كابول 8 يونيو 2018 / قال الرئيس الأفغاني، محمد أشرف غني، إن منظمة شانغهاي للتعاون هي منصة مهمة للتعاون في مجال مكافحة الإرهاب وتعزيز الربط الإقليمي.
وأدلى غني بهذه التصريحات في مقابلة خاصة قبيل توجهه إلى الصين لحضور فعاليات القمة الـ 18 لمنظمة شانغهاي للتعاون، التي ستعقد يومي السبت والأحد، في مدينة تشينغداو الساحلية شرقي الصين.
وأفاد غني "أتطلع إلى قمة تشينغداو. ونأمل في الحصول على دعم في ناحيتين مهمتين، الأولى هي الربط الإقليمي والثانية هي التهديد المشترك، الذي هو الإرهاب"، مضيفا أن الدول المشاركة في منظمة شانغهاي للتعاون "بحاجة إلى التحرك لتعزيز تعاوننا".
وتعد أفغانستان دولة مراقبة في منظمة شانغهاي للتعاون.
وقال الرئيس الأفغاني إن تحسين مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري داخل الكتلة الإقليمية سيكون محور النقاش خلال قمة تشينغداو.
وأوضح غني أن "هدفنا حاليا هو تحويل أفغانستان إلى جسر بري بين شرق آسيا وآسيا الوسطى وغرب آسيا وجنوب آسيا"، مشيرا إلى أن بلاده تمثل اختصارا يربط بين آسيا الوسطى وجنوب آسيا وغرب آسيا، وأنها كانت ذات مرة مركزا مهما على طريق الحرير القديم أيضا.
وفيما يتعلق بـ "روح شانغهاي"، التي تتضمن المبادئ التوجيهية لمنظمة شانغهاي للتعاون، قال غني إنه مظهر من مظاهر الإرادة المشتركة للدول الأعضاء في المنظمة.
وتتميز "روح شانغهاي"، التي اُعتمدت في عام 2001 حينما تأسست المنظمة، بالثقة المتبادلة والمنفعة المتبادلة والمساواة والتشاور واحترام الحضارات المتنوعة والسعي لتحقيق التنمية المشتركة.
وحول التعاون الأمني داخل منظمة شانغهاي للتعاون، لفت غني إلى أن أفغانستان تقاتل على خط المواجهة في الحرب ضد الإرهاب، قائلا "نحن نقاتل ونموت نيابة عن جيراننا".
وفي معرض حثه على ضرورة التوافق واتخاذ إجراءات مشتركة لمكافحة الشبكات الإرهابية، قال الرئيس الأفغاني إن بلاده، كدولة مراقبة في منظمة شانغهاي للتعاون، يتعين أن ترفع مستوى التعاون مع الدول الأعضاء من أجل العمل سويا على حماية الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب.
وفي الوقت نفسه، أشار غني إلى أن تقديم الدعم لأفغانستان سيساعد في تهيئة الظروف لمنع انتشار الإرهاب، قائلا إن "دعم أفغانستان ... هو دعم مستقبلكم أنتم".
ومن أجل تسهيل إحلال السلام والاستقرار في أفغانستان، تم تأسيس مجموعة الاتصال بين منظمة شانغهاي للتعاون وأفغانستان في عام 2005 كآلية تشاور بين المنظمة وهذا البلد. وترأست الصين اجتماع المجموعة على مستوى نواب وزراء الخارجية في بكين يوم 28 مايو الماضي، مما يظهر اهتمام المنظمة المتزايد بقضية أفغانستان.
وقال الرئيس إنه يتطلع إلى "العمل بجدية" مع الشركاء الإقليميين للبحث عن ما وصفه بـ "طريقة جديدة لتنفيذ البنى التحتية"، والتي يتوقع أن تشمل مشروعات نقل الطاقة وبناء السكك الحديدية واتصالات الألياف الضوئية، وكذلك بناء خطوط أنابيب النفط والغاز.
أما بالنسبة لآفاق التعاون بين أفغانستان والصين في إطار منظمة شانغهاي للتعاون، أفاد غني أن الصين كثاني أكبر اقتصاد العالم تعد محركا للاقتصاد الآسيوي. وأشار إلى أنه زار العديد من المقاطعات الصينية وأُعجب بشدة بإنجازات التنمية في الصين.
وقال الرئيس "نود كثيرا التركيز على السوق الصينية الضخمة. فالصين، على سبيل المثال، لديها طلب كبير على الرخام، بينما لدى أفغانستان أكثر من 40 نوعا من الرخام"، مضيفا أنه من خلال تصدير البضائع إلى الصين، فإن أفغانستان سوف تعزز التنمية الاقتصادية الخاصة بها، والتي بدورها تفضي إلى تحقيق الاستقرار الاجتماعي.
وأوضح غني أن بلاده والصين تشهدان تبادلات شعبية متكررة على نحو متزايد في السنوات الأخيرة. وتظهر إحصاءات أن الصين قامت بتدريب أكثر من 2300 أفغاني متخصص في مختلف المجالات منذ عام 2015، ومن المقرر أن يبلغ عدد المتدربين 1000 شخص على الأقل لهذا العام.
علاوة على ذلك، قدمت الصين منحا دراسية لأكثر من 150 طالبا أفغانيا في عام 2017، ويوجد حاليا 307 طلاب أفغان يدرسون في الصين.
ولفت غني إلى أن البلدين يعملان على توسيع نطاق التبادلات الشعبية، كون ذلك يساهم في تعزيز التفاهم والثقة المتبادلين.