人民网 2018:05:05.10:53:05
الأخبار الأخيرة
الصفحة الرئيسية >> العالم العربي
أخبار ساخنة

أخبار بصور

ملفات خاصة

تحقيق: "مسيرات العودة" تجبر مستشفيات غزة على إخلاء مبكر للجرحى وسط نقص حاد للأدوية

2018:05:05.10:37    حجم الخط    اطبع

غزة 4 مايو 2018 /في مجمع الشفاء الطبي في غزة، أكبر مستشفى حكومي في القطاع المحاصر، تم إخلاء الشاب الفلسطيني قاسم العشي، أحد مصابي مواجهات "مسيرات العودة الكبرى" مع الجيش الإسرائيلي في المناطق الشرقية الحدودية قبل تماثله للشفاء بالكامل لإفساح المجال لغيره من الجرحى المتوقعين.

ويقول مسؤولون محليون إن المستشفيات الحكومية في قطاع غزة تعاني جدولا مزدحما للغاية لعلاج جرحى مواجهات مسيرات العودة المستمرة للأسبوع السادس على التوالي.

ويتم إخراج الكثير من الجرحى حتى لو لم يتم تماثلهم للشفاء بالقدر المطلوب بحلول يوم الخميس قبل يوم من موجة الاحتجاجات الواسعة التالية لإفساح المجال أمام دفعة جديدة من المصابين.

ويقول العشي (19 عاما) لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن الأطباء أبلغوه بعد خمسة أيام من تلقيه العلاج في مجمع الشفاء بضرورة مغادرة المستشفى رغم أن حالته مازالت متدهورة.

ويضيف أنه خلال أيام تلقيه العلاج في المستشفى عانى من تداعيات نقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ما تسبب في سوء حالته وتأخر تماثله للشفاء.

وأصيب العشي الجمعة الماضية بعيار ناري متفجر في قدمه خلال مسيرات العودة وخضع لعملية جراحية عاجلة، بما في ذلك نقل وحدات دم لتعويض النزيف لديه، حسب ما يقول.

ويوضح أن الإصابة أدت إلى تهتك في الأنسجة وتفتت في العظام وتقطع في الأوردة في قدمه، لكن ما زاد من معاناته عدم توفر مضاد حيوي في المستشفى قادر على تخفيف آلامه.

وبحسب العشي، فإنه اضطر منذ اليوم الأول من إصابته إلى شراء احتياجاته من الدواء على حسابه الشخصي من خارج المستشفى بسبب النقص الشديد في الأدوية كما أبلغه الأطباء.

وتشكو والدته رباب (45 عاما) من أن شراء الأدوية شكل عبئا إضافيا على نجلها المصاب، في وقت تتخوف فيه من أن يطول أمد حاجة ابنها للعلاج ومن كيفية تدبير احتياجاته للأدوية.

ويتظاهر الفلسطينيون للجمعة السادسة على التوالي منذ 30 مارس الماضي على الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل في إطار حركة احتجاج أطلقوا عليها اسم "مسيرات العودة الكبرى".

وقتل 45 فلسطينيا غالبيتهم العظمى بالرصاص الحي وأصيب أكثر من سبعة ألاف آخرين خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي منذ بدء مسيرات العودة.

ولا يختلف حال الشاب مهند اسليم (19 عاما) عن العشي، في تحمل نفقة توفير مستلزمات علاجه على حسابه الخاص بسبب الأزمة المتواجدة في توفير الدواء الملائم له.

وأصيب اسليم على حدود غزة الشرقية برصاص حي متفجر اخترق قدمه اليمنى مرورا باليسرى ليترك فيها فتحه كبيرة، وتحتاج حالته إلى علاج مكثف طويل بحسب الأطباء.

ورغم صعوبة حالته فإن اسليم تفاجأ بتأجيل عمليتين جراحيتين كانتا مقررتين له بسبب الضغط الهائل على غرفة العمليات في مجمع الشفاء الطبي.

ويشكو الشاب الفلسطيني ل(شينخوا) من وجع مستمر في قدميه وتدهور بالغ في حالته الصحية خاصة في ظل نقص الأدوية التي من الممكن أن تخفف آلامه في ظل سوء أوضاعه الاقتصادية.

وحذرت وزارة الصحة في غزة التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من انهيار وشيك للقطاع الصحي في ظل النقص الشديد وغير المسبوق للأدوية والمستلزمات الطبية.

وقال وكيل الوزارة يوسف ابو الريش، في مؤتمر صحفي عقده في مجمع (الشفاء) الطبي، إن "الوزارة دخلت مرحلة هي الأسوأ نتيجة تفاقم أزمات القطاع الصحي ونفاد 50 في المائة من الأدوية الطبية، مشيرا إلى أنها الأزمة الأخطر منذ سنوات".

وأوضح ابو الريش أن نسبة العجز في الأدوية وصل إلى 50 في المائة والمستهلكات الطبية 27 في المائة و58 في المائة في مواد المختبرات وبنوك الدم.

وأضاف أن "الوضع يزداد سوءا بسبب الاستنزاف المستمر لأدوية الطوارئ جراء الاعتداءات الإسرائيلية بحق المتظاهرين الفلسطينيين المشاركين في مسيرات العودة على طول الحدود الشرقية للقطاع".

ويقوم على مسيرات العودة لجنة تنسيقية تضم فصائل فلسطينية وجهات حقوقية وأهلية.

وأدت مواجهات مسيرات العودة إلى ضغط شديد على عمل سبعة مستشفيات حكومية تتلقى حالات الطوارئ في القطاع من أصل 12 مستشفى حكومي، بحسب الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة.

ويوضح القدرة ل(شينخوا) أن المستشفيات السبعة "تكافح لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الجرحى وما يحتاجونه من طاقات بشرية واختصاصات تحديدا في الأوعية الدموية والعظام إلى جانب لوازم العمليات التي تتم بالمئات".

ويحذر من أن مخزون المستشفيات من الأدوية والمستهلكات الطبية معرض للنفاد الكلي خلال أيام قليلة جدا بفعل الضغط الهائل في التعامل مع حالات الإصابات، ما يهدد بانتهاء كلي للمخزون الحكومي من الأدوية والمستهلكات الطبية مثل المحاليل والمطهرات والمضادات الحيوية والوريدية.

ويشير القدرة إلى توجيه وزارة الصحة في غزة خلال الساعات الأخيرة نداءات عاجلة إلى المنظمات الدولية المختصة لتعويض النقص الحاصل في المستشفيات الحكومية في قطاع غزة.

بدوره، يحذر مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة محمود ضاهر، من خطورة تدهور القطاع الصحي في غزة بسبب الضغط الشديد على المستشفيات الحكومية ونقص الأدوية.

ويقول ضاهر ل(شينخوا) "إن وضع تقديم الخدمات الصحية في غزة في تردي مستمر بسبب الصعوبات التي يواجهها القطاع الصحي وعجز في الأدوية والمستهلكات الطبية بأكثر من 45 في المائة من الأدوية الأساسية وأكثر من 30 في المائة من المستهلكات الطبية".

ويشير كذلك إلى أن تواصل أزمة انقطاع الكهرباء تزيد مصاعب عمل المستشفيات الحكومية وتجبرها على استنفاد كميات أكبر من الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية.

ويؤكد ضاهر أن منظمة الصحة العالمية تبذل جهودا لحث المجتمع الدولي على تقديم المزيد من العون للمستشفيات الحكومية في غزة كما نسقت لمشاريع بملايين الدولارات لتوفير مستلزمات وأدوية ومعدات طبية وتقديم الخدمات التدريبية في حالات الطوارئ.

لكنه يشدد على أن الدعم المقدم حتى الآن غير كاف للوفاء باحتياجات القطاع الصحي في غزة، خاصة أن موازنة مستلزمات الأدوية لمستشفيات القطاع تزيد عن 40 مليون دولار سنويا، وهو ما يستوجب المزيد من التعاون الدولي.

ومن المتوقع أن تستمر حركة الاحتجاج الحالية حتى حلول ذكرى النكبة في منتصف مايو الجاري للمطالبة "بحق العودة" للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا أو طردوا من أراضيهم أو غادروها خلال الحرب التي تلت إعلان قيام إسرائيل في 14 مايو 1948.

/مصدر: شينخوا/

الكلمات الرئيسية

الصينالحزب الشيوعي الصينيشي جين بينغالصين والدول العربيةصحيفة الشعب اليوميةالثقافة الصينيةكونغفوشيوسالعلاقات الدولية كونغفوالأزمة السوريةقضية فلسطينالمسلمون الصينيونالإسلام في الصين

الصور

السياحة في الصين

الموضوعات المختارة

المعلومات المفيدة

arabic.people.cn@facebook arabic.people.cn@twitter
×