تعليق: آلية التعاون 16+1 تحقق فائدة كبيرة لأوروبا

بكين 5 يوليو 2018/ مع اقتراب موعد لقاء لي كه تشيانغ، رئيس مجلس الدولة الصيني، مع زعماء من 16 دولة في وسط وشرقي أوروبا، في صوفيا ببلغاريا، تتهيأ فرصة ثمينة لتقييم التعاون ضمن آلية التعاون هذه بين الدول الـ16 والصين(16+1).

وعلى ضوء نتائجها الفعلية، من الواضح جدا أن آلية التعاون هذه، التي أطلقت بين الصين وهذه الدول الأوروبية في عام 2012، تحقق الكثير من الفوائد الملموسة لأوروبا.

أولا، وأهم شيء ، تشهد العلاقات التجارية بين الصين ودول وسط وشرقي أوروبا، ومنها 11 دولة بالاتحاد الأوروبي ، تعمقا مطردا.

ووفقا لمعطيات من الجمارك الصينية، بلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين خلال عام 2017، أكثر من 67.98 مليار دولار أمريكي، بزيادة 15.9% على أساس سنوي.

وهذه الخطوة هي أسرع قليلا مما بين الصين والاتحاد الأوروبي، حيث ازدادت بـ15.5% عام 2017. وتجاوزت أيضا معدل النمو الشامل لتجارة الصين مع الخارج، وكان 14.2%.

هذه الأرقام تجعل من الواضح جدا أنه عندما كانت أوروبا على طريق صعب لإعادة إحياء اقتصادها، أسهمت آلية التعاون 16+1 بشكل إيجابي تاما في تلك المساعي .

وهناك ميزة حسنة أخرى لهذه الآلية ألا وهي حفز وتعزيز الترابط بين مناطق واسعة مأهولة جدا في أوروآسيا.

إن دول وسط وشرقي أوروبا، وبفضل موقعها في قلب منطقة أوروآسيا، تعتبر مناطق نقل وتحويل هامة. وعلى أساس آلية التعاون (16+1) هذه، ومبادرة الحزام والطريق الصينية، يشهد الترابط والتواصل بين الصين وأوروبا تطورا ملحوظا.

وتتبوأ قطارات الشحن بين الصين وأوروبا، مركز الصدارة في هذا الصدد. ووفقا لمعطيات من مؤسسة السكك الحديدية الصينية، فإنه حتى منتصف إبريل هذا العام 2018، سافر ما مجموعه 7891 قطار شحن بين الصين وأوروبا.

وتربط شبكات خطوط السكك الحديدية بين 43 مدينة صينية مع 42 مدينة أوروبية، في 14 بلدا. والأكثر من هذا، أصبحت نقليات الشحن بين الصين وأوروبا، أكثر توازنا واستدامة، لأن القطارات تعود من أوروبا وهي محملة بمختلف أنواع السلع وأحدثها.

والميزة البارزة الأخرى في آلية التعاون (16+1) هذه، هي شراكة المنفعة المتبادلة.

وأوضح مثال على هذه الميزة، هو معمل سميديريفو للحديد والصلب، في صربيا، الذي يعتبر مفخرة وطنية لهذا البلد.

هذا المعمل الذي عانى من وضع صعب لسبع سنوات، بدأ إنتاجه وتحقيق منافعه في نهاية عام 2016، بعد 8 أشهر فقط من قيام مجموعة ((HeSteel)) الصينية، بضخ الاستثمارات فيه.

هذه الاستثمارات والمشاركة لم تسهم في الحفاظ على فرص عمل لنحو 5000 محلي فحسب، بل أسهمت أيضا في تحقيق زيادة في عوائد العاملين فيه بالتماشي مع تنامي إنتاجه ومبيعاته.

وهناك نقطة هامة أخرى ألا وهي أن الصين داعم قوي للتكامل الأوروبي، وليس لديها أية نية لاستخدام منصة التعاون(16+1) كأداة جيو- سياسية، لتقسيم أوروبا، كما يتظاهر بالقلق بعض الأوروبيين.

قال زيفادين يوفانوفيتش، وهو خبير صربي في العلاقات الدولية، إن أوروبا مقسمة حول العديد من خطوط الاختلاف ، ولكن ينبغي عليها أن تنظر لداخلها وتحصر مشاكلها في إطارها، بدلا من أن تنظر بعين الشك إلى الصين.

وأضاف أن الصين ليس لديها تقليد تفريق الآخرين حتى تسود عليهم.

وكان وانغ يي، عضو مجلس الدولة ووزير خارجية الصين، قد أشار خلال زيارته لألمانيا في مايو، إلى إن آلية التعاون (16+1) تسهم بشكل إيجابي في تقليل الفجوة ضمن الاتحاد الأوروبي، مؤكدا أيضا على أن اتحاد أوروبي مقسم وضعيف، لا يصب في صالح الصين.

إن النتائج المثمرة لكل هذه السنوات من التعاون ضمن إطار هذه الآلية، قد أثبتت تماما، أن هذه الآلية نعمة لأوروبا. وسيكون اللقاء القادم السابع بين رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ وزعماء دول وسط وشرقي أوروبا، تأكيدا آخر على هذه الحقيقة الناصعة.