامل ولا يمكن القيام به تحت تهديدات أو ضغط، حسبما قال وانغ.
وذكر أن الجانب الأمريكي بدأ فى فرض إجراءات جمركية واسعة النطاق من جانب واحد قبل جولة جديدة من الحوار، بما يشير إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها إخلاص لحل المشكلة.
ووجه وانغ الشكر إلى أعضاء اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية-الصينية ومجلس الأعمال الأمريكي-الصيني لما بذلاه من جهود طويلة الأجل لتعزيز التعاون بين البلدين.
كما أعرب عن أمله في أن يتمكنا من أداء دور إيجابي فى تنمية صحية للعلاقات الصينية-الأمريكية وتعاون مربح للجانبين.
وقال ممثلو اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية-الصينية ومجلس الأعمال الأمريكي-الصيني إن العلاقات الطيبة بين الولايات المتحدة والصين تتوافق مع المصالح الجوهرية لكلا الجانبين.
وتابعوا أنه خلال الأربعين عاما الماضية، استفادت الولايات المتحدة والصين كثيرا من العلاقات الثنائية والتعاون بين الجانبين.
واستطردوا أن معظم الأفراد من دوائر الأعمال الأمريكية لا يوافقون على حل المشكلة الحالية عن طريق زيادة التعريفة، وأن الحديث والإجراءات التي ترمي إلى اعتبار الصين قوة معادية تعتبر خاطئة.
وأشاروا إلى أن الولايات المتحدة والصين فى حاجة إلى تعزيز الحوار، خاصة فى هذه اللحظة، وتعزيز التفاهم المتبادل وحل المشكلات لتطوير العلاقات الثنائية عن طريق التشاور.
وأضاف الممثلون أن الجانبين يحتاجان على المدى الطويل إلى السمو فوق قضايا محددة مثل التجارة، وإجراء اتصالات استراتيجية بشأن التطور طويل الأجل للعلاقات الثنائية.
وقال الجانب الأمريكي إن التعاون الاقتصادي والتجاري الأمريكي-الصيني كان قوة استقرار للعلاقات الثنائية لفترة طويلة وإن دوائر الأعمال الأمريكية كانت داعما صلبا للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين.
وأضاف الجانب الأمريكي أن دوائر الأعمال الأمريكية تأمل بإخلاص فى حل المشكلات الهيكلية فى العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية عن طريق الحوار البراجماتي والسبل البناءة التي تتضمن تعزيز المناقشات وتوقيع اتفاقيات الاستثمار الثنائية.
وأشار الجانب الأمريكي إلى أن اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية-الصينية ومجلس الأعمال الأمريكي-الصيني يرغبان فى أداء دورهما فى تعزيز تنمية العلاقات الثنائية على المسار الصحيح.