اعداد وتحرير/ د. فايزة سعيد كاب
12 يوليو 2018/صحيفة الشعب اليومية أونلاين/ أكد وزير الدولة بالخارجية السودانية، أسامة فيصل ان منتدى التعاون العربي ـ الصيني أصبح آلية نموذجية لدفع وتطوير العلاقات بين الجانبين في كافة اوجه التعاون، وأن السودان مؤهل ليكون نقطة ارتكاز محورية في بناء مبادرة "الحزام والطريق" لدوره الفاعل في المحيط العربي والافريقي، وأن السودان أوائل الدول التي رحبت بالمبادرة وانضم الي الدول الموقعة على اتفاق عضوية المبادرة العام الماضي.
وأشار أسامة فيصل في تصريح لصحيفة الشعب اليومية اونلاين على هامش مشاركته في فعاليات الاجتماع الوزاري الثامن لمنتدى التعاون العربي -الصيني تحت عنوان: «التشارك في بناء الحزام والطريق، وتحفيز التنمية السلمية ودفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية ـ العربية في العصر الحديث» المنعقد يوم 10 يوليو بالعاصمة الصينية ببكين، الى أن منتدى التعاون الصيني ـ العربي خياراً استراتيجياً اتخذته الصين والدول العربية منذ عام 2004 حرصاً على التطور بعيد المدى لعلاقات الجانبين في القرن الحادي والعشرين، وخطوة مهمة تهدف الى مواصلة تخطيط التعاون الاستراتيجي بين الجانبين وتعزيز التنمية المشتركة ورسم الخطوط العريضة للتعاون الصيني العربي. مضيفا، أن مشاركة السودان في المنتدى فرصة للتقارب والتفاهم مع عدد من المسؤولين المعنيين بالتعاون العربي ـ الصيني، ومعرفة القطاعات ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين، وأن الفرص التي يمنحها المنتدى لا تشمل الاقتصاد فقط وانما فرص سياسية أيضا، كما يرى أن اللقاء بين العالم العربي والصين كل عامين ليس كافي بحجم الفرص المتاحة بين الجانبين.
وحول كلمة الرئيس الصيني شي جين بينغ في افتتاح المنتدى، قال أسامة فيصل أن الكلمة ذات دلالات مهمة وتحمل الكثير من المعاني والمضامين المهمة للعالم العربي وللتعاون الاقتصادي العربي ـ الصيني، وتناول الكلمة القضية الفلسطينية التي تعتبر أهم قضية في العالم العربي، وتقديم الدعم النمو الاقتصادي وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين، يؤكد الموقف الصيني الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار أسامة فيصل إلى أهمية انشاء وكالة التواصل الإعلامي العربي الصيني التي أعلن عنها شي جين بينغ في كلمته، والتي ستكون إضافة للجانبين لزيادة الترويج ولتواصل بين المؤسسات المختلفة بين الجانبين على راسها جامعة الدول العربية. بالإضافة الى انشاء مكتبة رقمية التي تعتبر مشروعا جبارا يساعد المؤسسات على تطوير وبحوث على تبادل المعلومات والآراء والخبرات واستلهام العبر من تاريخ العالم العربي والصين وكلاهما يزخران بإرث تاريخي كبير، ويمكن استلهام مستقبل مشرق.
وأعرب أسامة فيصل عن تقديره العلاقات السودانية ـ الصينية التي ستحتفل بالذكرى الستين لتأسيسها في فبراير العام المقبل. مؤكدا متانة وتميز العلاقات الثنائية، وأن أصدقاء الماضي هم أشقاء المستقبل والصين ستظل دولة مهمة بالنسبة للسودان ودولة محورية في علاقات الخارجية والدبلوماسية السودانية، وأن العلاقات بين البلدين ستشهد مستقبلا مشرقا في ظل حماس الصين لطرح مبادرة " الحزام والطريق".
وحول مبادرة " الحزام والطريق" والتعاون الاقتصادي والتجاري السوداني ـ الصيني، قال أسامة فيصل، أن المبادرة هامة ويمكن أن تغير وجه اقتصاد الكثير من الدول على طول الطريق، وفرصة عظيمة للدول النامية التي يمكن من خلالها فتح أبواب جديدة للتنمية والحد من البطالة واستكشاف الموارد الكامنة لديها. مضيفا، أن السودان يمكن ان يستفيد من فرصة " الحزام والطريق" بالتحامها مع مبادرة «مشروع الأمن الغذائي العربي» التي أطلقها الرئيس السوداني، عمر البشير، والتي يمكن أن تكون ايضا مبادرة ثلاثية بين الصين والسودان والعالم العربي للاستفادة من إمكانية الصين وتكنولوجيا الزراعية الصينية وراس المال الصيني، كما يمكن أن يعود هذا الالتحام بفوائد للجانبين، حيث يمكن للسودان ان تقدم الموارد وتستفيد من القيمة المضافة التي ستنتج عبر التصنيع في السودان ويمكن للصين تحريك الشركات العامة والخاصة والتكنولوجيا. وهو من اوليات التعاون بين الجانبين في المرحلة القادمة، مؤكدا أن جاهزية بلاده للمواصلة وتكملة مبادرة الأمن الغذائي العربي، التي يعول عليها في الاكتفاء الذاتي للدول العربية من الغذاء.
كما ثمن اسامه فيصل الدور الكبير الذي تلعبه الاستثمارات الصينية في السودان ومساهماتها في دفع عجلة التطور والنمو الاقتصادي السوداني لما تملكه الشركات الصينية من خبرات وتقنيات وتكنلوجيا متقدمة. مضيفا ان السودان أصبح منفتحا على العديد من الاسواق الافريقية والعربية المحيطة به، مشيرا إلى التطوير المستمر لقوانين الاستثمار في لتصبح أكثر مرونة بغرض جذب المزيد من الاستثمارات. موضحا أن التعاون الاقتصادي السوداني ـ الصيني يتوسع يوما بعد يوم ليشمل التعدين، حيث شهدت السودان قفزة في فترة قصير الى أكبر منتج للذهب في افريقيا، وضمن أكبر عشر منتجين للذهب في العالم.
وفي التعاون في مجال النفط، أعلن اسامه فيصل عن الزيارة التي سيقوم بها وزير النفط السوداني في اول زيارة خارجية له للبحث عن زيادة التعاون النفطي بين الجانبين، وفرص إعادة انتاج البترول في جنوب السودان بمشاركة شريكات الصينية وإمكانيات فنية سودانية.