دمشق 8 إبريل 2018 /وصلت يوم الأحد الحافلة الأولى التي تنقل الأشخاص المفرج عنهم من قبضة مسلحي جيش الإسلام بمدينة دوما إلى ممر الوافدين شمال شرق العاصمة دمشق، بالتزامن مع خروج حافلات تنقل مسلحين من جيش الإسلام مع عائلاتهم إلى ذات الممر، تمهيدا لنقلهم إلى جرابلس، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه يوم الأحد، بحسب التلفزيون الرسمي ومرصد حقوقي.
وقال التلفزيون الرسمي في خبر مقتضب "إن أول حافلة إلى ممر الوافدين تنقل مختطفين كانوا محتجزين لدى مقاتلي جيش الإسلام في مدينة دوما قد وصلت".
وبث التلفزيون لقطات مباشرة لوصول الحافلة الأولى التي تنقل مختطفين مدنيين وسط قيام الجنود السوريين بترديد الهتافات احتفالا بوصول الحافلة الأولى.
وقال التلفزيون السوري إن حافلتين خرجتا تنقلان عددا من مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم تمهيدا لنقلهم إلى جرابلس.
ونقل التلفزيون السوري وصول الحافلة الأولى للمحررين من مدينة دوما إلى صالة الفيحاء بدمشق حيث استقبلوا هناك استقبالا شعبيا ورسميا من قبل أهالي المحررين .
ورفع المحررون شارات النصر من داخل الحافلة، وهم يرددون هتافات تحيا الجيش السوري، والرئيس السوري بشار الأسد .
وقال أحدهم في تصريحات لدى وصوله إلى صالة الفيحاء "لم نفقد الثقة بالتحرير من قبضة المسلحين"، مشيرا إلى أن المسلحين خطفوا المدنيين من مدينة عدرا العمالية بريف دمشق منذ أكثر من أربع سنوات.
وعبر المحررون عن فرحتهم بعودتهم إلى الحياة من جديد.
وأشاروا إلى أن هناك الكثير من المخطوفين المدنيين ما زالوا في مدينة دوما ينتظرون الإفراج عنهم .
وبث التلفزيون السوري لقطات مباشرة للقاء المخطوفين مع ذويهم، وسط حالات من الفرح الممزوج بالحزن لفقدان بعضهم خلال سنوات الاختطاف في مدينة دوما بالغوطة الشرقية .
ومن جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن "بدأ خروج الحافلات من مدينة دوما، والتي تحمل على متنها المئات من المختطفين والأسرى لدى جيش الإسلام، ومن مقاتلي الأخير وعوائلهم، في إطار تنفيذ الاتفاق النهائي الذي تم بين الروس والنظام من جهة، وجيش الإسلام من جهة أخرى، يوم الأحد".
وأشار المرصد السوري إلى أنه من المرتقب أن يبلغ عدد الدفعة الأولى الخارجة من أطراف الغوطة الشرقية نحو 40 حافلة تحمل مختطفين وأسرى في حافلات ومهجرين من مقاتلين وعوائلهم في حافلات أخرى.
وأضاف المرصد أن "عمليات تحضير بقية القافلة لا تزال مستمرة، إذ لا تزال عشرات الحافلات تتواجد داخل دوما، حيث من المرتقب خلال الساعات القادمة خروج الدفعة الأولى من الحافلات من معبر الوافدين بعد الإفراج عن دفعة من المختطفين والأسرى لدى جيش الإسلام، وخروج أولى حافلات المهجرين بشكل متزامن باتجاه الشمال السوري".
ويأتي إطلاق سراح المختطفين من دوما ضمن اتفاق تم التوصل إليه في وقت سابق يوم الأحد بين الجيش السوري ومقاتلي جيش الإسلام ، حيث تم الاتفاق على إطلاق سراح كامل المختطفين من المدنيين المحتجزين لدى مقاتلي جيش الإسلام ، مقابل إخراج كامل مقاتلي جيش الإسلام من دوما إلى جرابلس خلال 48 ساعة .
وكان التلفزيون الرسمي السوري ذكر في وقت سابق أن 40 حافلة أصبحت جاهزة للخروج من داخل مدينة دوما بالغوطة الشرقية إلى معبر الوافدين تقل مخطوفين وإرهابيين وعائلاتهم إلى جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي.
وبدأ الجيش السوري الجمعة عملية عسكرية ضد مسلحي جيش الإسلام في دوما آخر معقل للمعارضة في منطقة الغوطة الشرقية المتاخمة للعاصمة دمشق.
وجاءت العملية العسكرية ضد المسلحين بعد تعثر اتفاق لإجلائهم إلى الشمال السوري.
واتهمت الحكومة السورية مسلحي جيش الإسلام بعرقلة الاتفاق القاضي بإخراجهم من مدينة دوما وقصف مناطق سكنية في دمشق أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وجرى التوصل يوم الأحد الماضي إلى اتفاق يقضي بخروج مسلحي جيش الإسلام من بلدة دوما، باتجاه جرابلس وتسليم كافة المخطوفين.
وجاء الاتفاق بعد مفاوضات تسوية جرت بوساطة روسية بشأن إجلاء مسلحي جيش الإسلام من دوما وتسليم أسلحتهم الثقيلة، إلا أن الفصيل المسلح أعلن مرارا رفضه مغادرة المنطقة.
وقال نشطاء إن مقاتلي جيش الإسلام يواجهون صعوبات عند العبور إلى المناطق الخاضعة للسيطرة التركية شمالي سوريا في طريقهم إلى جرابلس القريبة من الحدود التركية.