انقر هنا لقراءة الجزء الأول من هذا المقال:
ترجمة وتحرير / د. وليد
يعتقد سانغ باي تشوان، الأستاذ بجامعة الأعمال والاقتصاد الدولية ببكين، أنه على الرغم من أن الاستثمار العابر للحدود يشهد انتعاشا تدريجيا، لكنه مع ذلك لايزال يواجه العديد من التحديات. على سبيل المثال، بسبب المخاطر الجيوسياسية وموجة الحمائية أحادية الجانب التي تمارسها بعض الدول، فإن المنافسة على جذب رؤوس الأموال في العالم ستكون على أشدّها. "لقد زاد هذا من تعقيد وإرباك استقرار الاستثمار الأجنبي في النصف الثاني من العام".
في ذات الصدد، يقول باى مينغ، نائب مدير معهد أبحاث السوق الدولية بوزارة التجارة، "إن التحاليل الشاملة، تظهر بأن حالة استقرار الاستثمار الأجنبى مازالت جيدة، وذلك يرجع أساسا إلى سلسلة من التدابير الجديدة التي قامت بها الصين، لتوسيع الإنفتاح،ما خلق قوى جديدة ل جذب الاستثمارات الأجنبية".
فرص قوية في السوق
في نهاية شهر يوليو، أعلنت شركة بريتش بيتروليوم، عن استثمار بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي، لدعم شركائها الصينيين، في القيام بأعمال جديدة في مجال النظام البيئي الجديد لمركبات الطاقة الكهربائية. بما في ذلك السيارات الكهربائية والتقنيات ذات الصلة، والبنية التحتية للطاقة الجديدة، وأنظمة السيارات الذكية. "نحن نعتقد أن سوق الأسفار الخضراء في الصين يمتلك فضاءا واسعا للنمو، ونحن نرغب في المشاركة." يقول مسؤول من بريتش بيتروليوم.
لا تزال الصين في مرحلة من النمو المتصاعد، والذي يحتوي على إمكانات هائلة على مستوى الطلب المحلي. وبالإضافة إلى التوسع المستمر في حجم السوق، يشهد هيكل السوق أيضا ترقية مستمرة. كما ارتفع متوسط الدخل الفردي، وجلب "الاستهلاك الجديد" طلبا جديدا، وبات السكان في حاجة إلى المزيد من الخدمات المعلوماتية والصحية والطبية والمالية والثقافية عالية الجودة. كما أن الشركات متعددة الجنسيات تتمتع بمزايا واضحة في هذه المجالات ، ولديها إمكانيات كبيرة.
مجالات استثمارية أوسع
وافقت هيئة مراقبة التأمين الصينية على طلب شركة أي سي بي سي – أكسا للتأمين، تأسيس شركة أي سي بي سي – أكسا المحدودة لإدارة الأصول، وهي أول شركة تأمين ذات رأس مال مشترك، لإدارة الأصول الاستثمارية، يتم اعتدمادها منذ فتح الصناعة المالية. في ذات الصدد، تلقى بنك الشعب الصيني طلبًا من شركة "وورلد فيرست" البريطانية، لدخول سوق الدفع عبر الطرف الثالث. ،وهو ما يعني، فتح مجال الدفع عبر الطرف الثالث في الصين أما م الإستثمارات الأجنبية.
مع تقدم سياسات الإنفتاح، بات بإمكان المستثمرين الأجانب دخول المزيد من القطاعات الإستثمارية في الصين. في هذا الصدد، يرى تشانغ يان شنغ، كبير الباحثين بالمركز الصيني للتبادل الاقتصادي الدولي، أن أبواب الإنفتاح في الصين ستفتح بشكل أوسع بإستمرار. وستتاح المزيد من الفرص للمستثمرين الأجانب، للإستثمار في مختلف القطاعات، من صناعة المواد الإستهلاكية اليومية، إلى الخدمات.
بيئة أعمال أفضل
قامت الصين في نهاية شهر يونيو الماضي، بتبسيط إجراءات تقديم الملفات التجارية وتسجيل الشركات للمستثمرين الأجانب، من خلال إتمام مختلف الإجراءات عبر"النافذة الواحدة". حيث يمكن للمستثمرين النفاذ إلى مواقع أقسام مراقبة الأسواق في مختلف المدن الصينية، وملء الإستمارات اللازمة على الإنترنت. حيث تجرى كامل عملية التسجيل، بصفر ورقة، صفر مقابلات، صفر رسوم. وتجتذب الصين في الوقت الحالي، 30 ألف شركة أجنبية سنويا، ومن المتوقع أن تحفز الإصلاحات في إجراءت التسجيل، المزيد من المستثمرين الأجانب على الدخول إلى السوق الصينية.
من تحسين السياسات، إلى تحسين بيئة الأعمال التجارية ، عملت الصين بشكل فعال على حماية حقوق ومصالح الشركات ذات التمويل الأجنبي في الصين من خلال تعزيز الإجراءات مثل الالتصاق بالقواعد الاقتصادية والتجارية الدولية وتعزيز الشفافية، حتى يتمكن المستثمرون الأجانب الذين يأتون من الحصول على تسهيلات أكثر وكفاءة أعلى. (يتبع)