مقالة : تسارع وتيرة الإصلاحات الصينية في العصر الجديد

بكين 5 أغسطس 2018 / بعد مرور حوالي 40 عاما على رحلة الإصلاح والانفتاح في الصين، مازالت الرحلة تسير بوتيرة سريعة وتتجه نحو أهداف أكبر.

وحدد الرئيس الصيني شي جين بينغ والذي يشغل أيضا منصب الأمين العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ورئيس اللجنة العسكرية المركزية، خطوات جديدة لتعميق الإصلاح في جميع المجالات خلال المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني الذي تم عقده في شهر أكتوبر الماضي.

وأدرج شي في تقريره لمؤتمر الحزب "الاستمرار في تعميق الإصلاح بشكل شامل" في السياسة الأساسية لدعم وتطوير الاشتراكية ذات الخصائص الصينية في عصر جديد.

واقترح التقرير 158 إجراء إصلاحيا ووضح مجالات مهمة وقطاعات أساسية في الإصلاح، من بينها الإصلاح الهيكلي في جانب العرض الذي يعطي الأولوية لتحسين جودة نظام العرض.

عزم لا يتزعزع

وخلال جولته التفقدية الأولى في مقاطعة جيانغسو شرقي الصين بعد مؤتمر الحزب، أعطي شي تعليمات مهمة بشأن إصلاح الشركات المملوكة للدولة وإعادة الهيكلة الاقتصادية في المناطق التي نفدت منها موارد طبيعية واعادة إحياء الريف.

وخلال الأشهر التالية، ومن مقاطعة هاينان جنوبي الصين إلى مقاطعة هوبي بوسط الصين إلى مقاطعة شاندونغ شرقي الصين، كان شي يأخذ دائما زمام المبادرة في توجيه تعميق الإصلاح في جميع المجالات لتحقيق تقدم جديد.

وخلال اجتماعها الأول في منتصف شهر نوفمبر 2017، وضعت المجموعة القيادية لتعميق الإصلاح الشامل للجنة المركزية الـ19 للحزب الشيوعي الصيني برئاسة شي، مبادئ تنفيذ الإصلاحات وأكدت على القيام بأعمال منهجية وموحدة ومنسقة لدفع هذه المهام قدما.

وتوضح خطة عمل للفترة من 2018 إلى 2022، من ومتى وكيف يتم تنفيذ 158 اجراء إصلاحيا.

وأعرب شي مرارا عن عزمه على الاستمرار في الإصلاح.

وقال شي في قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا-الباسيفيك في دا نانغ بفيتنام في شهر نوفمبر 2017 "سيغطي الإصلاح الصيني المزيد من المجالات وسيتم اتخاذ المزيد من الخطوات الأقوى سعيا وراء هذا الهدف."

ووصف شي خلال الحفل الإفتتاحي لمنتدى بوآو لمؤتمر آسيا السنوي في شهر أبريل، حملة الإصلاح والانفتاح بانها "ثورة الصين الثانية" التي لم تغير البلاد بشكل كبير فقط ولكنها أثرت أيضا بشكل كبير على العالم كله.

وقال شي يوم 25 يوليو فى كلمته أمام منتدى اعمال البريكس فى جوهانسبرج، بجنوب إفريقيا "يتعين علينا السعي لدفع الإصلاح الهيكلي وإزالة جميع العوائق المؤسسية من أجل الابتكار وتحرير إمكانات الابتكار بشكل كامل وتنشيط السوق."

تغييرات عميقة

وتبنى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في دورته السنوية في شهر مارس تعديلا دستوريا، ما وضع الأسس القوية لإصلاح طويل المدى وشامل.

وفي نفس الوقت تم الكشف عن إصلاح واسع النطاق في الحزب ومؤسسات الدولة. وخلال أقل من ثلاثة أشهر، قامت البلاد بتأسيس وإعادة هيكلة 25 مؤسسة حزبية وحكومية.

وتم اختيار بعض المجالات الواعدة لتكون رائدة في دفع الإصلاح والانفتاح.

وفي شهر أبريل، تلقت مقاطعة هاينان، منطقة اقتصادية خاصة أقيمت قبل 30 عاما، توجيهات لدعم جهودها في تعميق الإصلاح والانفتاح من اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ومجلس الدولة.

ومنذ اعلان تأسيسها في شهر ابريل العام الماضي، تحقق منطقة شيونغآن الجديدة الواقعة وسط منطقة المثلث الذى تشكله بكين وتيانجين وشيجياتشوانغ حاضرة مقاطعة خبي، رؤية شي الاستراتيجية بشكل تدريجي.

وفي اجتماع اللجنة المركزية لتعميق الإصلاح الشامل في شهر يوليو، حصلت منطقة شيونغآن على المزيد من الصلاحيات لإجراء إصلاح ولاتخاذ مبادرة الإصلاحات في التنمية الابتكارية وحوكمة المدينة والخدمة العامة.

الانفتاح الأوسع

ومن منطقة هاينان للتجارة الحرة التجريبية في الجنوب إلى منطقة شيونغآن الجديدة في الشمال، تفتح الصين أبوابها أكثر وأكثر عن طريق وضع المزيد من الاجراءات الاصلاحية في انحاء البلاد.

واجراءات الإصلاح التي تم وضعها على أساس مناطق التجارة الحرة الرائدة تم نقلها وتعزيزها في اماكن أخرى في البلاد.

وتستعد الصين للمعرض الدولي للاستيراد الذي سيقام في شانغهاي خلال شهر نوفمبر.

ويحتاج المواطنون الآن للذهاب إلى مكتب إدارة الدخول والمغادرة مرة واحدة فقط لإنهاء اوراق العمل الضرورية.

كما تم تأسيس آلية لحل النزاعات التجارية والاستثمارية على طول منطقة الحزام والطريق.

وطبقت الصين سلسلة من اجراءات الإصلاح التى تستهدف مجالات تتدرج من خدمات كبار السن إلى التأمين الطبي ومن التعليم إلى التوظيف ومن التنمية الاقتصادية إلى القضايا الاجتماعية بهدف تلبية احتياجات الأشخاص لحياة أفضل.

ويتقدم الإصلاح والانفتاح الصيني المستمر بزخم قوي ويحظى بترحيب العالم. وأعلن تقرير استطلاع مناخ الاعمال في الصين 2018 الذي نشرته غرفة التجارة الأمريكية في الصين ان 74 في المائة من أعضائها يخططون لتوسيع الاستثمار في الصين، ما يعد أعلى نسبة خلال الأعوام القليلة الماضية.