سان فرانسيسكو 18 سبتمبر 2018/ دعا الملياردير الأمريكي بيل غيتس يوم الثلاثاء إلى زيادة الاستثمارات في مكافحة الفقر بالعالم، محذرا من أن هذا الكفاح "على وشك التوقف".
وفي رسالة وردت ضمن تقرير بيانات ((جول كيبرز)) السنوي لهذا العام 2018، والذي صدر يوم الثلاثاء من صندوق بيل وميليندا غيتس، قال غيتس، المؤسس الأصلي لشركة ميكروسوفت ومؤسسته الخيرية، إن "عقودا من التقدم المذهل في مكافحة الفقر والمرض، قد تكون على حافة التوقف."
وبالشراكة مع معهد المؤشرات الصحية والتقييم التابع لجامعة واشنطن، قام الصندوق بتحليل مفصّل لـ18 مؤشرا رئيسيا لجودة الحياة في دول بأنحاء العالم.
ووفقا لإحصاءاته، شهد عدد الذين يعيشون تحت خط الفقر المدقع في أنحاء العالم انخفاضا من 36 في المائة إلى 9 في المائة منذ 1990، ولكن الاتجاهات الديموغرافية على نطاق العالم تظهر أن التقدم في تخفيف الفقر قد يتوقف.
وقال غيتس "إن ذلك بسبب أن المناطق الأفقر بالعالم تنمو بسرعة أكبر من أي مكان آخر. والمزيد من الأطفال يولدون في مناطق يصعب أن يعيشوا فيها حياة صحية منتجة."
وأضاف "إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد يتوقف انخفاض عدد الفقراء في العالم، وربما يبدأ بالارتفاع."
وذكر أنه منذ عام 2000، تمكن أكثر من مليار شخص من التخلص من براثن الفقر المدقع، وقد ساهم التقدم الذي حققته الصين والهند في النجاح الشامل في الإغاثة من الفقر.
ومع ذلك، أشار غيتس إلى أن جغرافية الفقر تتغير من حيث أن الفقر المدقع يتركز بشكل كبير في الدول الأفريقية جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتوقع أن 86 في المائة ممن يعيشون في فقر مدقع في العالم، سيكونون هناك بحلول 2050.
ورأى أن الأولوية العالمية للعقود الثلاثة القادمة يجب أن تكون موجة ثالثة في الحد من الفقر في أفريقيا، مسبوقة بالموجة الأولى في الصين والثانية في الهند، مشيرا إلى أن أفريقيا ستواجه تحديا هائلا في الحد من الفقر نظرا لأن عدد السكان في القارة سيتضاعف تقريبا بحلول 2050.
يذكر أن صندوق مؤسسة غيتس، الذي تأسس في عام 2008 ومقره سياتل بولاية واشنطن على الساحل الغربي للولايات المتحدة، حث حكومات العالم على القيام باستثمارات استراتيجية في الرعاية الصحية والتعليم لمساعدة البلدان التي تعاني من الفقر.
وقال "إن الاستنتاج واضح، وهو الاستمرار بتحسين بيئة معيشة الناس، ومهمتنا الآن هي المساعدة في خلق فرص في أسرع البلدان الأفريقية نموا سكانيا، وأفقرها."
ويهدف تقرير الصندوق لعام 2018 إلى مواجهة التحديات الملحة ولكنها مهملة، ومتابعة التقدم تجاه الأهداف الجماعية مثل خفض معدل وفيات الأطفال، وزيادة الاستثمار في صحة الشباب وتعليمهم، بالإضافة إلى المشاركة المالية وتسهيل الوصول إلى مصادر تنظيم الأسرة.