خبيرة: إستراتيجية الصين الدقيقة للحد من الفقر تعد مصدر إلهام

الأمم المتحدة 20 سبتمبر 2018 /ذكرت خبيرة بارزة هنا يوم الخميس أن إستراتيجية الصين الدقيقة للحد من الفقر تعد مصدر إلهام حيث يعد الأطفال الأشد تضررا من "الفقر متعدد الأبعاد" في العالم.

وقالت سابينا ألكير مديرة مبادرة أكسفورد بشأن الفقر والتنمية البشرية إن عملية مكافحة الفقر التي تقودها الحكومة الصينية تعد مثالا جيدا ليحتذي به العالم النامي، حيث أن مكافحة الفقر في الصين تتم على أساس المكافحة من قرية إلى قرية ومن بيت إلى بيت ومن منطقة إلى منطقة، ما يجعل الحد من الفقر في البلاد أكثر كفاءة.

وتظهر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن الصين أنه في الفترة ما بين عامي 1995 و2005، تم انتشال 268 مليون شخص من الفقر في الصين، فيما تأتي الأرقام الصادرة عن البنك الدولي في الفترة ما بين عامي 1990 و2000 بنفس الحجم تقريبا، حسبما ذكرت ألكير التي حضرت هنا لعرض أحدث مؤشرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد بشأن الفقر والتنمية البشرية.

ووفقا لمؤشر الفقر متعدد الأبعاد لعام 2018، فإنه في الوقت الذي يعيش فيه 1.4 في المائة فقط من الصينيين تحت خط فقر الدخل والمتمثل في 1.9 دولار (تعادل القوة الشرائية)، هناك حوالي 4 في المائة يعيشون في فقر بشكل متعدد الأبعاد.

وينظر مؤشر الفقر متعدد الأبعاد، الذي اعتمده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في عام 2010، إلى ما هو أبعد من الدخل ليفهم كيف يعاني الناس من الفقر بطرق متعدد ومتزامنة.

ويحدد هذا المؤشر كيف يتخلف الناس عن الركب في ثلاثة أبعاد رئيسية وهي الصحة والتعليم والمستويات المعيشية. ويتم تعريف أولئك المحرومين مما لا يقل عن ثلث مكونات مؤشر الفقر متعدد الأبعاد بأنهم فقراء بشكل متعدد الأبعاد.

ومن ناحية أخرى، يظهر المؤشر أن عددا كبيرا ممن يعيشون في فقر هم في سن أصغر من 18 عاما، وفقا لتقديرات مؤشر الفقر متعدد الأبعاد العالمي لعام 2018.

وتكشف الأرقام الجديدة، الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومبادرة أكسفورد بشأن الفقر والتنمية البشرية، أن هناك 662 مليون طفل من بين حوالي 1.3 مليار شخص يعيشون في فقر متعدد الأبعاد في 104 دول ذات دخول منخفضة ومتوسطة بشكل أساسي.

وتغطي أرقام 2018 ما يقرب من ثلاثة أرباع سكان العالم.

ومن بين الفقراء بشكل متعدد الأبعاء وعددهم 1.3 مليار، يعتقد أن ما يقرب من نصفهم -- 46 في المائة -- يعيشون في فقر مدقع ومحرومون مما لا يقل عن نصف الأبعاد التي يغطيها مؤشر الفقر متعدد الأبعاد.

وفي ملاحظة متفائلة، ذكر آكيم شتاينز مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بيان أنه "رغم أن مستوى الفقر -- لا سيما في الأطفال -- مذهل، إلا أن التقدم الذي يمكن إحرازه في معالجته مذهل أيضا".

وذكرت ألكير أنه في الهند، وهي أول دولة يتم تقدير ما أحرزته من تقدم مع مرور الوقت، تم انتشال 271 مليون شخص من الفقر في عام 2005 /2006 و2015/ 2016، وانخفض معدل الفقر فيها إلى النصف تقريبا، حيث انخفض من 55 إلى 28 في المائة خلال فترة السنوات العشر هذه.

وعلى الرغم من عدم إجراء مقارنات مماثلة مع مرور الوقت لبلدان أخرى، إلا أن أحدث المعلومات المستقاة من مؤشر التنمية البشرية الخاص ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الذي صدر في الأسبوع الماضي تظهر تقدما كبيرا في التنمية في جميع المناطق بما فيها العديد من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

ويوجد الفقر متعدد الأبعاد في جميع المناطق النامية في العالم، ولكنه حاد بشكل خاص-- وكبير -- في إفريقيا جنوب الصحراء وجنوب آسيا.

ففي إفريقيا جنوب الصحراء على سبيل المثال، يعيش حوالي 560 مليون شخص (58 في المائة من السكان) في فقر متعدد الأبعاد، منهم 342 مليون (61 في المائة من أولئك الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد) يعانون بشدة منه.

وفي جنوب آسيا، يعيش 546 مليون شخص (31 في المائة من السكان) في فقر متعدد الأبعاد، منهم 200 مليون (37 في المائة) يعانون بشدة منه.

وتظهر البيانات أنه بالإضافة إلى الـ1.3 مليار شخص الذين يصنفون بأنهم فقراء، هناك 879 مليون آخرين معرضين لخطر الوقوع في الفقر متعدد الأبعاد، وهو ما يمكن أن يحدث بسرعة إذا ما عانوا من انتكاسات بسبب الصراعات والمرض والجفاف والبطالة وغيرها.

وتغطي نسخة 2018 من مؤشر الفقر متعدد الأبعاد 104 دول تضم 5.5 مليار شخص.