تعليق: البنية التحتية الصينية لا تخشى منافسة الدول الاخرى

بقلم/ مي شين يوي، باحث في معهد الدراسات بوزارة التجارة الصينية

 اثار خبر بدأ الولايات المتحدة واليابان والهند مناقشة التعاون المشترك في سوق البنية التحتية لدول اخرى الواقعة في منطقة المحيط الهادئ والهندي خلال اجتماع الوزاري لوزراء خارجية الدول الثلاثة في نيودلهي يوم 4 ابريل الكثير من الاهتمام، حيث يعتقد الكثير من الناس، أن الهدف من هذه الخطوة هو انتزاع المشاريع في قطاع البنية التحتية من الشركات الصينية القوية، كما لم تخف وسائل اعلام الولايات المتحدة واليابان والهند ذلك ايضا. ومع ذلك، فإن الصين ترحب بمشاركة دول خارج المنطقة سواء من آسيا والمحيط الهادئ او الهندي في سوق البنية التحتية الاقليمية.

يعتبر حجم سوق البنية التحتية الآسيوي كبيرا بما فيه الكفاية لاستيعاب منافسة "لاعبين" كثر. ويمكن بالمنافسة الصحية تعزيز التحسين المستمر لكفاءة السوق في هذه المنطقة وجعل " الكعكة" أكبر. علاوة على ذلك، يمكن أن يساهم تسريع تحسين البنية التحتية لمنطقة المحيط الهادي والهندي باعتبارها شريك تجاري واستثماري هام للصين في الدفع بالتعاون التجاري والاستثماري مع الدول الاخرى في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، الصين واثقة أيضا من أن البحث عن شركاء في اسواق البنية التحتية في المحيط الهندي وغيرها من الاسواق الناشئة هو الخيار الافضل. وأن بناء البينة التحتية الصينية تحتل مكانة وشهرة دولية كبيرة لما تتميز به من الكم الكبير والمستوى الرفيع للمشاريع. وبالفعل ، للصين أكبر سوق بناء وصناعة البناء في العالم، حيث تمتلك الصين ستة شركات من بين أكبر عشر شركات هندسة في العالم، تمت بناء عدد كبير من المعجزات الهندسية المعاصرة، تشكل أنظمة التمويل والتطوير والبناء الأفضل والأكثر كفاءة في العالم. وعلى هذا الأساس، ظلت الصين تحتفظ بمكانة أكبر دولة في العالم من حيث المقاولات الهندسية منذ عام 2010، وارست سمعة جيدة في سوق البنية التحتية العالمية. حيث يعرف شركاء الصين أن اختيار التعاون والشراكة مع الصين يمكن أن يزودهم بالتمويل والتخطيط والمعدات والمواد والبناء والعمالة وغيرها من طقم الخدمات، لحل حاجتهم الملحة لتحقيق الاستقرار الكلي وترسيخ الاساس لتنمية الاقتصادية والاجتماعية والمستدامة.

كما نعلم جميعا، فإن مزايا السكك الحديدية عالية السرعة وتصنيع المعدات ذات الصلة في الصين لا تنعكس في التكنولوجيا الاكثر تكاملا وقدرات التكامل اقوى وسرعة اعلى فحسب، وإنما تنعكس في انخفاض التكلفة والكفاءة العالية في البناء ايضا. كما أن المزايا التكنولوجية للصين بارزة جدا في مجالات البنية التحتية الاخرى. وفي إطار مبادرة" الحزام والطريق"، تمتلك الصين قدرة على التصدير على نطاق واسع لتعدين الفحم المتقدم، ونقل تكنولوجيا الفحم، وتحقق الفوز المشترك مع الدول المضيفة التي توفر الفحم وتنقص من النفط.

ومع هذه الميزة التنافسية، لماذا الصين تشعر بالقلق ازاء احتمال تعويضها بالولايات المتحدة واليابان والهند؟ وأين الخطأ من أن تظهر الصين من خلال التنافس معهم كامل قوتها، وتحفيز الشركات الصينية لرفع الكفاءة والحفاظ على المراكز الاولى دائما؟