هافانا 19 إبريل 2018/ أعرب الرئيس الكوبي راؤول كاسترو يوم الخميس عن ثقته بأن القادة الجدد للجزيرة سيواصلون المضي على طريق الثورة الاشتراكية التي أطلقها فيدل كاسترو عام 1959.
وفي حديثه عن الرئيس الجديد، ميغيل دياز-كانيل، سلط كاسترو الضوء على إخلاص خليفته للثورة والحزم السياسي.
وقال كاسترو، الذي سيبقي الأمين الأول للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي الحاكم حتى عام 2021، إن "انتخاب دياز-كانيل ليس صدفة. ليس لدينا شك في أنه سينجح بشكل كامل في أداء مهمته بسبب فضائله وخبرته وتفانيه في العمل".
وفي خطابه أمام المشرعين في البرلمان الكوبي، قدر كاسترو أعمال دياز-كانيل عندما كان أمينا أول للحزب في ولايات هولغوين وفيلا كلارا، ووزيرا للتعليم العالي، ونائبا أول للرئيس.
وفيما يتعلق بنائب الرئيس الأول الجديد سلفادور فالديز ميسا، أشاد الرئيس السابق بعمله كزعيم وحدوي وحزبي خلال العقود السابقة.
وأصر كاسترو على أن التوجه الجديد للدولة سيركز على مهمة ضمان تعاقب الأجيال وضمان مواصلة الاشتراكية.
وكما قال كاسترو "يجب عليهم أن يهتموا أكثر بالشباب، لإعدادهم بشكل جيد لتولي المناصب الأعلى في التوجه السياسي للدولة".
وشدد على أن عملية الانتخاب، التي اختتمت الخميس، حصلت على دعم المواطنين الكوبيين من خلال مشاركتهم الواسعة، حيث دافعواعن ثورتهم وديمقراطيتهم الاشتراكية.
وبعد ذلك، أشار كاسترو إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة من قبل واشنطن على الجزيرة منذ عام 1962.
وسلط كاسترو الضوء على القيود والأضرار الناجمة عن تلك العقوبات في تنمية الدولة الكاريبية، مشيرا إلى أن العقوبات المفروضة على المؤسسات التي تجري تعاملات مالية مع هافانا، والقيود على الوصول إلى القروض، والعوائق الموضوعة في وجه المستثمرين الأجانب ، ما هي إلا بعض الأضرار.
واستدعى كاسترو إستعادة العلاقات الدبلوماسية بين هافانا وواشنطن خلال إدارة باراك أوباما، مشيرا إلى أن "ذلك أثبت أنه بالرغم من الخلافات السياسية، إلا أنه من الممكن أن يتم تحقيق تعايش متحضر ومثمر".
وانتقد تراجع العلاقات الثنائية بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، واصفا قرار تعزيز الحظر على كوبا في يونيو عام 2017 بأنه "مهين".
وانتقد كاسترو "لهجة الهجوم والوعيد" التي تنتهجها الحكومة الأمريكية الحالية و"حجج الهيمنة الجديدة" التي طرحتها خلال القمة الثامنة الأخيرة للأمريكتين في بيرو.
كما انتقد كاسترو "السبب غير المبرر" لسحب موظفي السفارة الأمريكية لدى هافانا وعملية ترحيل الدبلوماسيين الكوبيين من واشنطن، على خلفية الهجمات الصوتية المزعومة.
وأكد الزعيم الثوري "لا نحتاج إلى تلقي دروس من أحد بشأن حقوق الإنسان، خاصة من الحكومة الأمريكية،" مضيفا أن "أي استراتيجية تهدف للإضرار بالثورة من خلال المواجهة أوالإغراء محكوم عليها بالفشل، وسيتجاهلها الشعب الكوبي".
وقدم كاسترو شكره للمؤيدين الدوليين وأدان الهجمات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على الأهداف السورية، قائلا "من المؤسف أن التحركات الأحادية قد أصبحت عملا روتينيا ضد دول منطقة الشرق الأوسط".
واعتلى الرئيس المنتخب حديثا دياز-كانيل المنصة بعده وأكد أن السياسة الخارجية الكوبية لن تتغير لأن هافانا "لن تقدم تنازلات، ولن تتفاوض على مبادئها، ولن تقبل بأي ضغوط."