قال باي تيان، السفير الصيني لدى ماليزيا، إن الزيارة الرسمية لرئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد للصين، التي تبدأ اليوم (الجمعة)، ستفتح آفاقا جديدة للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي مقال نشر على وسائل إعلام محلية اليوم (الجمعة)، أفاد باي أن مهاتير يزور الصين "ليس فقط كرئيس الوزراء الحالي لدولة مجاورة صديقة، ولكن أيضا كصديق محترم وقديم لدى الشعب الصيني.
وستكون هذه أول زيارة يقوم بها مهاتير للصين منذ توليه رئاسة الوزراء في شهر مايو. وقد زار الصين سبع مرات عندما كان رئيسا للوزراء في الفترة من عام 1981 إلى عام 2003، وفقا لما ذكرته وزارة الخارجية الماليزية.
ولفت السفير الصيني إلى أن فترة مهاتير الأولى كرئيس للوزراء من 1981 إلى 2003 تغطي بالضبط نصف فترة الـ 44 عاما، التي مرت على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وماليزيا.
وأوضح أن "إسهاماته المهمة وضعت أساسا صلبا للعلاقات الثنائية الشاملة والعميقة التي ننعم بها اليوم"، مضيفا "إنني على ثقة بأنه في هذه المرة، سيبحث مجددا عن سبل لمواصلة تعزيز وتقوية العلاقات مع الزعماء الصينيين وإيجاد مخطط جديد للتعاون المستقبلي بين البلدين".
وأشار باي إلى أن الصين وماليزيا تتشاطران تطلعات وأهداف متماثلة تتمحور حول ضمان السلام والاستقرار الدائمين على الصعيدين المحلي والدولي على حد سواء.
وقال إن زيارة مهاتير تعد "فرصة للصين وماليزيا لتظهرا للعالم أننا نقدر علاقاتنا الثنائية ونحترم المصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منا الآخر".
وأضاف السفير "قد لا نتفق بشأن كل قضية، لكننا ملتزمون بحل الخلافات أو تسوية القضايا من خلال الحوارات الصادقة والودية بطريقة الأصدقاء أو الإخوة".
وتابع "هذا هو المفتاح لتعزيز التفاهم المتبادل وبناء علاقة مبنية على الاحترام والثقة والتعاون النفعي، والتي يمكن أن تكون مثالا جيدا للعلاقات الثنائية بالنسبة للدول الأخرى".
وأشار باي إلى أن التعاون الاقتصادي بين الصين وماليزيا شهد زيادة ملحوظة في السنوات الأخيرة. وتعد الصين أكبر شريك تجاري لماليزيا لمدة تسع سنوات متتالية، وأكبر مستثمر في الصناعة التحويلية في ماليزيا لمدة سنتين متتاليتين، وأكبر بلد مصدر للسائحين الأجانب لماليزيا لمدة ست سنوات متتالية.
واستدرك قائلا "رغم ذلك، لا يزال لدينا إمكانيات هائلة للاستفادة منها".
ولفت السفير إلى أن مبادرة الحزام والطريق أيضا لديها الكثير لتقدمه لماليزيا كذلك. خلال هذه الزيارة، من المتوقع أن يتوصل قادة البلدين إلى توافق حول العديد من مجالات التعاون وأن يشهدا توقيع عدد من مذكرات التفاهم والاتفاقيات. ومن شأن ذلك أن يمكّن ماليزيا والصين من زيادة تزامن إستراتيجي فى التنمية الخاصة بهما والارتقاء بالتعاون المتبادل المنفعة إلى مستوى جديد وجني ثمار النمو في مجالات متنوعة، بما في ذلك التجارة والاستثمارات والزراعة والاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المتقدمة والسياحة.
ولدى إشارته إلى اجتماع مهاتير الأخير مع جاك ما، رئيس مجموعة التجارة الالكترونية العملاقة (علي بابا)، ولي شوفو، رئيس مجلس إدارة شركة (جيلي غروب) الصينية لصناعة السيارات، على التوالي، أفاد باي أن الصين دائما ما تعتبر ماليزيا شريكا ذا أولوية في الاستثمار والتعاون، وتشجع الشركات الصينية ذات الجدارة الائتمانية والأداء الأفضل للاستثمار في ماليزيا.
وقال "أتوقع مجيء المزيد من الشركات الصينية، بعد هذه الزيارة، للاستثمار في ماليزيا والقيام بتعاون متبادل المنفعة وخلق المزيد من فرص العمل وتوفير نقل للتكنولوجيا وتحقيق المزيد من المنافع للشعب الماليزي".
وأضاف باي أن "الحكومة الصينية مستعدة للعمل مع الحكومة الماليزية الجديدة لبناء علاقة أقوى تقوم على أساس المصالح المشتركة لما فيه تحقيق لمنافعنا المتبادلة. وإنني واثق تماما بأن زيارة مثمرة ستكون في انتظار الدكتور مهاتير في الصين".