واشنطن 8 يونيو 2018 /أجرى وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مقابلات مع ثلاث وسائل إعلام أجنبية بشأن قضية شبه الجزيرة الكورية، قال فيها إن الصين لها "بالتأكيد" دور لتلعبه في هذه القضية.
-- الصين لها "بالتأكيد" دور لتلعبه
وفقا لنصوص المقابلات التي قدمتها وزارة الخارجية يوم الجمعة، قال بومبيو خلال المقابلات إن "الصين سيكون لها بالتأكيد دور" في القضايا ذات الصلة، بما في ذلك إنهاء حالة الحرب بشكل نهائي في شبه الجزيرة الكورية.
وذكر بومبيو "تحدوني الثقة تماما بأن الصين ستلعب دورا. وهي في الواقع، تلعب بالفعل دورا الآن".
وأضاف أن الصين أصبحت بالفعل جزءا من ذلك، حيث اجتمع الرئيس الصيني شي جين بينغ والزعيم الأعلى لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جون أون لإجراء مناقشات.
وسوف يتوجه بومبيو إلى الصين يوم 14 يونيو الجاري عقب الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وكيم. وستكون هذه أول زيارة يقوم بها بومبيو للصين بصفته وزيرا لخارجية الولايات المتحدة.
وقال "أتطلع كثيرا إلى زيارتي لبكين. لقد زرت بكين عدة مرات في حياتي من قبل، قبل أن انضم للحكومة، لهذا أتطلع إلى العودة لزيارتها".
وأضاف "أتطلع للقاء كبار القادة الصينيين للتحدث معهم بالضبط عن العلاقات بين بلدينا".
وأشار الدبلوماسي الأمريكي البارز إلى "أنهما اقتصادان كبيران، ومكانان هامان في العالم، وبيننا الكثير من التواصل، وهناك مجالات نواجه فيها تحديات".
"وهناك العديد من المجالات التي ستقوم فيها الصين والولايات المتحدة بأشياء عظيمة معا. وهناك مجالات أخرى يتنافس فيها البلدان"، على حد قوله.
وأضاف "عملنا كدبلوماسيين -- أنا بصفتي وزيرا للخارجية ونظرائي الصينيين -- يكمن في العمل حتى لا تحدث لعبة معادلة صفرية بين بلدينا، حيث يمكننا النجاح معا".
-- أمل في "تحول جوهري" في العلاقات بين الولايات المتحدة وكوريا الديمقراطية
قال بومبيو خلال المقابلات إنه لم يتم الاتفاق بعد على التوقيت الدقيق لنزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية وإجراءاته، ولكن الجانب الأمريكي توقع "تحولا جوهريا" في العلاقات مع كوريا الديمقراطية.
وذكر "هدفنا من القمة واضح جدا: نريد تحقيق علاقات إستراتيجية مختلفة بشكل جوهري بين بلدينا".
وأضاف أن "الرئيس ترامب كان واضحا تماما طوال الوقت بأنه على استعداد إلى أن يقدم لكوريا الديمقراطية الضمانات الأمنية والعلاقات السياسية الدافئة التي تريدها ويطالب بمقابل هذه الإجراءات من كوريا الديمقراطية، ويتمثل ذلك في نزع السلاح النووي بشبه الجزيرة الكورية".
وقال "نأمل في تحقيق تقدم كبير في ذلك بقدر المستطاع خلال القمة". "ومن ثم مع شركائنا الصين واليابان وكوريا الجنوبية -- حيث يمكننا جميعا المضي قدما".
وفيما يتعلق بالجدول الزمني لنزع السلاح النووي، لم يقل بومبيو سوى أن ترامب وكيم سيبحثان ذلك خلال الاجتماع .
وأضاف "أخبرني الزعيم كيم مباشرة أنه مستعد للجلوس مع الرئيس ترامب والتحدث حول كيفية تحقيق عملية نزع السلاح النووي. وسوف تسنح أمامها فرصة لإجراء محادثة شاملة حول ذلك".
"عندما نفكر في نزع السلاح النووي بالكامل، فإنه سيشمل بالتأكيد جميع مواقعها، وليس المعلن عنها فحسب"، حسبما أوضح.
وقال "أتمنى أن يخرجا ببيان يتفقان حوله. ولكن علينا أن ننتظر لنرى"، مضيفا أن "الحل النهائي للمشكلة سيتطلب الكثير من الشركاء الراغبين".
-- الضمانات الأمنية والمساعدات الاقتصادية مرتبطتان ببعضهما البعض
وأشار بومبيو إلى أن ترامب وكيم "سيبدآن في توضيح ما ستكون عليه هذه الضمانات الأمنية، وما يمكننا فعله معا سياسيا لتحقيق علاقات أفضل بين بلدينا، ثم التحدث عن نزع السلاح النووي".
كما قال إن المساعدات الاقتصادية الخارجية والضمانات الأمنية التي ستقدم لبيونغيانغ "مرتبطان ببعضها البعض بشكل لا يصدق".
وأوضح أنه "لكي تحصل كوريا الديمقراطية على الضمانات الأمنية التي تحتاجها، فهي بحاجة إلى معرفة أن لديها اقتصاد -- مسار قابل للتطبيق على الصعيد الاقتصادي...وإنه من الصعب فصل تلك الضمانات وذلك المسار عن بعضهما البعض"، مضيفا أنه يتصور أن العديد من الدول، بالإضافة إلى جيران كوريا الديمقراطية، سترغب في المشاركة في تنميتها الاقتصادية ، "إذا نجحنا في سنغافورة".
وأضاف أنه "من المتوقع أن تقدم دول المنطقة الدعم المالي المبدئي لذلك؛ ولكن مع مرور الوقت، سنأمل، شأننا شأن البلدان الأخرى في المنطقة، في أن تتمكن من تحقيق فيما وصفته بالضبط -- كوريا ديمقراطية متواصلة مع الآخرين وآمنة وسالمة دون مساعدات خارجية".
وأوضح أن "ذلك سيتمثل في انفتاح البلاد، وترابطها مع الآخرين، وقدرتها على تحقيق الرخاء اعتمادا على نفسها".
ولكن المساعدات الخارجية، "التي تشبه إلى حد كبير الانفتاح الاقتصادي الذي سيتم، لن تحدث إلا في الوقت الذي نكون فيه قد أكملنا نزع السلاح النووي".
كما أكد مجددا أن العقوبات الأمريكية على كوريا الديمقراطية لن ترفع "حتى يحين الوقت الذي تكتمل فيه عملية نزع السلاح النووي نفسها".
وقال إن "الإغاثة الاقتصادية، والإغاثة من العقوبات...لا يمكن أن تتم حتى نشهد إجراء حقيقيا، وتغيرا حقيقيا من جانب كوريا الديمقراطية".