دشنت الصين في 26 مارس الجاري، عقود النفط الخام الآجلة ببورصة شنغهاي الدولية للطاقة، وهي وحدة تابعة لبورصة شنغهاي للعقود الآجلة. وفي أول أيام التداول، حققت عقود النفط الآجلة الصينية آداء جيدا، حيث نمت عقود 1809 بـ 3.5%، وتمكنت من جذب مايزيد عن 100 مليون يوان خلال 9 دقائق فقط من بدء تداولها.
ووفقا لبيانات مدونة مشهورة في عالم المال في الصين، حقق تداول العقود الآجلة للنفط الخام خلال الساعة الأولى أكثر من 10 مليارات يوان.
أنواع التداول الدولية
تعد عقود النفط الآجلة أول عقود من نوعها تدشن في الصين.
في هذا الصدد، أشار رئيس هيئة الأوراق المالية الصينية ليو شي يوي، خلال حفل تدشين عقود النفط الآجلة الصينية، إلى أن الهيئة تمتلك الثقة والعزيمة والقدرة على بناء السوق الصينية لعقود النفط الخام الآجلة وتفعيل وظائفها.
قبل ذلك، قامت بورصة شنغهاي للعقود الآجلة بنشر أنواع التداول لعقود النفط الخام الآجلة واللوائح المتعلقة بها، وتضمنت أساسا: النفط الخام الحامض، بـ 1000 برميل على كل وحدة. وحد أدنى للتغير السعري عند 0.1 يوان\البرميل، وهامش إرتفاع وهبوط يقدر بـ ±4%. إضافة إلى حد أدنى للتأمين على العقود بـ 5%. وحددت عتبة الإستثمار الفردي واستثمارت الأجهزة تباعا بـ 500 ألف يوان و 1 مليون يوان.
في هذا السياق، أشار نائب رئيس هيئة الأوراق المالية الصينية فانغ شينغ هاي، إلى أن عقود النفط الآجلة الصينية تمثل إبتكارا على مستوى المنتجات، كما تعد خطوة جديدة نحو الإنفتاح. وذكر بأن هيئة الأوراق المالية الصينية ستتخذ المزيد من التدابير لتعزيز الإنفتاح، من خلال جعل معيار التسعير الدولي يعكس وضع العرض والطلب في الصين بشكل أفضل. وهوما من شأنه أن يعزز التنمية الإقتصادية الصينية.
التسعير والتسوية باليوان الصيني
يعد التسعير باليوان الصيني إحدى النقاط البارزة في عقود النفط الآجلة الصينية. حيث سيتم إستعمال اليوان الصيني في عمليات التسعير والتسوية، وقبول الدولار الأمريكي وغيره من العملات الأجنبية في شكل أصول تأمين.
"عقود النفط الآجلة الصينية سيتم تسعيرها وتسويتها باليوان الصيني، وأسعارها تمثل أسعار ميناء الوصول. وهو مايمكن أن يساعد الشركات الصينية العاملة في مجال النفط على إدارة مخاطر اضطرابات الأسعار بشكل أفضل." يقول نائب مدير قسم العقود الآجلة بهيئة الأوراق المالية الصينية تشنغ شن.
وقالت شركة بينغ آن للأوراق المالية، في تقرير أصدرته مؤخرا، أن خام برنت وخام غرب تكساس يمثلان معيار تسعير النفط الخام في العالم وأمريكا. في حين، مازالت منطقة آسيا المحيط الهادي ينقصها معيارا موثوقا لتسعير النفط الخام، رغم أنها التي تمثل أكبر مستورد عالمي للنفط.
"بالنظر إلى المكانة التي تحتلّها الصين في سوق إستيراد النفط وقوتها الشاملة، من المتوقع أن تصبح عقود النفط الخام الآجلة التي تم تدشينها ببورصة شنغهاي، معيارا أفضل بالنسبة لتسعير النفط الخام في منطقة آسيا المحيط الهادي." يقول تقرير شركة بينغ آن.
تأثير واسع لدخول عقود النفط الخام الآجلة إلى البورصة
يعتبر النفط "دم الصناعة"، حيث تظهر بيانات عام 2017، بلوغ حجم الإستهلاك الصيني من النفط 610 ملايين طن، بينها 420 مليون طن من النفط المستورد، وهو مايعني اعتماد الصين على النفط الأجنبي بنسبة تقارب الـ 70%. لذلك، تعد الصين في الوقت الحالي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم. لكن تذبذب الأسعار الدولية للنفط خلال السنوات الأخيرة، جعل الشركات الصينية العاملة في مجال النفط تواجه مخاطر كبيرة، إلى جانب تزايد مصاعب الإدارة والتنمية.
حول أهمية تدشين عقود النفط الخام الآجلة ببورصة شنغهاي، يرى المهنيون بأن ذلك سيخدم بشكل أفضل النمو عالي الجودة للإقتصاد الحقيقي الصيني. كما سيقدم المزيد من الوسائل الفعّالة في ادارة المخاطر بالنسبة للشركات الصينية. من جهة أخرى، ستوفر عقود النفط الآجلة المراجع السعرية لشركات السلسلة الصناعية، وستساعد على دفع انفتاح السوق المالية، وتوفر فرصا إضافية وخيارات استثمارية متنوعة للمستثمرين الدوليين داخل السوق الصينية.
في هذا الصدد، تشير تحليلات شركة "أويل تشيم" للإستشارات إلى أن إطلاق عقود النفط الأجلة بالبورصة الصينية سيسهم في تشكيل منظومة سعرية تعكس علاقات العرض والطلب لسوق النفط بالصين ومنطقة آسيا المحيط الهادي، وتمكن الأسعار من لعب دور أساسي في تصريف الموارد. إضافة إلى تمكين الشركات من أدوات تحوط فعالة في مواجهة مخاطر تذبذب الأسعار.
في ذات الجانب، يقول نائب رئيس هيئة الأوراق المالية جيانغ يانغ، أن تدشين عقود النفط الآجلة في بورصة شنغهاي، يكتسي أهمية بالغة وتأثير عميق على سوق العقود الآجلة الصينية وقطاع النفط، ويمثل علامة فارقة بالنسبة لسوق النفط في الصين.