السفير الصيني بالقاهرة: زيارة السيسي المرتقبة إلى بكين دفعة قوية لمسيرة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين

القاهرة 30 أغسطس 2018 / أكد سفير الصين بالقاهرة سونج آي قوه، أن الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى بكين "خطوة مهمة على طريق دعم العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وتوطيد أواصر التعاون المشترك في كافة المجالات، ودعم وتطوير علاقات التعاون الصيني الأفريقي".

وقال سونج في مقابلة أجراها رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير وكالة أنباء ((الشرق الأوسط)) الرسمية المصرية علي حسن إن "الصين تتطلع بكل حماسة وترحيب لتلك الزيارة، التي تعد الزيارة الخامسة للرئيس السيسي إلى بكين، حيث سبقها 4 زيارات سابقة أسفرت نتائجها عن تطوير كبير في مسيرة العلاقات بين البلدين".

واعتبر أن "الاتصالات والمشاورات والزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين أبرز علامة لقوة ومتانة العلاقات بينهما".

وأضاف أن "القمة المرتقبة بين الرئيس السيسي والرئيس شي جين بينغ، سوف تعطي دفعة قوية لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين، خاصة في ضوء الارتقاء بالعلاقات بينهما إلى علاقات استراتيجية شاملة منذ زيارة الرئيس السيسي للصين في عام 2014".

وتابع أن "القمة سوف تبحث العديد من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات الثنائية، ومجالات التعاون المختلفة خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، وكذلك المجالات التعليمية والتكنولوجية والثقافية وغيرها".

ونوه بأن "مختلف الوزارات والجهات المعنية في كلا البلدين تعمل بكل قوة على مدى الفترات الماضية على التحضير من أجل نجاح تلك الزيارة، لكي تسفر عن نتائج إيجابية وعملية لدعم مسيرة التعاون المشترك بين البلدين".

وتوجه الرئيس المصري اليوم إلى البحرين في مستهل جولة خارجية تشمل الصين وأوزبكستان.

ويشارك السيسي خلال زيارته إلى بكين في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، المقرر عقده في 3 و4 سبتمبر المقبل تحت شعار "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ذي مصير مشترك عن طريق التعاون المربح للجميع".

وقال سونج إن منتدى التعاون الصيني الأفريقي على مستوى القمة يعد أكبر مناسبة تقيمها الصين هذا العام، مضيفا "وأننا على ثقة بأن الرئيس السيسي سوف يقوم بدور فعال خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي في تنفيذ النتائج التي سيسفر عنها المنتدى، الذي سيعقد بمشاركة 20 من قادة دول القارة" الأفريقية.

وأردف السفير الصيني أن من أهم القضايا التي سيتم بحثها تنسيق المواقف بين البلدين حول ربط مبادرة "الحزام والطريق" بقناة السويس.

وأكد أن "قناة السويس ممر بالغ الأهمية للتجارة العالمية، ويمر عبرها العديد من السفن الصينية بصوره يومية، والتي تمثل جزءا كبيرا من التجارة الصينية المتجهة لأوروبا، وتكتسب القناة أهمية كبيرة للتعاون الصيني المصري، لكونها جزءا مهما للحزام والطريق، خاصة طريق الحرير البحري، حيث تمر البضائع من آسيا إلى أوروبا".

وقال سونج إنه "بفضل تطوير محور قناة السويس، لم تعد قناة السويس مجرد ممر بحري فحسب، بل ستكون قاعدة تجارية وصناعية ولوجستية بالغة الأهمية على المستوى العالمي، وهذا الأمر يعني مجالاً جديداً للتعاون المصري الصيني في إطار مبادرة الحزام والطريق، خاصة في جنوب قناة السويس بمنطقة العين السخنة، حيث توجد منطقة التعاون الاقتصادي والتجاري الصيني المصري، وهى منطقة صناعية تبلغ الاستثمارات فيها أكثر من مليار دولار أمريكي، معظمها استثمارات صينية".

وتوقع الدبلوماسي الصيني أن تسفر زيارة السيسي لبكين عن الإعلان عن ضخ استثمارات جديدة من الجانب الصيني في تلك المنطقة، مشيراً إلى "أهمية الدور البناء لمصر كركيزة أساسية للحزام والطريق بفضل قناة السويس".

ورأى أن "التعاون المشترك بين البلدين في كافة المجالات يسير بكل سلاسة، في ضوء تعميق الثقة المتبادلة بين قيادتي البلدين، والتي تعد علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري أبرز ملامحه".

من ناحية أخرى، أبدى سونج "تقدير الصين لجهود وخطوات الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها مصر، والتي تكشف عن أنها تسير في الطريق الصحيح، وستنجح في تحقيق التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي المنشود"، مشيراً إلى أن الشعب سوف يجني نتائج ذلك الإصلاح بصورة تلبي طموحاته وتطلعاته.

وقال إن "قانون الاستثمار (المصري) الجديد واللوائح المتعلقة به خطوة هامة في طريق الإصلاح، والمستثمرين الصينيين وكذلك المستثمرين حول العالم أبدوا اهتماما كبيراً بإقرار هذا القانون، وهناك إقبال كبير من جانب الشركات الصينية للتعرف على القانون ولوائحه من خلال التواصل مع المكتب التجاري الصيني في القاهرة".

وأكد أن "تحسين بيئة الاستثمار وبناء المناطق الاقتصادية تمثل خطوة هامة في سبيل الإسراع بخطوات التنمية الاقتصادية في الدول النامية، والإصلاح عملية مستمرة بلا نهاية، والصين كانت قد بدأت جهود الإصلاح الاقتصادي منذ 40 عاماً، ومازالت مستمرة".

وكشف السفير الصيني أن "هناك تطورا كبيرا فيما يتعلق بتدفق السائحين الصينيين إلى مصر، حيث بلغ عدد السائحين الصينيين خلال عام 2017 حوالي 280 ألف سائح، فيما كان عددهم في عام ذروة السياحة الوافدة إلى مصر في عام 2010 حوالي 100 ألف سائح فقط".

وقال إن السائحين الصينيين لديهم دراية كبيرة بأهمية السياحة إلى مصر، في ضوء معرفتهم بتاريخها العريق وآثارها الفريدة، التى تعكس حضارتها العريقة، متوقعاً أن تشهد السنوات القادمة تزايداً مستمرا لأعداد السائحين الوافدين من بلاده إلى مصر.

وأشار إلى أن الرئيس شي جين بينغ، عندما زار مصر توجه لزيارة معبد الأقصر، ووصفه بأنه "تحفة عالمية ثمينة وفخر لمصر"، والانطباع اللصيق للشعب الصيني تجاه مصر هو أن معالمها السياحية في مقدمة المعالم السياحية في العالم.