القاهرة 26 أغسطس 2018 / أعلنت وزارة الآثار المصرية اليوم (الأحد)، عن اكتشاف جبانة أثرية تضم مقابر جماعية منحوتة في الصخر بجبل الزيتون في مدينة الإسكندرية شمال غرب القاهرة.
وذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، في تصريح صحفي، أن "بعثة أثرية مصرية (..) اكتشفت جزءا من الجبانة الغربية لمدينة الإسكندرية البطلمية أثناء عمل مجسات أثرية للموقع لبناء سور داخلي بورش السكة الحديد بجبل الزيتون بالإسكندرية".
وبدأ عصر البطالمة في مصر في عام 305 قبل الميلاد، وانتهى مع وفاة الملكة كليوباترا وتحول مصر إلى مقاطعة رومانية في عام 30 قبل الميلاد.
من جانبه، قال رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار أيمن عشماوي، إنه "أثناء أعمال البعثة تم الكشف عن مقابر جماعية منحوتة في الصخر، عبارة عن وحدات معمارية منفصلة، تتكون كل وحدة من سلم يؤدي إلى قاعة صغيرة ربما كانت تستغل كاستراحة للزوار، ثم فناء مربع مفتوح يحيطه فتحات للدفن، بالإضافة إلى صهريج للأغراض الجنائزية واستخدامات الزوار من أهل المتوفى".
وأضاف أنه "من المرجح أن تكون المقابر قد استخدمت لفترات زمنية طويلة، وكانت تخص الطبقات الفقيرة في المجتمع"، مشيرا إلى أن المقابر بها طبقات ملونة من الملاط ذات زخارف، وأخرى ملاط بسيطة لا تحتوي على أية زخارف، بما يعكس الظروف الاقتصادية للمجتمع.
وأكد أن "الفحص المبدئي يوضح أنه تم تعديل التخطيط المعماري لبعض المقابر فيما بعد عبر الزمن، حيث أضيفت بعض الأحواض، وأغلقت بعض فتحات الدفن، بما يؤكد أن أجيال متلاحقة أعادت استخدام هذه المقابر".
ولفت عشماوي إلى أنه تم العثور أيضا على العديد من أواني المائدة التي كان يستخدمها أهل المتوفى وقت الزيارة، بالإضافة إلى مسارج للإضاءة، عليها زخارف مميزة منها حيوانات تأكل أو ترضع صغارها.
كما تم العثور على "أواني زجاجية وفخارية عثر عليها في الدفنات كقرابين مع المتوفى، بالإضافة إلى قطع دائرية من الفخار عليها زخارف بارزة لبعض فتيات ربما راقصات، وهياكل عظمية في حالة فوضى بسبب ما تعرض له الموقع من تدمير في ثلاثينيات القرن الماضي أثناء عمل السكة الحديد على أيدي الإنجليز وفيما بعد بسبب غارات الحرب العالمية الثانية"، حسب عشماوي.