أوتاوا 8 أغسطس 2018 /قال رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو يوم الأربعاء إن بلاده ستبقى دوما نصيرا لحقوق الإنسان، في وقت تتصاعد فيه المواجهة حول هذا الموضوع مع العربية السعودية.
وقال ترودو في مؤتمر صحفي في مونتريال إن الكنديين يتطلعون دوما إلى أن تتحدث حكومته بقوة وثبات ووضوح ولياقة، حول الحاجة إلى حماية حقوق الإنسان في داخل البلاد والعالم.
وأضاف في أول تعليق له حتى الآن حول الخلاف الذي أثار توترات في العلاقات الثنائية بين أوتاوا والرياض، قائلا "سنواصل الحفاظ على القيم الكندية، أو بالأحرى القيم العالمية، وحقوق الإنسان في أية مناسبة"، مشيرا إلى أن "هذا شيء سأتبناه دوما."
ونشبت الأزمة بين البلدين بعد تغريدة من وزارة الخارجية الكندية طالبت المملكة بـ"إطلاق سراح فوري" لمعتقلات في مجال حقوق الإنسان في المملكة.
وجاءت تعليقات ترودو بعد ساعات من رفض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أية إمكانية لوساطة، محذرا من أنه سيتم اتخاذ المزيد من إجراءات العقوبات ضد كندا.
وقال الجبير "لا يوجد ما يمكن التوسط حوله. لقد تم ارتكاب خطأ، والخطأ ينبغي تصحيحه."
وأبلغ ترودو الصحفيين بأن وزيرة الخارجية الكندية أجرت اتصالا مطولا مع الجبير، وأن المحادثات الدبلوماسية مازالت جارية.
ويوم الجمعة، نشرت وزارة الخارجية الكندية تغريدة جاء فيها "أن كندا قلقة للغاية إزاء المزيد من الاعتقالات لناشطات في مجال حقوق الإنسان في العربية السعودية، ومن بينهم سمر بدوي. ونطالب السلطات السعودية بإطلاق سراحهن فورا، وكذلك جميع النشطاء السلميين الآخرين في مجال حقوق الإنسان."
يذكر أن سمر بدوي هي شقيقة المدون السعودي المعروف رائف بدوي المعتقل في السعودية منذ عام 2012، وحُكم عليه بألف جلدة والسجن لعشر سنوات "لإهانته الإسلام عبر قنوات إلكترونية".
وتعيش زوجته وأطفاله في مقاطعة كيوبيك الكندية، وأصبحوا مواطنين كنديين.
ونشرت الخارجية السعودية بيانا عبر "تويتر" يوم الأحد، قائلة إن التصريحات الكندية "هي تدخل سافر في الشئون الداخلية للمملكة، وتعارض كافة الأعراف والمواثيق الدولية."
وأضاف البيان "إنها إهانة كبيرة غير مقبولة للقوانين والإجراءات القضائية بالمملكة، إضافة إلى أنها تنتهك سيادة المملكة."
وخلال الأيام القليلة الماضية، قامت العربية السعودية بطرد السفير الكندي وجمدت التجارة والاستثمارات الجديدة مع كندا، وسحبت نحو 16 ألف طالب سعودي من كندا، إضافة إلى تعليق الرحلات الجوية من وإلى تورونتو الكندية.
وتعليقا على هذه الخطوات، قال ترودو مقللا من أثرها الاقتصادي المباشر على بلاده "بوضوح، سنقف دوما إلى جانب عمالنا وشركاتنا، ونسعى لضمان حماية المصالح الكندية في كافة الأحوال."
يذكر أن العربية السعودية تأتي بالمرتبة الـ19 كأكبر شريك تجاري لكندا، وهي مصدر نحو 10% من واردات النفط الخام لكندا. وتبلغ قيمة التجارة بين البلدين نحو 4 مليارات دولار كندي( قرابة 3 مليار دولار أمريكي) سنويا.