بيروت 15 ابريل 2018 /أتت الضربات الجوية والصاروخية التي شنتها فجر أمس (السبت) الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة، على سوريا، تنفيذا لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في وقت سابق من الأسبوع الماضي، لكن المحللون لا يتوقعون استمرار التصعيد أو زعزعة الاستقرار في المنطقة.
ونددت دمشق بـ"العدوان الغاشم"، الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا فجر السبت على أهداف عسكرية في سوريا، على خلفية هجوم كيماوي مزعوم في الغوطة الشرقية، التي أعلن الجيش السوري استعادتها بالكامل.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد، إن "العدوان" الأمريكي البريطاني الفرنسي سيزيد بلاده "تصميما على الاستمرار في محاربة وسحق الإرهاب".
ويشير عماد سلامة مدير معهد "من أجل العدالة الاجتماعية وتسوية النزاعات" في الجامعة اللبنانية الأمريكية لوكالة أنباء ((شينخوا)) إلى أنه "من حيث العواقب العسكرية يمكن أن تكون الخسائر التي الحقت بمرافق النظام السوري كبيرة، ولكن في رأيي لن يؤدي ذلك إلى عواقب سياسية كبيرة".
ويضيف "كذلك بالنظر إلى واقع أن كل من روسيا وإيران يخضعان لضغط جدي من قبل المجتمع الدولي من جهة ولأنهما يقاتلا على جبهات كثيرة من جهة ثانية، فانني أميل إلى الاعتقاد بأن كلا البلدين لايريدان تصعيد الموقف".
وبرغم التوترات بين الغرب وروسيا لم يتنبأ سلامة بردود شديدة وقال "إن المغزى الوحيد للهجوم الثلاثي هو أنه تم بناء تحالف عسكري أقوى بين بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة حيث اتخذوا مواقف عسكرية أكثر عدوانية وعززوا ائتلافهم مع نية واضحة لكبح واحتواء التوسع العسكري الروسي والنفوذ في المنطقة".
وأضاف ان "هجمات يوم أمس (السبت) تبقى بمثابة رسالة إلى روسيا ودورها في المنطقة".
بدوره، وصف سام هيلر من "مجموعة الأزمات الدولية" الهجمات بأنها "ضيقة" وأضاف "علينا أن نرى إذا كانت الضربات ستؤدي إلى ايصال رسالة ردع فعلية أو ما إذا قرأت الحكومة السورية النطاق المحدود للضربات كدليل على نقص الإرادة والجدية".
أما بالنسبة لروسيا وإيران فدعا هيلر إلى الانتظار وقال "سنرى كيف اختارا الرد".
وكانت تقارير ذكرت أن الهجوم الكيميائي في دوما في سوريا أوقع أكثر من 40 شخصا وفقا لعاملين في المجال الإنساني ومسعفين في الموقع، وقد شجبته الأمم المتحدة على الفور لأن أي استخدام للأسلحة الكيميائية يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وزعمت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة أن لديهما أدلة على أن سوريا هي المسؤولة عن الهجمات فيما أصدرت فرنسا تقريرا استخباريا رفعت عنه السرية ويشير بإصبع الاتهام إلى النظام السوري ومع ذلك لم يتم إجراء أي تحقيق دولي في الوقت الذي لا تستطيع فيه روسيا والحلفاء الغربيون الاتفاق على ذلك.
ونفى الرئيس السوري بشار الأسد مزاعم الاتهامات فيما اتخذ حليفه الروسي موقفا أكثر دلالة باتهامه المملكة المتحدة "بتنظيم" الهجمات.
وفي ما يتعلق بالنظام السوري الذي يخوض معركته على آخر المناطق السورية التي يسيطر عليها المسلحون، من المرجح ألا تترك ضربات يوم أمس (السبت) أي تأثير كبير على استراتيجياتها.
وعبر سلامة عن اعتقاده أن "النظام السوري سيستمر في الهجوم وأنه قد يصبح أكثر حذرا من حيث الأسلحة التي يختارها إذا كان بالفعل مسئولا عن الهجمات الكيميائية السابقة".
وشنت الولايات المتحدة بالتعاون مع بريطانيا وفرنسا فجر اليوم ضربات صاروخية ضد منشآت عسكرية سورية، وذلك على خلفية تقارير عن هجوم كيماوي مزعوم اُتهم النظام السوري بتنفيذه يوم السابع من أبريل الجاري بمنطقة دوما في الغوطة الشرقية، التي كان يسيطر عليها مسلحو المعارضة بالقرب من دمشق.
ووقعت الضربات في الساعة 3:55 فجر اليوم بالتوقيت المحلي السوري (12:55 بتوقيت غرينتش)، وطالت أهدافا في دمشق وخارجها، حسب بيان للجيش السوري.