في كل يوم، يتم استيعاب هكتارات من الكثبان الرملية المتحركة بإحكام بواسطة حواجز رملية من القش في صحراء تينغر بمنطقة شابوتو من مدينة تشونغوي، التابعة لمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى بشمال غرب الصين.
تضع النساء اللواتي يعملن هنا الحواجز على الرمل بشكل متساو، بينما يستخدم الرجال المجارف لحفر ثقوب في الأرض وملئها بالقش. تثبّت كل كومة من القش على عمق 10 سم تحت الأرض و 30 سم فوق الأرض.
لين تشيفو(يمين)وتشو هونغ من قرية هيلين يصنعون حواجز رملية من القش في صحراء تنغر بشابوتو، التابعة لمنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوي ، شمال غرب الصين ، 11 يونيو 2018.
يقوم تشنغ زيهوا، البالغ من العمر 50 عاماً، وزملائه من القرويين بهذا العمل منذ خمسينات القرن العشرين، ويحافظون على هذه الطريقة الفريدة في مكافحة التصحر حتى الآن.
أثناء العمل، يتعين على النساء ارتداء أقنعة الوجه قبعات كي لاتحترق بشرتهن بأشعة الشمس الحارقة. ويقضي العمال وقت الإستراحة في مكان بسيط: خيمة مؤقتة مرفوعة بأربعة أعمدة من الخشب تحتوي على قطعة من ملاءة السرير والعديد من أكياس الرمل.
في هذا السياق، قال فانغ ون شنغ، سكرتير الحزب في قرية هيلين، إن أكثر من 200 مزارع يعملون في صناعة الحواجز الرملية المصنوعة من القش، ما يمنحهم دخلاً سنوياً يتراوح بين 60 ألف و70 ألف يوان. وقاموا حتى الآن بتغطية 360 ألف مو من الأراضي الصحراوية بالحواجز الرملية منذ إنطلاق برنامج مكافحة التصحر في عام 2013. وهو رقم قريب من الهدف المحدد بـ 420 ألف مو من الحواجز الرملية.
عامل يمشي في الصحراء، ويحمل حزمة من القش.
مع بدء تلاشي الحواجز العشبية تدريجيا، تبدأ النباتات الجديدة في النمو.
تقع شابوتو التي اشتق اسمها من الكثبان الرملية العالية، على الحافة الجنوبية لصحراء تينغر. منذ نصف قرن، إشتهرت شابوتو بجهود مكافحة التصحر عن طريق صناعة الحواجز الرملية على نطاق واسع.
تم إنشاء الحواجز الرملية المصنوعة من القش في البداية، لبناء القسم الصحراوي من سكة حديد باوتو-لانتشو. وكان في ذلك الوقت أمرا غير مسبوق.
في عام 1955، أنشأت الأكاديمية الصينية للعلوم أول محطة صينية للمراقبة الشاملة في شابوتو، وفي العام التالي ، تم إنشاء أول غابة رملية في البلاد.
بعد العديد من المحاولات والإخفاقات، أعتمدت الحواجز الرملية الشطرنج المصنوعة من القش كطريقة رئيسية لإصلاح الرمال عندما فتحت السكة الحديدية أمام حركة المرور.
وقد أشاد خبراء من داخل الوطن وخارجه بمؤتمر الأمم المتحدة المعني بالتصحر في نيروبي في عام 1977 بأسلوب حاجز الرمل. منذ ذلك الحين، جاء الخبراء الأجانب والموظفون الأجانب واحدا تلو الآخر إلى شابوتو لمعرفة الطريقة الفريدة.
وقال تشانغ تشى شان، نائب رئيس مركز أبحاث شابوتو، إن التجربة قد أشارت إلى أن وضع حاجز الرمل فى قش التبن يعد الأنسب، والصديق للبيئة، وفعالا من حيث التكلفة لمحاربة التصحر.
وتوصل مركز الأبحاث إلى أنه من الممكن استعادة البيئة في المناطق الصحراوية في شمال الصين من خلال النباتات التي يزرعها الإنسان.
تم إلى حد الآن، تغطية 155 ألف مو بالحواجز الرملية المصنوعة من القش، وتشجير 145 ألف مو، وإنشاء حزام بطول 60 كم لمنع الرياح وتثبيت الرمال في شابوتو.
تظهر الصورة، عمالا يصنعون حواجز رملية من القش في صحراء تنغر، في 11 يونيو 2018.
رغم كل هذه الجهود، لا تزال هناك طريق طويلة أمام مكافحة التصحر. ووفقا للإحصاءات، فإن الصين بها 2.61 مليون كيلومتر مربع من الصحراء، وهي المساحة الأكبر في العالم، حيث تحتل الصحراء 27.2٪ من مساحة البلاد.
وتتطلع البلاد إلى ترويض 50 % من أراضيها المهجورة بحلول عام 2020 ، وفقاً للمبادئ التوجيهية المتعلقة بدفع بناء الحضارة البيئية الصادرة في عام 2015.
ويعمل العلماء الآن على دراسة طرق دفع خطط مكافحة التصحر، مثل دراسة توازن مياه الصحراء والهيدرولوجيا الإيكولوجية في شابوتو، والتي يعتقدون بأنها حلقة أساسية في الحد من التصحر.