بكين 6 مايو 2018/بسبب الفانيلة البيضاء التي يرتديها وتحمل صورة رأس كارل ماركس، من السهل معرفة البروفيسور الاسترالي رولاند بوير. يقول تلاميذه إن ما يبدو عليه هو الصورة المحببة إليه.
لقد منح بوير، وهو بروفيسور في قسم الإنسانيات والعلوم الاجتماعية بجامعة نيوكاستل الاسترالية ، جائزة شهيرة هي جائزة إيساك وتامارا، وهي أعلى جائزة في الأكاديمية الماركسية.
التقى بمراسلين من وكالة أنباء ((شينخوا)) هنا في بكين مؤخرا، قبيل الاحتفال بالذكرى الـ200 لميلاد كارل ماركس، أحد أهم المفكرين في التاريخ الحديث.
ورغم أنه لا يتحدث الكثير من الصينية، ولكنه يستطيع أن ينطق بوضوح عبارات باللغة الصينية مثل "تصيين الماركسية" و "الإصلاح والانفتاح " و "اقتصاد السوق الاشتراكي" و"تقليل الفقر" و"التناغم مع التنوع "، وغيرها.
ولد بوير عام 1961، وكان والده وزيرا في كنيسة مشيخية، وأظهر رغبة لدراسة التحليل الماركسي للظواهر الاقتصادية والاجتماعية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير، وحول ذلك يقول "لقد ظل ماركس جزءا من عملي منذ تلك المرحلة، ولأكثر من 30 عاما".
وخلال هذه الفترة وما شهدته من تطورات اقتصادية واجتماعية وغيرها ، أظهر بوير رغبة مرة أخرى في دراسة الماركسية والاشتراكية ، وخاصة في الصين. ويوضح قائلا "إن النظام الرأسمالي يجعل الأغنياء أغنى ، ولذلك يبقى الفقراء على حالهم."
ويشير إلى أن الاشتراكية تعني أنه "يجب تحسين حياة الجميع وليس حياة مجموعة محددة"، مضيفا أن تفوق الاشتراكية يكمن في تركيزها على العدالة والمساواة للجميع.
وفي معرض إشارته إلى الحملة التي تشنها الصين للقضاء على الفقر، يقول بوير "اعتقد أن حكمة سياسة الإصلاح والانفتاح في الصين تتجسد في إدراك أهمية هذا التفوق."
تشير الإحصائيات إلى أن الصين تمكنت من انتشال 700 مليون مواطن من الفقر خلال 40 عاما من الإصلاح والانفتاح ، وهو إنجاز غالبا ما يوصف بأنه الأعظم في مجال حقوق الإنسان في الأزمنة الحديثة. ويؤكد بوير على أن العديد والعديد من الدول يهتم حاليا بالنموذج الصيني "الذي يركز على التخطيط والاستقرار البعيدي الأمد."
ويوضح قائلا "حتى في أوروبا، هناك اليونان وهنغاريا وصربيا، وهي دول ظلت تعتبر مهمشة في أوروبا، تعمل حاليا على النموذج البديل الذي أظهرته الصين."
وعلى ضوء إعجابه بالتجربة الصينية، يمضي بوير ستة أشهر سنويا في زيارة الصين، حيث يلقي محاضرات في جامعة الشعب الصيني(رنمين)، ويشرف على برنامج بحوث يسمى "الاشتراكية في السلطة" بالتعاون مع العديد من المعاهد والجامعات الصينية البارزة.
قال لـ((شينخوا)) إنه لم يتخيل أبدا في الماضي أنه سيهتم بالصين بهذه الصورة، مؤكدا "لم تكن هناك خطة لذلك، ولكني وجدت نفسي منجذبا إليها."
أشار بوير إلى أن أكثر ما يعجبه في الصين هو إبداع الصين لاقتصاد السوق الاشتراكي والديمقراطية الاشتراكية وتصيينها للماركسية. ويؤكد أن كل بلد يمكنه أن يطور مقاربته الخاصة للتعامل مع القضايا الكونية.
وفيما يتعلق بتطور الماركسية في الصين، قارنها بوير بشجرة تضرب جذورها في أنواع مختلفة من التربة، ثم تنمو بنفسها.
ويقول إنه ظل يتابع عن كثب تطور فكر شي جين بينغ حول الاشتراكية ذات الخصائص الصينية للعصر الجديد، مضيفا أنه درس فعلا أعمال الرئيس شي، قبل المجلد الأول لأفكار شي، والمعنون "حول الحكم والإدارة" في الصين. وأوضح قائلا "شي يتخذ خطوة أخرى على ضوء أحوال الصين وتاريخها وثقافتها والتطورات الأخيرة، والماضي الطويل."
في الحقيقة، أن بوير هو واحد من العديد من الاستراليين المعجبين بالصين، وأضاف في حديثه مع ((شينخوا)) أن هناك تحولا بالأجيال في استراليا، حيث يزداد الإعجاب بالتجربة التنموية الصينية، بين الشباب.
ويضحك عند سماع أنه من جيل الشباب، ويشير إلى أنه أقرب إلى "كبار السن".