مينسك 29 مايو 2018/اختتم وانغ تشي شان، نائب الرئيس الصيني، زيارة لبيلاروس يوم الثلاثاء ، بالتوصل لتوافقات قوية حول المزيد من توطيد العلاقات الثنائية وتعميق التعاون الفعلي المتبادل المنفعة.
وخلال الزيارة، التقى وانغ بالرئيس البيلاروسي اليكساندر لوكاشينكو، وأجرى محادثات مع رئيس الوزراء اندريه كوبياكوف، الذي أجرى مراسم ترحيب بنائب الرئيس الصيني الزائر.
وخلال لقائه مع لوكاشينكو، نقل إليه وانغ التحيات المخلصة والتمنيات الطيبة من الرئيس الصيني شي جين بينغ، قائلا إن شي يتطلع قدما لحضوره(لوكاشينكو) للقمة المقبلة لمنظمة شانغهاي للتعاون، في الصين، ولقائه مرة أخرى، وهو ما سيعطي دفعة حيوية جديدة للعلاقات الصينية-البيلاروسية .
وأكد وانغ أن شي يعلق أهمية كبرى على العلاقات بين الصين وبيلاروس ، مضيفا أنه بفضل التوجيه من رئيسي البلدين، ظلت العلاقات الثنائية تسير على أعلى المستويات خلال السنوات الأخيرة.
وأشار وانغ إلى أن البلدين قد أقاما شراكة استراتيجية شاملة تتميز بالثقة المتبادلة والتعاون المزدوج المنفعة، حيث فتحت آفاقا واسعة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات .
وأضاف أن الصين وبيلاروس تتمتعان بثقة سياسية متوطدة باستمرار، وتتمسكان بنفس المواقف أو متشابهة، حول القضايا الرئيسية عالميا وإقليميا، وتدعمان بقوة بعضهما البعض في قضايا تتعلق بالمصالح الجوهرية والاهتمامات الأساسية لكل منهما.
وأوضح أن بكين تحترم طريق التنمية الذي اختارته بيلاروس تماشيا مع ظروفها الوطنية، وهي سعيدة للمنجزات التي حققتها مينسك في الحفاظ على الاستقرار السياسي ودفع التنمية الاقتصادية - الاجتماعية ، تحت القيادة الحكيمة للوكاشينكو، مضيفا أن الصين تدعم بيلاروس للعب دور هام لدفع الأمن والاستقرار الإقليمي .
ومضى وانغ يقول إنه بفضل الجهود المشتركة للبلدين، ينمو التعاون الثنائي القائم على الفوز المشترك بشكل مطرد من حيث النطاق والعمق ليغطي مجالات مثل الاقتصاد والأمن والتبادلات الشعبية ويتسع على المستويات الوطنية والمحلية، مضيفا أن الثمرة الغنية للتعاون الثنائي زادت من إثراء الشراكة بين الصين وبيلاروسيا .
واقترح أن يواصل الجانبان تعزيز الثقة السياسية المتبادلة ويتكاتفان لبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك، وأن يعملا أيضا على الدمج بين مصالحهما بصورة أكثر إحكاما وتحقيق الربط بصورة أوثق بين خططهما للتنمية الاقتصادية ، من أجل تحقيق تنمية وازدهار مشتركين.
وقال إن المنطقة الصناعية الصينية - البيلاروسية ، وهي منطقة اقتصادية خاصة طورها البلدان معا في منطقة مينسك، تعد مشروعا رئيسيا يدفعه الرئيسان بشكل شخصي، وحققت حتى الآن تقدما مشجعا، داعيا إلى بذل جهود منسقة لبنائها لتصبح مشروعا تعاونيا تاريخيا ضمن إطار مبادرة الحزام والطريق.
وأضاف أن الصين ترحب بمشاركة بيلاروس في معرض الصين الدولي للاستيراد ، الذي سيعقد في وقت لاحق من هذا العام في شانغهاي.
وحول آلية منظمة شانغهاي للتعاون، ذكر وانغ أن الصين تقدر مشاركة بيلاروس كمراقب في المنظمة، وستواصل دعم اضطلاع مينسك بدور بناء في دفع تنمية المنظمة.
من جانبه، طلب لوكاشينكو من وانغ أن ينقل خالص تحياته وأطيب تمنياته إلى شي، قائلا إنه يتطلع إلى حضور قمة منظمة شانغهاي للتعاون ولقاء الرئيس الصيني مرة أخرى.
وأشار الرئيس إلى أن البلدين يتمتعان بصداقة عركتها الأيام ، ويثقان ببعضهما البعض، ويتعاملان مع بعضهما على قدم المساواة، مضيفا أن بيلاروس تعد شريكا إستراتيجيا يمكن للصين أن تثق به تماما.
وأضاف أن الجانب البيلاروسي يثمن ويدعم الرؤية التي طرحها شي والمتمثلة في بناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية فضلا عن مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها شي، وعلى استعداد للتعاون مع الصين لتحقيق التلاحم بين إستراتيجياتهما التنموية وتحويل المنطقة الصناعية الصينية - البيلاروسية إلى لؤلؤة على الحزام الاقتصادي لطريق الحرير، وهو الجزء البري من المبادرة.
وقال إن بيلاروس تستعد بشكل نشط للمشاركة في معرض الاستيراد المرتقبة إقامته في الصين، وترغب في تسريع التعاون مع الصين داخل إطار منظمة شانغهاي للتعاون.
وخلال محادثاته مع كوبياكوف، نقل إليه وانغ التحيات والتمنيات الطيبة من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ، مؤكدا أن التعاون العملي هو الميزان الداعم للعلاقات الثنائية.
وفي معرض إشارته إلى أن التعاون والتبادلات بين الجانبين في مختلف المجالات تستمر في تقدمها وطرح ثمارها، أكد وانغ على ضرورة أن يعمل الجانبان على تطبيق التوافقات التي تم التوصل إليها بين الرئيسين، والتفعيل التام لآليات مثل اللجنة التعاونية بين الحكومتين، والعمل بصورة مشتركة لتحديد الأولويات والمجالات الرئيسية.
وأضاف أن الجانبين بحاجة لتوسيع التجارة البينية بطريقة أكثر توازنا، ودفع التعاون في الاستثمار والمالية والابتكار، والدفع الحريص لتقدم المشاريع الرئيسية حتى تظهر فوائدها بأقصى قدر ممكن.
إضافة لذلك، دعا نائب الرئيس الصيني إلى المزيد من التبادلات بين الشعبين والتبادلات المحلية من أجل تعميق الفهم المتبادل والصداقة بين الشعبين.
من جانبه، طلب كوبياكوف من وانغ أن ينقل أصدق تحياته وتمنياته إلى رئيس مجلس الدولة الصيني، مؤكدا على أن البلدين يتمتعان بإمكانيات هائلة لمزيد من التعاون الاقتصادي والتجاري.
وأكد أن بيلاروسيا ملتزمة بتعميق التعاون العملي الثنائي والعمل مع الصين لدفع التجارة البينية وتحسين الهيكل الاقتصادي، وتسهيل استثمارات الشركات الصينية في بيلاروس .
لقد وصل وانغ إلى العاصمة البيلاروسية مينسك يوم الأحد ، في ثاني محطة بأول جولة خارجية له بمنصبه كنائب للرئيس الصيني. وخلال جولته التي شملت دولتين، التقى بمحطته الأولى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحضر منتدى بطرسبرغ الاقتصادي العالمي الـ22، في "العاصمة الشمالية" لروسيا.