طوكيو 9 مايو 2018 /ضخت الصين واليابان وكوريا الجنوبية ثقة جديدة في النمو العالمي اليوم (الاربعاء) عبر التأكيد مجددا على التزامها بالعولمة الاقتصادية وتحرير التجارة والاستثمار.
وتعهد كل من رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي ورئيس كوريا الجنوبية مون جاي-إن بذلك خلال اجتماع ثلاثي، الأمر الذي يمنح دعما قويا للتجارة الحرة في مواجهة تيار الحمائية المتصاعد في العالم.
التعهد بالتنمية المشتركة
خلال الاجتماع، الذي يمثل استئنافا لآلية اجتماع القادة الثلاثية عقب توقف دام عامين ونصف العام، اتفقت الأطراف الثلاثة على الاجتماع بشكل منتظم من أجل توسيع مصالحها المشتركة وإدارة الخلافات بينهما.
وقال رئيس مجلس الدولة الصيني إن الصين واليابان وكوريا الجنوبية 3 اقتصادات كبيرة في العالم، وكل بلد يمثل شريكا رئيسيا للبلد الآخر في التعاون التجاري والاقتصادي، مضيفا أن البلدان الثلاثة تتحمل مسؤوليات كبيرة خاصة بتعزيز التنمية الإقليمية وتوجيه التكامل الاقتصادي الإقليمي وحماية الاستقرار والسلام الإقليميين.
وقال لي إن تعزيز التعاون الثلاثي لا يفي فقط بحاجات البلدان الثلاثة وإنما يتفق أيضا مع تطلعات المنطقة والمجتمع الدولي على وجه العموم.
من جانبه، تعهد آبي بالتزام طوكيو بالتجارة الحرة، موضحا أن البلدان الثلاثة، بوصفها بلدانا تجارية رئيسية في العالم، تدعم جميعها التجارة الحرة والأسواق المفتوحة.
وحث آبي الدول الثلاث على التوصل إلى قواعد تجارية رفيعة المستوى تتوافق مع الظروف الراهنة للقرن الـ21.
في السياق ذاته، وصف مون الدول الثلاث بأنها شركاء تعاون لا ينفصمون، مضيفا أنه يأمل في إثراء محتوى التعاون الثلاثي.
ويأتي الاجتماع الثلاثي في وقت تتراجع فيه بعض الدول المتقدمة عن التجارة الحرة وتهدد بزيادة التعريفات الجمركية على منتجات البلدان الأخرى.
وقال تاتسوهيكو يوشيزاكي، كبير الاقتصاديين في معهد سوجيتز للبحوث باليابان، إنه في ضوء هذه الحقيقة، تستطيع الصين واليابان وكوريا الجنوبية أن تصبح قوى هامة لتعزيز تحرير التجارة.
وتابع "العالم بحاجة إلى المزيد من الأصوات التي تعبر عن حقيقة أن التجارة ليست لعبة صفرية، لكنها (تعاون) متبادل النفع."
اتفاقية تجارة حرة ثلاثية
بالإضافة للاجتماع، حضر القادة أيضا قمة أعمال وعقدوا مؤتمرا صحفيا.
وتعهد الزعماء بتسريع المفاوضات الخاصة بصياغة اتفاقية تجارة حرة ثلاثية، وتحقيق الشراكة الاقتصادية الاقليمية الشاملة خلال وقت قريب.
واقترح رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا أن تتعاون الصين واليابان وكوريا الجنوبية في تعزيز بناء المجموعة الاقتصادية لشرق آسيا وأن تتحد البلدان الثلاثة على نحو أكثر قوة لحماية نظام التجارة الحرة متعدد الأطراف القائم على القواعد.
وأشار لي إلى أن مبادرة الحزام والطريق تخلق مساحة جديدة للتعاون الثلاثي، مضيفا أن بوسع الأطراف الثلاثة تنفيذ التعاون في إطار "الصين-اليابان-كوريا الجنوبية + X".
واقترح لي أن تقوم البلدان الثلاثة بتنفيذ مشروعات من هذا النمط في إطار التعاون في القدرات الانتاجية وتخفيف حدة الفقر وإدارة الكوارث وتوفير الطاقة، من أجل تعزيز تنمية البلدان الأخرى في المنطقة.
وقال جين جيان مين، زميل بارز في معهد فوجيتسو للبحوث في طوكيو، إن الإرادة السياسية للدول الثلاث لتسريع محادثات اتفاقية التجارة الحرة والشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة ستعمل بالتأكيد على ضخ طاقة إيجابية من أجل تعزيز التكامل والنمو الإقليميين ومن أجل الحفاظ على توجه تحرير التجارة والاستثمار.
فرص جديدة للتعاون
وقال لي خلال قمة الأعمال إنه فيما يخص توسيع التعاون في مجال الاستثمار والقدرة الصناعية، تتمتع كل دولة بمميزات، مؤكدا على ان فرص التعاون بينها كبيرة.
وأكد لي أن بكين مستعدة للعمل مع طوكيو وسول من أجل تعزيز التعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي والحماية البيئية والخدمات الطبية والصحية.
وأشار لي إلى أن العام المقبل سيوافق الذكرى الـ 20 لإطلاق آلية التعاون الصين-اليابان-كوريا الجنوبية. وحث لي شركات البلدان على التعاون ليس فقط من أجل تحقيق المكاسب للبلدان الثلاثة وإنما أيضا لتوفير قوة دافعة جديدة للنمو الاقتصادي العالمي.
وقال آبي إن استئناف التعاون الثلاثي يخلق فرصا جديدة للتنمية الاقتصادية للبلدان الثلاثة وللتعاون متبادل الربح بينها.
وحث آبي على المزيد من التبادلات الشعبية والمزيد من التعاون في مجالات المالية والبحث العلمي والتنمية التكنولوجية، فضلا عن معالجة مشكلة شيخوخة السكان.
وأشار رئيس كوريا الجنوبية إلى أن شبه الجزيرة الكورية تمر بمنعطف هام يتجه نحو السلام، مؤكدا أن هذا سيخلق المزيد من الفرص التجارية.
وحث مون الأطراف الثلاثة على تعزيز التعاون في مجالات البحث والتطوير والطاقة والخدمات الطبية والحماية البيئية وتخفيف حدة الكوارث، لتحقيق منافع ملموسة لشعوب البلدان الثلاثة.