في أول زيارة له للصين منذ تسلمه مهام منصبه في العام المنصرم، يأمل رئيس وزراء منغوليا، أوخنا خوريلسوخ، في تطوير العلاقات الثنائية والتعاون مع الصين، مؤكدا أنها أولوية في السياسة الخارجية لأولان باتور.
وخلال الزيارة في الفترة من 8 إبريل الجاري وحتى 12 منه، سيحضر رئيس الوزراء المنغولي المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لهذا العام 2018، والذي سيعقد في بلدة بوآو بمقاطعة هاينان جنوبي الصين خلال الفترة من 8 إلى 11 إبريل الجاري.
وقال في مقابلة حصرية مع ((شينخوا)) "إن تطوير العلاقات الودية والتعاون مع الصين، أولوية في السياسة الخارجية لمنغوليا."
وأضاف أنه "خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى منغوليا في عام 2014، قام البلدان بارتقاء العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة. وقد أصبح هذا قرارا تاريخيا لتطوير العلاقات الثنائية لعقود من الزمن."
وأشار رئيس الوزراء المنغولي إلى أن الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين منغوليا والصين تحتاج إلى دفعها قدما من خلال احترام المصالح الجوهرية لبعضهما البعض وتقوية الثقة السياسية المتبادلة.
وخلال الزيارة، من المتوقع أن يوقع البلدان اتفاقيات تعاونية في مجالات مثل الاستثمار والصناعة . وتهدف منغوليا إلى رفع إجمالي التبادلات التجارية وتنويع الصادرات.
وتعتبر الصين أكبر شريك تجاري لمنغوليا وأكبر مستثمر خارجي فيها. ونمت التجارة البينية بينهما بـ36% لتصل إلى 6.7 مليار دولار أمريكي عام 2017، وتشكل نسبة 63 % من إجمالي حجم تجارة منغوليا. ويسعى البلدان إلى رفع تجارتهما البينية إلى 10 مليارات دولار بحلول عام 2020.
وأضاف رئيس الوزراء المنغولي قائلا إن التعاون الثنائي يلعب دورا هاما في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المنغولية. وتنفذ منغوليا العديد من المشاريع الكبرى بفضل قروض ميسرة من الصين ومساعدات غير مردودة أيضا، وتغطي هذه المشاريع مجالات مثل تطوير البنى التحتية والتجارة والطاقة والبيئة والتعليم.
وأوضح "هذه المشاريع هامة لتعزيز النشاطات التجارية والاقتصادية لمنغوليا، وتحسين حياة مواطنيها، وحماية البيئة."
وقال رئيس الوزراء المنغولي إن المؤتمر الوطني الـ19 للحزب الشيوعي الصيني والدورتين التشريعية والاستشارية لهذا العام في الصين، قد حددوا خطة التنمية للصين، ووضع الهدف لبناء مجتمع ذي مصير مشترك للبشرية. وهذا سيسهم في سلام العالم واستقراره، وخلق فرص العمل في الدول المجاورة ومنها منغوليا.
وفي معرض إشادته بنجاح الصين في تطبيق الإصلاح والانفتاح خلال العقود الأربعة الماضية، قال "باعتبارها جارا وديا تقليديا، نشعر بالفخر لهذا النجاح."
وأشار إلى أن منغوليا تستكشف السبل لتكامل سياساتها التنموية مع السياسات التنموية للصين، وأحد هذه السبل هو ربط خطتها لتطوير طريق برايري للنقل البري عبر الحدود، مع مبادرة الحزام والطريق.
وقد وقعت حكومتا البلدين مذكرة تفاهم حول مبادرة تنسيق بهذا الصدد، وتناقشان خطة مشتركة لتطبيق المذكرة.
جدير بالذكر أن مبادرة الحزام والطريق (الحزام التجاري لطريق الحرير، وطريق الحرير البحري للقرن الـ21)، التي اقترحها الرئيس الصيني شي جين بينغ عام 2013، تهدف إلى بناء شبكات التجارة والبنية التحتية لربط آسيا بأوروبا وإفريقيا عبر مسارات طريق الحرير القديم وما وارءه.
وحول التأثير المتزايد للصين عالميا، قال رئيس الوزراء المنغولي إن بلاده ترى التنمية في الصين كفرصة، وإن تعهد الصين بمواصلة الانفتاح والسعي لتكامل اقتصادي أعمق ، أمر مهم للتنمية في منغوليا.
واختتم بقوله مؤكدا على أن "منغوليا مستعدة دوما للتعاون مع الصين للإسهام في الاستقرار والرخاء الإقليميين ."