واشنطن 18 يونيو 2018 /قال خبراء أمريكيون إن قرار وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) بتعليق المناورات العسكرية السنوية مع كوريا الجنوبية، يعتبر إشارة حسنة، ولكن عوامل القلق وعدم اليقين لا تزال قائمة، لأن التفاصيل المعنية بالتعليق، مازالت طي الكتمان حتى الآن .
لقد قالت البنتاغون يوم الاثنين إنها قررت تعليق مناورات مخططة تحت اسم رمزي هو ((أولشي حراس الحرية))، كانت مقررة إقامتها في أغسطس ، ولكنها لم تتطرق إلى مدى التعليق وجدوله الزمني.
وقالت كبيرة المتحدثين باسم البنتاغون ، دانا وايت، في بيان إن هذا القرار جاء "متوافقا مع التزام الرئيس (دونالد) ترامب، والتنسيق مع حلفائنا في كوريا الجنوبية."
ولكنها أضافت "لم يتخذ أي قرار يتعلق بمناورات حربية أخرى"، وهذا يعني أنه "ليس له تأثير على تدريبات في المحيط الباسيفيك، خارج شبه الجزيرة الكورية".
إضافة لذلك، أكدت البنتاغون على أن المناورات الحربية، هي "دفاعية"، وهو ما يناقض تصريحات سابقة لترامب قال فيها إن مثل هذه المناورات "مكلفة جدا واستفزازية."
وتعليقا على هذا القرار، قال الباحث البارز في معهد بروكنغز، داريل ويست، إن تأجيل هذه المناورات يظهر أن الولايات المتحدة مشغولة "ببناء الثقة" مع جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية.
لقد التقى ترامب مع الزعيم الأعلى في كوريا الديمقراطية كيم جونغ أون في سنغافورة، في قمة تاريخية يوم 12 يونيو الحالي.
وأضاف ويست "أن الفكرة تتعلق بما إذا كانت أمريكا ستتخذ خطوات لطمأنة كوريا الشمالية(الديمقراطية) حول أمنها من خلال تعليق هذه المناورات، وما إذا كانت ستمضي قدما بخطوات أخرى باتجاه نزع السلاح النووي".
ورغم هذه الخطوات، ولكن ترامب حذر يوم الأحد من أن المناورات المعلقة "يمكن أن تبدأ فورا إذا فشلت المحادثات."
من جانبه، قال تروي ستانغروني، المدير البارز بقسم شئون الكونغرس والتجارة في معهد الاقتصاد الكوري، وهو معهد غير ربحي، مقره في واشنطن، إنه "على المدى القصير، سيكون هناك تأثير قليل على السلام والاستقرار في المنطقة. ولكن إن لم يحدث تقدم في نزع السلاح النووي، بحلول موعد مناورات الربيع العام المقبل، فسيكون لهذا الأمر تأثير أكبر."
ورغم أن ترامب يأمل في أن يعطي كيم "مساحة سياسية" لنزع السلاح النووي، ولكن تعليق المناورات قد لا يغير حسابات بيونغ يانغ، حسب رأي ستانغروني الذي أضاف "لأن الأسلحة النووية تتعلق ببقاء النظام."
قالت كيلسي دافنبورت، مديرة قسم سياسة كبح الانتشار النووي في رابطة السيطرة على السلاح ، وهي منظمة غير حزبية مقرها في واشنطن "إن الاختبار الحقيقي للنجاح يكمن في ما سيحدث لاحقا. وهل ستكون هناك خطوات فعلية ملموسة باتجاه نزع السلاح النووي، أم لا. إن هذا ما سيحدد إن كانت القمة (بين ترامب وكيم) ناجحة أم فاشلة."
وأضافت "من غير المحتمل أن تتخذ كوريا الشمالية (الديمقراطية) خطوات إضافية لوقف أو تفكيك برنامج أسلحتها النووية، بدون تطمينات أمنية من الولايات المتحدة. وحتى يحدث تغيير في الوضع الأمني الإقليمي ، وتتفوق فوائد التخلي عن الأسلحة النووية، على التهديدات القائمة، سيبقى نزع السلاح النووي، غير محتمل.