تحرير وترجمة/د. فايزة سعيد كاب
قام رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد بزيارة رسمية الى بكين خلال الفترة من 17 الى 21 أغسطس الجاري، حيث التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ، ورئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، ولي جان شو رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، وأصدرت الحكومتان بيانا مشتركا. كما أعرب مهاتير محمد خلال الزيارة عن حسن النية، مؤكدا أن الصين اول دولة غير الآسيان يقوم بزيارتها بعد توليه منصبه. وسلطت سلسلة من التفاعلات بين الجانبين على الاتجاه الإيجابي الحالي للعلاقات الصينية ـ الماليزية.
يرى الخبير في الشؤون الدولية هوا يي شينغ في تعليق له نشر بالنسخة الدولية لصحيفة الشعب اليومية الصينية يوم 21 أغسطس، أن الصين وماليزيا تعتزان بالصداقة التقليدية، وأن الصداقة مع الصين مبدأ مهاتير محمد المتأصل. وقد زار مهاتير محمد الصين 7 مرات خلال فترة توليه منصب رئيس وزراء ماليزيا من 1981 الى 2003، كما قدم مساهمات هامة لتطوير العلاقات الودية بين البلدين. وشدد الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال اللقاء الاخير على ضرورة مواصلة الجانبين تعميق الصداقة والتعاون بين البلدين، حيث تعتبر ماليزيا أول دولة في رابطة دول جنوب شرق آسيا تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين بعد تأسيس آسيان، وأن الصين تلتزم بشدة بالصداقة الصينية ـ الماليزية، وترى أن العلاقات بين الدولتين واعدة في العصر الجديد.
الصين وماليزيا يضبطان إيقاع العلاقات بين البلدين
تشهد العلاقات الصينية ـ الماليزية اليوم بعدا تاريخيا جديدا هام في تاريخ العلاقات بين البلدين، وتقف كلا البلدين في نقطة انطلاق تاريخية جديدة للتنمية. ومنذ انشاء كل من البلدين حكومة جديدة بداية هذا العام، تواجه العلاقات الثنائية مواقف جديدة أيضا، حيث أعربت ماليزيا عن اعجابها بالتنمية الصينية الذاتية العظيمة، ودهشتها من الإنجازات الهائلة في المجالات الصناعية والتجارية الصينية، كما تسعى خلال الحقبة الجديدة التوجه بنظرها نحو الشرق استعدادا للتعلم من التجربة الناجحة للتنمية في الصين، والابتكار المستمر وخلق وتحقيق تنمية ذاتية كبرى. ويولي مهاتير وحكومته الجديدة أهمية خاصة للعلاقات بين ماليزيا والصين، حيث تعد زيارته الى الصين هذه خطوة مهمة للحكومة الجديدة، وتظهر للحكومة الصينية والشعب الصيني تصميم ماليزيا على أن سياسة العلاقات الودية بين البلدين لن تتغير. كما أوضحت الصين أنها ستلتزم بشدة بالصداقة مع ماليزيا، وأن الادراك على أن الصداقة قائمة على حسن الجوار هو مفتاح العلاقات الثنائية.
الصين وماليزيا توليان اهمية للتواصل الاستراتيجي
الصين وماليزيا يجمعان على اهمية التواصل الاستراتيجي. داخليا، التزام كلا البلدين بمسار التنمية المناسب لظروفهم الوطنية. خارجيا، الصين وماليزيا تدافعان عن استقلالهما، وتعززان تعاونهما في شرق آسيا. ودعا مهاتير محمد خلال زيارته للصين لحضور منتدى بواو في عام 2001 الى ضرورة أن يكون لآسيان منتدى خاص بها، وأعرب عن فرحته بان تكون الصين موقع "منتدى آسيا". كما أن تعزيز الجانبان الاتصالات الاستراتيجية لا يطور العلاقات بين البلدين فقط، وإنما يساعد على تعزيز تنشيط آسيا وتقدم العالم وازدهاره.
الصين وماليزيا تدعمان التجارة الحرة
يصادف هذا العام الذكرى الاربعين لتنفيذ الصين سياسة الاصلاح والانفتاح، وتعارض الصين بوضوح الاحادية والحمائية التجارية، ومستمرة في إطلاق تدابير التعاون المفتوحة. وتقدر ماليزيا التجارة الدولية باعتبارها بلدا قائما على اقتصاد موجه نحو التصدير. وأوضح مهاتير أنه ضد الاتجاه الحالي للعولمة المضادة والحمائية التجارية في العالم الغربي. كما رحب بالاستثمارات من الشركات الصينية، آملا أن يحقق الجانبان منفعة متبادلة والفوز المشترك للجانبين في مختلف المجالات منها الاقتصاد والتجارة وغيرها.
الصين وماليزيا تشتركان في بناء " الحزام والطريق"
شدد الرئيس الصيني شي جين بينغ على أن ماليزيا بلد مهم على طول طريق الحرير البحري القديم، واول دولة واقعة على طول الطريق استجابت في وقت مبكر لمبادرة " الحزام والطريق"، وأنه يتعين على الصين وماليزيا تعزيز التعاون البرغماتي بين البلدين في العصر الجديد من خلال بناء " الحزام والطريق" كخط رئيسي. ويعتقد مهاتير محمد الذي استجاب للمبادرة الصينية بشكل إيجابي، أن مبادرة " الحزام والطريق" ستعزز التبادلات والتعاون في المنطقة، وتعود بالمنفعة على جميع البلدان في المنطقة، وأن الجانب الماليزي يدعم ويرغب في المشاركة النشطة في بناء " الحزام والطريق".
حققت زيارة رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد للصين نتائج مثمرة، ونجحت الصين وماليزيا من خلال التفاعل رفيع المستوى رسم مخططا للتعاون الودي الثنائي، والرد على من يشكك في العلاقات بين البلدين. وفي الوقت الحاضر، تستعد الصين وماليزيا للعمل معا والتشجيع على التعاون لتحقيق هدف الصين " مائتي سنة"، ورحلة بناء " ماليزيا الجديدة" في ظل المنفعة المتبادلة.